أكرم القصاص - علا الشافعي

جمال أسعد

مصر مسلمة وهويتها مصرية

الثلاثاء، 02 ديسمبر 2014 10:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعت الجبهة السلفية وجماعة الإخوان يوم الجمعة الماضى 28 نوفمبر لتظاهرة حاشدة أطلقت عليها ثورة الشباب المسلم للحفاظ على الهوية الإسلامية، فهل الإسلام والهوية الإسلامية فى خطر؟ بداية الحضارة المصرية ليست هى الإنجاز المادى فقط من أهرامات ومعابد وآثار، ولن تكون فقط  تلك الحضارة هى العلوم التى أبهرت ومازالت تبهر العالم مثل علم التحنيط والفلك والهندسة، ولا هى تلك الفنون الرائعة والقيم الإنسانية الخالدة والعادات والتقاليد التى مازالت تمارس حتى الآن، ولكنها قبل كل هذا وبعده هى الإنسان المصرى الذى صنع هذه الحضارة التى أثرت فى مسار الحضارة الإنسانية على مدى التاريخ. أى أن هذه الحضارة قد صنعتها تلك الجينات الحضارية القابعة فى الضمير الجمعى المصرى والتى كونت الشخصية الحضارية المصرية، هذه الشخصية التى تأصلت ونمت وترعرعت عبر التراكم التاريخى للحقبات التاريخية من يونانية ورومانية ومسيحية وإسلامية، وقد تميزت هذه الشخصية الحضارية بالدين والتدين، حيث آمنت بالإله الواحد قبل نزول الأديان السماوية التوحيدية، فالمصرى آمن بالديانة المصرية القديمة، وهو الذى آمن بالمسيحية وآمن بالإسلام، ولأن الحقبة الإسلامية هى الحقبة المعاشة على أرض الواقع منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، فهى الحقبة الكثر تأثيراً على كل المصريين مسلمين وغير مسلمين. فالحضارة الإسلامية هى ملك لكل المصريين من تاريخ وثقافة وفنون وعادات وتقاليد ولغة، عدا العقيدة الدينية فهى لله وحده سبحانه وتعالى. ولذا كان طبيعياً أن ينص الدستور على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع، وكان طبيعيا أيضا أن تسرى بعض الأحكام على المسيحيين، حيث إن المسيحية ليست ديانة تشريع، كما أن الأزهر هو المنارة الإسلامية الوسطية للعالم الإسلامى، وهو صناعة مصرية يفخر بها كل المصريين، وهنا ما هو المقصود بالهوية الإسلامية وهى محفوظة فى نفوذ كل المصريين المتدينين؟ هل هى تلك الاجتهادات الخاصة لفريق أو جماعة؟ وهل هذه الاجتهادات وتلك الرؤية توافق كل المسلمين؟ وهل من يرفع شعار الهوية هو مسلم  ومن لم يرفع فهو غير ذلك؟ وإذا كان المصريون مسلمين متدينين متمسكين بإسلامهم فلماذا هذه المزايدة؟ وهل هذا الشعار سيكون عامل توحيد وتجميع للمصريين أم سيكون العكس؟ وما هو موقف غير المسلمين؟ وهل هذا يعنى أن يخرج من يرفع المصحف ثم نرى من يرفع الإنجيل؟ وهل تلك الممارسات من هذا أو ذاك لها علاقة بالدين والتدين والإيمان الحقيقى وخصوصية العلاقة بين الإنسان وبين خالقة؟ وهل هذه الممارسات ستكون عاملاً فى إعادة اللحمة الوطنية أو فى استعادة ثورة يناير كما يدعون؟ وهل يناير كانت على أرضية دينية أم خلفية طائفية؟ الثورة لن تتحقق بغير كل المصريين والوطن لن يبنى سوى بأيدى كل المصريين، ولا ولن يستطيع فصيل سياسى أيا كانت قوته الثورة  بمفرده، فالثورة هبة شعب وإرادة جماهير واختيار أمة، الثورة هى دعوة لمستقبل سياسى أفضل ولحياة اجتماعية أرقى ولواقع اقتصادى أكثر رخاءً، الثورة هى كل أبناء الوطن وليس فصيلا دون الآخرين، الثورة ليست إقصاء بل تجميعا، توحيدا، لا تفريق، والأهم أن الشعب العظيم المتدين لا يستطيع أحد الضحك عليه أو اختراقة باسم الدين. وإلا فلماذا لم تنزل الجماهير يوم الجمعة فى تظاهرة الهوية؟ فمصلحة الجميع أن تكون مصر للجميع.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

عابر سبيل

الهوية فى خطر

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

الخلاف على الهوية قديم يا أستاذ جميل

عدد الردود 0

بواسطة:

مينا

الى عابر سبيل رقم 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدى بلال (محاسب بالمعاش)

ولذا كان طبيعياً أن ينص الدستور على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع!!!!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدى رزق

والله كلامك صح استاذ مجدى بلال

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة