رواية "مزرعة الحيوان".. ثورة بدأت بحلم وانتهت بكابوس

السبت، 13 ديسمبر 2014 07:20 م
رواية "مزرعة الحيوان".. ثورة بدأت بحلم وانتهت بكابوس غلاف الرواية
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صعد ميجور على منصة مرتفعة وبدأت الحيوانات تأتى..... بدأ ميجور الكلام عن نصيحته...
"أخْبَرهُم كيف أن حياتهم قصيرة يظلون يكدحون فيها ثم فى النهاية يذبحون..ولا يوجد فى إنجلترا كلها حيوان حر..إنهم لا يتركون لنا إلا الفتات مع أننا نقوم بكل العمل..".

هذا مقطتف من رواية "مزرعة الحيوان" للروائى جورج أورويل، المولود عام 1903م؛ وهى الرواية التى يعتبرها النقاد الغربيون من أفضل مائة رواية عالمية.

والرواية ترمز إلى قصة الثورة الروسية وخداعها للفرد تحت حكم ستالين، حيث انتهت الثورة التى قامت من أجل العدالة الاجتماعية إلى النقيض تماما من ذلك، حالها مثل العديد من الثورات التى نشبت فى العالم.

أورويل فى هذه الرواية يجرى حكايةً ساخرة ممتعة على ألسنة الحيوانات ليكشف عن التناقض الحاد بين الشعارات الثورية وممارسات الحكام بعد الثورة، وهو يوجه نقده اللاذع إلى ديكتاتور السوفييت جوزيف ستالين والثورة الاشتراكية السوفييتية.

وتهكم أورويل من خلال روايته على الثورة التى انتهت إلى تأسيس أحد أشد النظم السياسية استبداد فى النصف الأول من القرن العشرين، الثورة التى بدأت بحلم وانتهت بكابوس.

وأبطال الرواية كلهم من الحيوانات يعملون فى مزرعة كبيرة، وفى يوم بعد أن نام صاحب المزرعة السيد "جونز"، اجتمع الحيوانات، وقرروا أن يقوموا بثورة ضد بنى البشر، لأنهم فى نظرهم هم سبب جميع الشقاء الذين يعيشوه، بعد أن قام الخنزير الحكيم "ميجر" بتحريضهم على ذلك، وبعد هذه الخطبة بثلاثة أيام يموت "ميجر"، فيقوم ثلاثة من الخنازير "سنوبول، نابولين، سكويلر" بتوسيع مضامين خطاب "ميجر"، وتحويله إلى نظام فكرى متكامل أسموه "الحيوانية"، وبدؤوا بنشره وتدريسه لبقية الحيوانات إلى أن تتوفر الظروف الملائمة للثورة.

وفى أحد الأيام نسى صاحب المزرعة أن يطعمَ الحيوانات، مما سبب حالة من الهيجان والفوضى، وهو الأمر الذى كان سببا فى اشتعال ثورة الحيوانات، التى انتهت بفرار صاحب المزرعة.
بعد ذلك تولت الخنازير أمر التدبير والتخطيط والقيادة، وسلمت لها الحيوانات بذلك لاعتقادها أنها الأذكى والأقدر على تحمل الأعباء، فأصبح "سنوبول" و"نابولين" بمثابة العقول القيادية المدبرة فى "مزرعة الحيوان"، فى حين صار"سكويلر" هو المتحدث الرسمى باسم هذا الجهاز القيادى، وهو متحدث بارع يجيد "التطبيل" وقادر على قلب الحق باطلاً والباطل حقًا.

إلا أن خلافًا فى الرأى ينشب بين "سنوبول"، و"نابولين"، وهنا يدرك الأخير أنه لا يمكنه التغلب على غريمه إلا بالقوة، فأطلاق كلاب شرسة على غفلة من بقية الحيوانات على "سنوبول" الذى فر إثر ذلك من المزرعة إلى غير رجعة.

ويتمادى "نابولين" فى إقصاء غريمه فيوعز إلى "سكويلر" بأن يشيع بين الحيوانات أن"سنوبول" كان متعاونا مع بنى الإنسان ليمهد لهم الاستيلاء على المزرعة.

وهنا يحدث تحول كبير فى مسار الأحداث، وفى طريقة تعامل الخنازير مع الحيوانات وأسلوب إدارة المزرعة، فينتهى زمن النقاش مع الحيوانات ليبدأ زمن استبداد النظام، ويتحول "نابولين "إلى زعيم لا يظهر إلا فى المناسبات، ويلقى خطابات تحولت فيما بعد إلى أوامر تنفذ من غير جدال، تحت إرهاب الكلاب الشرسة.
وبدأت تدريجيا حصة الحيوانات من الطعام تقل شيئا فشيئا، وعملها فى المزرعة يزداد أكثر من ذى قبل، ولا ينقضى وقت طويل حتى تنتهك مبادئ الثورة واحدة تلو الأخرى، تحت تهديد الكلاب الشرسة وتطبيل "سكويلر".

وفى نهاية الرواية يسكن "نابولين" بيت "جونز" بعد أن كان سكن المنازل محرمًا على الحيوانات طبقا لوصايا الثورة، وبدأ يدخن ويشرب الخمر وهو ما كان محرما أيضا على الحيوانات، ويظهر "نابولين" ذات يوم واقفا على قدمين يقلد مشية الإنسان، ويجلس هو و "سكويلر" مع مزارعين من الجيران يلعبون الورق سويا.

وهنا نؤكد أن "أورويل" كتب الرواية لتكون صرخة ساخرة بفهم عميق للواقع، ونقد لاذع للظلم السياسى والحكم الجائر الذى يعلى من شأن فئة قليلة على حساب المجتمع كله، لكنه على الطرف الآخر انتقد النفوس البشرية التى تتحول هى أيضا لتفعل نفس ما كانت تستنكره من قبل فى بنى جلدتها، ولتثبت أن بعض الضعفاء المقهورين يظلون ضعفاء.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة