سميح القاسم.. "غزة تبكينا.. لأنها فينا" ونحن فى متاهة الإحساس بالذنب

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014 04:02 م
سميح القاسم.. "غزة تبكينا.. لأنها فينا" ونحن فى متاهة الإحساس بالذنب سميح القاسم
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا خوذة الجندى
لا هراوة الشرطى
لا غازكم المسيل للدموع
غزة تبكينا
لأنها فينا
ضراوةالغائب فى حنينه الدامى للرجوع
تقدموا
من شارع لشارع
من منزل لمنزل
من جثة لجثة
تقدموا

نقول غزة ونقصد فلسطين، هكذا يتحدث الوجع الممتد بسبب الجرح الفلسطينى النازف وبسبب القضية الت تبحث عن حل.. نفوسنا هى التى تبحث عن حل من أجل ذاتنا قبل أن يكون من أجل القضية.. لأننا نريد أن نتطهر وأن نتخلص من إحساسنا بالعجز الذى انعكس على فهمنا وتقديرنا للأشياء وللعالم وجعلنا وجها لوجه فى مواجهة المؤامرة من الداخل والخارج ولم يجعل لنا أى سبيل للسلام الداخلى ما دامت فلسطين دامية القلب مكسورة الأجنحة.

ولما كان الشعر ديوان العرب الأبدى كان للشاعر الفلسطينى سميح القاسم أن وهب حياته وشعره لهذه القضية، وفى السنوات الأخيرة كان للمحتل أن خص قطاع غزة بكثير من هجماته الوحشية التى أدمت القلوب وحركت أصحاب الفكر والمتعاطفين مع الحق فى العالم بأسره فى إدانة ما يفعله المحتل تحت نظر العالم وسمعه.

وسميح القاسم يمثل حلقة من سلسلة ممتدة نذرت نفسها للدفاع عن الحق منذ أن بدأت الكارثة التى تآمر فيها العالم الاستعمارى على شعب وأرض، والحلقة فيها الكثير منهم إبراهيم طوقان ومحمود درويش وغسان كنفانى وناجى العلى ممن استطاعوا أن يقدموا القضية على المستوى الفنى والأدبى إلى العالم الخارجى بالكلمة والصورة التى كانت خير سفير تعبيرا عن الوجع.


قصيدة تقدموا

تقدموا
كل سماء فوقكم جهنم
وكل أرض تحتكم جهنم
تقدموا


يموت منا الطفل والشيخ
ولا يستسلم
وتسقط الأم على أبنائها القتلى
ولا تستسلم
تقدموا
تقدموا
بناقلات جندكم
وراجمات حقدكم
وهددوا
وشردوا
ويتموا
وهدموا
لن تكسروا أعماقنا
لن تهزموا أشواقنا
نحن القضاء المبرم
تقدموا
تقدموا


طريقكم ورائكم
وغدكم ورائكم
وبحركم ورائكم
وبركم ورائكم
ولم يزل أمامنا
طريقنا
وغدنا
وبرنا
وبحرنا
وخيرنا
وشرنا
فما الذى يدفعكم
من جثة لجثة
وكيف يستدرجكم
من لوثة للوثة
سفر الجنون المبهم
تقدمو


وراء كل حجر
كف
وخلف كل عشبة
حتف
وبعد كل جثة
فخ جميل محكم
وان نجت ساق
يظل ساعدو معصم
تقدموا
كل سماء فوقكم جهنم
وكل أرض تحتكم جهنم
تقدوا
تقدموا


حرامكم محلل
حلالكم محرم
تقدموا بشهوة القتل التى تقتلكم
وصوبوا بدقة لا ترحموا
وسددوا للرحم
إن نطفة من دمنا تضطرم
تقدموا كيف أشتهيتم
واقتلوا
قاتلكم مبرأ
قتيلنا متهم
ولم يزل رب الجنود قائما وساهرا
ولم يزل قاضى القضاة المجرم
تقدموا
تقدموا


لا تفتحوا مدرسة
لاتغلقوا سجنا
ولا تعتذروا
لا تحذروا
لاتفهموا
أولكم
آخركم
مؤمنكم
كافركم
ودائكم مستحكم
فاسترسلوا واستبسلوا
واندفعوا وارتفعوا
واصطدموا وارتطموا
لأخر الشوق اللذى ظل لكم
وآخر الحبل الذى ظل لكم
فكل شوق وله نهاية
وكل حبل وله نهاية
وشمسنا بداية البداية
لا تسمعوا
لا تفهموا
تقدموا
كل سماء فوقكم جهنم
وكل أرض تحتكم جهنم
تقدموا
تقدموا


لا خوذة الجندى
لا هراوة الشرطى
لا غازكم المسيل للدموع
غزة تبكينا
لأنها فينا
ضراوةالغائب فى حنينه الدامى للرجوع
تقدموا
من شارع لشارع
من منزل لمنزل
من جثة لجثة
تقدموا
يصيح كل حجرمغتصب
تصرخ كل ساحة من غضب
يضج كل عصب
الموت لا الركوع
موت ولا ركوع
تقدموا
تقدموا


ها هو قد تقدم المخيم
تقدم الجريح
والذبيح
والثاكل
والميتم
تقدمت حجارة المنازل
تقدمت بكارة السنابل
تقدم الرضع
والعجز
والأرامل
تقدمت أبواب جنين ونابلس
أتت نوافذ القدس
صلاة الشمس
والبخور والتوابل
تقدمت تقاتل
تقدمت تقاتل
لا تسمعوا
لا تفهموا
تقدموا
تقدموا
كل سماء فوقكم جهنم
وكل أرض تحتكم جهنم

smehhh1612201











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

السيد الجهينى

قصيدة سميح القاسم

عدد الردود 0

بواسطة:

السيد الجهينى

قصيدة سميح القاسم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة