تشرد بعينيها بعيدا وهى لم تفرغ بعد من حديثها معى، ثم تعود إلى حيزنا وتطلق تنهيدة طويلة تريد أن تنفض بها عن جسدها تراب المسافة التى قطعها عمرها إلى هذا اليوم، وتقول:"زمان؟..ولا يوم من أيام زمان، وانتو شوفتوا إيه انتوا، زمان الناس كانوا غير الناس".
وتسترسل جدتى فى سرد الحكايات، ولا يسعنى وقتها إلا أن أكف بالعبث بعينى فيما حولى كى أحفظ فى ذاكرتى تلك الصور الجميلة التى رسمتها عن زمن لم أره، لم أعايشه لكى يصبنى نفس "الولع" الذى أصابها بتفاصيله، كان هناك من هو أكثر شغفا منى بجمع الذكريات التى كادت تضيع لولا ذلك الحنين للماضى الذى دفعهم للبحث لكى يأتوا لى بجدتى رحمها الله وحكاياتها، فى صور أكثر بلاغة من أى حكايات.
محاولات قامت بها عدة مواقع تهتم بالتراث، لا تقل أهمية القائمين عليها عن أولئك الذين أحسنوا صنعا بشوارعنا القديمة وآثارنا التى تقوم الآن بدور "الحكواتى" الذى لا يكف عن سرد حكايات عن عالم لم نعايشه.
ضغطة زر واحدة على اللاب توب الخاص بك، تنقلك سريعا من صفحتك الشخصية فى فيسبوك، إلى صفحتين هما الأشهر لعرض الصور القديمة، وهما صفحتى روبابيكيا وفوتوغرافيا، فتهرب سريعا من أخبار عن آخر حصيلة لضحايا"داعش"، و 4 أشياء لا تعرفها عن سيارة سيتروين، وموضة شتاء 2015، وأصدقائك الذين يشكو أحدهم وقوف الزمن به على كوبرى 6 أكتوبر، وغيره الذى يدعو ربه أن يصلح حال موظفين السجل المدنى بعد 4 أيام مشاوير "عشان يطلع باسبور غير اللى اتسرق"، لتجد نفسك فجأة أمام صورة لبراح كوبرى قصر النيل الذى لا يسكنه سوى الأسدين ولا يمر منه سوى ثلاثة سيارات، هذا إن مروا، وصورة لأطفال تبدو الدهشة على وجوههم بعد ركوب المصعد "الأسانسير" لأول مرة، فى حين لا تتذكر أنت متى اندهشت لركوب المصعد لأول مرة، وإن كنت قد اندهشت أصلا.
محاولاتان جديرتان بالاهتمام قامت بهما هاتان الصفحتان لكى تشبع عينيك بجمال "زمان" الذى سمعت عنه، فتطرحه أمام عينيك صورة تلو الأخرى ولا يسعك وقتها إلا شكر كل من سعى لجمع هذه الصور وتوثيقها كى تصل إليك.
كوبرى قصر النيل
طفلان فى المصعد لأول مرة 1948
عازف الأرجول.. أواخر القرن الـ19
أطفال السنة الأولى بروضة قصر الدوبارة 1931
السيد أحمد الرفا
راقصة 1865
وسيلة مواصلات جماعية
التختروان أحد وسائل النقل التى كانت تستخدم لنقل العروس وزفافها فى أواخر القرن الـ19
رياض القصبجى "الشاويش عطية" ومعجباته
عازف البيانولا فى إسكندرية ثلاثينيات القرن العشرين
عسكر الإنجليز يمرون فى شارع كامل باشا، جزء من شارع الجمهورية
لوحة للمجبراتى
المسحراتي
بائع الورد
امرأة تغسل الصحون
قبل اختراع الغسالات
طفل يحمل الفطار
بالصور .. مصر "اللى ما شوفتهاش" ... ولا يوم من أيام زمان
الأحد، 09 نوفمبر 2014 08:50 م
طفلان فى المصعد لأول مرة 1948
كتبت نبيلة مجدى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حنين
ما احلاهاااا