عبد الرحمن مقلد.. العالم الشعرى لدى الشاعر

الأحد، 21 ديسمبر 2014 05:03 م
عبد الرحمن مقلد.. العالم الشعرى لدى الشاعر الشاعر عبد الرحمن مقلد
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عبد الرحمن مقلد.. شاعر.. شيخ.. حكيم.. يملك ما يريد قوله ليس فقط على مستوى القصيدة لكن على مستوى الرؤية، يملك روحا متأملة متزنة، يعرف لماذا وجد الشعر ولماذا كتبه الإنسان.. كتبه لأن الحياة لا تستقيم إلا بالشعر.. لأن هناك صيادين فقراء تائهة مراكب صيدهم فى انتظار أن يشعل عبد الرحمن مقلد فنار قصيدته ليصلوا.. ولأن هناك نساء ساحليات لهن الحق فى أن يعشقن فى هذا الحياة كى يصبح لها معنى وكى تكتمل رجولة العالم وإنسانيته.. وأن هناك فقراء نشف ريقهم فى انتظار كلمة صبر من فم الشاعر كى يحس بهم العابرون أو حتى شركائهم فى الغرف الضيقة.. ولأن هناك الحياة التى تسرق أرواحنا منا دون أن ننتبه.. وهناك البحر وراء كل ذلك فى انتظار ما يكتبه "مقلد" أو كما قال هو "يغنيه".


فى مَديحِ المَحبَّةِ للشاعر عبد الرحمن مقلد


أكَان عَلى الحُبِّ
أن يَتخَفَّى
ويَصْحَبُنِى مِنْ يَدَى
ويتْرُكُنِى خَائفًا أتَرقَّبُ
عِندَ المَحطَّةِ
أحملُ عشرينَ وجْهًا

أكانَ على الحُبِّ
فى ذلكَ اللَيلِ
أنْ يَشترى لِى
حِذَاءً وثوبًا
ويترُكُنِى فى القِطَارِ
أطالِعُ حَظِّى. .
كفَزَّاعَةٍ أتَرَقَّبُ
أضَحَكُ للراكبينَ
ولكنَّ قَلْبِى يَخافُ
تُلَوِّحُ لى الشَاحِناتُ
ورُكَّابُها
وتَلُوحُ المَدينَةُ
مثل عَجُوزٍ تُتَهْتِهُ ثم تُكَافِئُنِى بالرَّزَازِ
أقارِنُه بنَدَى وَرْدةٍ عَندَ مَطْلَعِ فَجْرٍ
تُعوِّدُنا الطُرقاتُ عليها
وتَصْحَبُنا فى مَتاهَتِها..
فنُصَرِّفُ أنْفُسَنا
وننامُ معًا عندَ أى جِدارٍ
لنَخْلُقَ أُلْفَتَنَا
ويكونَ لنا فى المَكَانِ
حَياةٌ ومَاءٌ ورَائحِةٌ
ثم نَرحَلُ فى القَاطِراتِ. .
ونَسقُطُ فى أى أرْضٍ
كحَبَّاتِ مَسْبَحَةٍ
وأعودُ وَحيدًا
ولكنَّ قَلبى يَخافُ
وأذَكُرُ أُمى
التى لا تَنامُ
وأبناءَهَا خَارجَ البيتِ
تنتظرُ الآنَ بَاكيةً
أنْ أعودَ إليها
فتغلقُ بابَ خِزَانتِها

وكان عَلى الحُبِّ
أن يَتمسَّكِ
بالوَعْدِ يَنتظِرُ
الآيِبينَ
ولكنَّهُ لا يُحَبِّذُ ذَلِكَ. .

أذكِّرُكُمْ كُلما. .
كنتُ أَضْعَفَ فى نَمْلَةٍ
أو أُهُشَّ مِنَ العُنكبوتِ
وأَخْرُجَ من عَطْفِكم..
يُمكنُ الآنَ
أنْ أَتمَاسَكَ
أنَسَى ارتِجافَ يَدى
وضَغطَ دَمِى
يُمكنُ الآنَ
أنْ أَستَحِمَّ
وأمْسَحَ وَجهى
وأَصْرُخَ مِن وَجَعِ الكَدَمَاتِ
وألْبَسَ نَظَارَتِي
وأُغادِرَ

أَبحَثُ عن كَذِبٍ
لأبرِّرَ أخطَاءَكُمْ
ثم أنْعَتُكُمْ بالقُسَاةِ
أُقَارنُكُم بالطَواحينِ حِينًا
وبالرِيحِ أُخرى تَدقُّ عِظَامي
..

أجِلسُ الآن فى ظِلِّ كَافُورةٍ
كُلمَا مَسَّنِى
شَجَنٌ
أو أَصابَ الحَنينُ دِمَاى
ارتجفْتُ ولُذتُ فراراً
أكانَ عَلى الحُبِّ
أن يَتركَ الأُغنياتِ علَى
السَهْلِ نَاقِصَةً
كى نُتَمِّمَهَا
ونُغيِّرَ أوتَارَها..
ثم نَنهجَ من تَعبِ القَلْبِ
والرِئتينِ. .

أكَانَ على الحُبِّ
أن يتفلْسَفَ حتى نكون معًا
كان يمكنُ أن يُكملَ الأغنياتِ سوانا








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة