نانى تركى تكتب: رضوى عاشور نسيم البخور

الأربعاء، 17 ديسمبر 2014 04:07 ص
نانى تركى تكتب: رضوى عاشور نسيم البخور الكاتبة رضوى عاشور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كنت مهتما بالأدب فالأكيد أنك عرجت على أحد أعمال رضوى عاشور وكتاباتها يوماً ما، وبعد رحيلها عنا الأيام السابقة بعد صراح طويل مع المرض تذكرنا أعمالها الرائعة التى لا يجود مقال بذكرها جميعاً مع سيرتها الذاتية، ولكن نسيم من البخور كنسيمها يعرفنا قليلاً على بعض روائع رضوى عاشور.

رضوى عاشور ولدت عام ١٩٤٦ فى المنيل فى القاهرة، وفى عام ١٩٦٧ مع النكسة التى منيت بها مصر انتقل مريد البرغوثى الشاعر الفلسطينى من بلاده مكرهاً لتحط عصافير القدر به فى القاهرة ليعشق هذه الفتاة الصغيرة والكاتبة، وفى عام ١٩٧٩ تم منع زوجها من الإقامة فى مصر مما أدى إلى تشتيت أسرتها.
رواياتها الشهيرة ثلاثية غرناطة، الطنطورية، سراج وتقارير السيدة راء.

الرواية الأكثر شهرة لرضوى عاشور ثلاثية غرناطة والتى حازت بفضلها على جائزة أفضل كتاب لسنة ١٩٩٤ على هامش معرض القاهرة الدولى للكتاب، وهى ثلاثية تتكون من ثلاث روايات غرناطة - مريمة – الرحيل، وتدور الأحداث فى مملكة غرناطة بعد سقوط جميع الممالك الإسلامية فى الأندلس وتبدأ أحداث الثلاثية عام ١٤٩١ وهو العام الذى سقطت فيه غرناطة بإعلان المعاهدة التى تنازل بمقتضاها أبو عبد الله محمد الصغير آخر ملوك غرناطة عن ملكه لملكى قشتالة وأراجون، وتنتهى بمخالفة آخر أبطالها الأحياء "على" لقرار ترحيل المسلمين حينما يكتشف أن الموت فى الرحيل عن الأندلس وليس فى البقاء.

رواية لا تشعر للحظة أنها رواية حين تندمج فى الأحداث تشعر كأنها حياة كأنهم جيرانك أو أحباء قدامى ينفطر قلبك حزناً لما حل بهم فهى رواية موجعة يشعر كل من يتشدق باللغات الأخرى، ويتركون العربية لغتهم الأم بالخجل وبأنهم يضيعون اللغة العربية، بينما كان هناك من يموتون نتيجة التحدث بالعربية، وترى أنك نسيت عاداتنا العربية التى تشعر بجمالها عند قراءة الرواية، وتشعر بحجم فجيعة أن تحرم من ممارستها وتهمل الكتب وتراها بلا ثمن فى حين ماتوا هم من أجل الاحتفاظ بها.

من روايات رضوى عاشور الشهيرة أيضاً "الطنطورية" نسبة إلى قرية الطنطورة الواقعة على الساحل الفلسطينى جنوب حيفا هذه القرية التى حدثت فيها المذبحة عام ١٩٤٨ على يد العصابات الصهيونية، وتتناول الرواية هذه المذبحة كمنطلق وحدث من الأحداث الرئيسية لنتابع حياة عائلة اقتلعت من القرية وحياتها عبر ما يقرب من نصف قرن إلى الآن مروراً بتجربة اللجوء فى لبنان، بطلة الرواية هى امرأة من القرية يتابع القارئ حياتها منذ الصبا إلى الشيخوخة فالرواية تمزج فى سطورها بين الوقائع التاريخية من ناحية والإبداع الأدبى من ناحية أخرى.

إحد روايات رضوى عاشور الجميلة أيضاً "سراج" التى تبرز فيها لغة رضوى الراقية الأخاذة تتحدث عن جزيرة عربية متخيلة بالطبع عن أحوالها عن شعبها وعبيدها عن نسائها عن سلطانها عن الطامعين فيها، فتأخذك رضوى وتبحر معها فى بحر الخيال الجميل لترسُ بك على شاطئ الماضى بكل حكاياته، فتحكى لنا حكاية حاكم ظالم لم يقبل شعبه الذل والهوان لم يقبلوا أن يتحكم فى مصائر أبنائهم ذلك الظالم الذى أحال حياتهم إلى جحيم واستنزفت لآخر نفس لتأتى "رؤيا" الولد سعيد لتكون بمثابة السراج الذى يضىء لهم الطريق لمواجهة الحاكم فثار عليه شعبه، ولكن يفاجئهم القدر حيث يقوم المستعمر بحمايته ويحبط كل محاولاتهم، الرواية تقوم على لعبة، حيث تصور مكاناً متخيلاً ففى خلفية المكان المتخيل ترى تاريخاً فعلياً لا نزال نعيش بعض تنويعاته حتى الآن.

رضوى عاشور أثرت حياتها بتنوع أنشطتها الأدبية ما بين الروايات والنقد الأدبى والترجمة والتدريس الأكاديمى وأيضاً المشاركة فى الحياة السياسية فكانت بحق نسيم البخور.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة