أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات

عمار الشريعى فى مولد الطوخى - 3

الأربعاء، 10 ديسمبر 2014 06:48 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الذكريات تتدفق من عمار الشريعى، وكنت أنتبه: «على فكرة كل جملة بتقلها تنفع مانشيت فى الكتابة»، هكذا حدثته، فرد: «الصنعة غلبت، أنت منين؟»، أجبت: «أنا من طوخ، قليوبية».

قال مندهشا: «معقولة، يعنى بلديات صديقى وحبيبى سعيد الفرماوى، ويعنى بتروح مولد الطوخى (أكبر موالد مدينة طوخ محافظة القليوبية)، ياه على الفرماوى، ياه على المولد، كنا «شلة جامعة عين شمس» بنروح نحضر الليلة الكبيرة، ناكل سمك، مش مهم مضروب ولا حلو، لكن ريحة المولد بهيصته وزحامه، بمجاذيبه وشيوخه، بشبابه وأطفاله، ببناته اللى لبسين آخر حلاوة، والفلاحين اللى شدين الجلاليب النضيفة، بالنصابين والطيبين، بسيرك الحلو والمنشدين اللى الناس بتستناهم كل سنة، بالأكل اللى بيتباع، حقيقى ومغشوش، زى قشر البطيخ اللى ست بتغرقه فى الدقيق وتقليه فيطلع لك بقدرة قادر سمك مقلى و«كل وبرق لى صنف زى الفل «هأ، هأ، هأ، هأ»، اللى بياكل مش واخد باله، مفكر أنه بياكل سمك حقيقى واللى ماشى مش واخد باله أو بيطنش، عالم كله على بعضه حلو، صورة مصغرة لمصر.

أعطانى «عمار» بحديثه عن المولد ملمحا آخر عن تكوينه هو، حكاء عظيم، موسيقى عظيم، مثقف عظيم، ولم يأت ذلك بالصدفة، وإنما بخلطة كانت تتكون يوما بعد يوم على نار هادئة، واصل حديثه عن ذكرياته مع مولد الطوخى: «كانت ودانى مفتوحة على حاجة تانية، تعرف إيه؟»، يسأل هو، فأعيد سؤاله: «مفتوحة على إيه؟»، يجيب: «على كل النكت الجديدة، والكلام اللى مبسمعوش إلا فى المناسبات دى، تلاقى واحد مثلا بيقول شتيمة عمرك ما سمعتها قبل كده، يا سلام على الشتيمة بالذات اللى بتعبر عن الانبساط والفرح، مثلا تلاقى واحد بيشتم الصييت: «يا ابن ال..» عشان قال موال حلو، ونفس الصييت بيتشتم بنفس الشتيمة من واحد تانى عشان مقلش موال حلو، الطريقة دى بتعبر عن الشخصية المصرية اللى بتحزن بعمق، وبتفرح بعمق، بتشتم فى الفرح وبتقول نفس الشتيمة فى الحزن، كل ده كنت أكتبه فى النوتة عشان منساش حاجة».

يرد «عمار» على التليفون: «أنا زى الفل، أكلت حاجات حلوة وبهدلت الدنيا»، أشغل نفسى بتصفح جريدة الوفد حتى إنهاء مكالمته، يعود: «زوجتى العظيمة بتطمئن على»، يأتيه تليفون آخر: «الحمد لله، المقال هيبقى كل أسبوع.. المسائل ماشية الحمد لله.. لازم الناس تفهم الحقيقة.. يعنى إيه مايسترو».

كان المتصل يستفسر عن مقال كتبه عمار فى مجلة «الأهرام العربى» (استمر لعدة أسابيع)، وفتح عمار النار فيه على المايسترو سليم سحاب، واستمرت هذه المعركة لعدة أسابيع، ودخلت «جريدة العربى» لسان حال الحزب الناصرى على الخط مساندة سليم سحاب، وبلغ الأمر حد أن الشاعر أحمد فؤاد نجم كتب مطالبا بوقف المعركة، وضمن حججه التى استخدمها، أن الاثنين «عمار وسليم» ناصريان بمعنى تأثرهما بجمال عبد الناصر، و«مصريان، البطن بعد مبتتخانق بتتصالح».








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة