بحضور حاكم الشارقة..

أحمد أبو الغيط يعرض شهادته على فترة الحرب والسلام فى معرض الشارقة

السبت، 08 نوفمبر 2014 03:14 م
أحمد أبو الغيط يعرض شهادته على فترة الحرب والسلام فى معرض الشارقة جانب من الندوة
رسالة الشارقة - بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بالأمس ندوة قدمها أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية المصرى الأسبق، تحت عنوان "قراءة فى فى كتاب: شاهد على الحرب والسلام"، وذلك ضمن فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين من معرض الشارقة الدولى للكتاب، فى مركز إكسبو الشارقة.

وحضر الندوة إلى جانب حاكم الشارقة كل من محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطنى الاتحادى، والشيخ سلطان بن أحمد القاسمى رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمى رئيس هيئة الاستثمار والتطوير شروق، والشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمى رئيس مكتب الحاكم، وأنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، والدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجرى مدير عام المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو"، وعبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والاعلام، والدكتور عبيد سيف الهاجرى مدير مكتب الإيسيسكو الإقليمى فى الشارقة، وأحمد بن ركاض العامرى مدير معرَّض الشارقة الدولى للكتاب وحشد كبير من الجمهور المهتمين وممثلى وسائل الاعلام المختلفة وزوار المعرض.

وتناول أحمد أبو الغيط، فى بداية الندوة الظروف التى واكبت تأليفه الكتاب، وكذلك كتابه الآخر "شهادتى"، وقال أنه ترك وزارة الخارجية فى الخامس من مارس 2011، وقرر بعدها بثلاثة أشهر أن يتفرغ للعمل على هذين الكتابين معاً، مشيراً إلى أن كتاب "شاهد على الحرب والسلام" يتناول العملية الدبلوماسية وعلاقتها بالحرب، وصولاً إلى تحقيق الهدف السياسى، مضيفاً أنه يؤمن شخصياً بأن السياسة والدبلوماسية وجهان لعملة واحدة.

وقال أبو الغيط، إن الكتاب لا يؤرخ لحرب أكتوبر، ولكن لما شاهدته وسمعته وعاصرته من خلال عملى، وجاءت فكرته عندما تأكدت أن الحرب أصبحت أمراً واقعاً، فقررت أن أسجل تفاصيل ما يدور من جلسات واجتماعات واتصالات فى دفاتر صغيرة، على شكل ملاحظات، كى تبقى فى ذاكرة الأجيال القادمة".

وأشار أبو الغيط، إلى أنه قبل 41 عاماً، وتحديداً فى السابع من نوفمبر 1973، التقى هنرى كيسنجر، وزير الخارجية الأمريكى، لأول مرة مع الرئيس المصرى، السادات، واتفقا على فض الاشتباك الأمريكى - المصرى، والبدء بحل الصراع تدريجياً مع إسرائيل.

وأضاف أبو الغيط، أنه قبل حرب 1973 كان هناك جهد مصرى كبير لإقناع الولايات المتحدة بحل الصراع دون اللجوء إلى الخيار العسكرى، لكن إسرائيل واصلت تعنتها رغم صدور القرار 242 فى نوفمبر 1967 بانسحابها من "أراضٍ احتلتها فى النزاع الأخير"، وجاء حذف "أل" التعريف متعمداً فى صياغة القرار بنسخته الإنجليزية من أجل إفساح المجال أمام إسرائيل للتلاعب بالقرار، وهذا ما كان، مضيفاً أن مصر قررت استرداد حقها بالقوة، فتجهزت واستعدت جيّداً للحرب دون أن تغلق الباب أمام محاولات الحصول على دعم أمريكى حول ذلك القرار الشهير.

وأشار إلى أن الاجتماع السرى الذى عقد بين كيسنجر ومحمد حافظ إسماعيل، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الأمن القومى آنذاك، تضمن استعداداً أمريكياً لتحقيق الإنسحاب الإسرائيلى على مراحل، لكن مصر كانت ترفض سياسة المراحل، لأنها غير فعالة، واشترطت انسحاباً كاملاً وفى إطار زمنى محدد. وقال إن قرار الحرب اتخذ فى 30 سبتمبر 1973، خلال الاجتماع الذى عقد فى مجلس الأمن القومى، بمشاركة عدد من القادة العسكريين وقادة المؤسسات الأمنية فى مصر.

وواصل أحمد أبو الغيط، رواية تفاصيل ملحمة الحرب والسلام، قائلاً إنه مع بدء الحرب فى السادس من يونيو اتصل كيسنجر مع محمد حسن الزيات، وزير الخارجية، قبل ساعة واحدة من انطلاق أولى قذائف المعركة وأكد له أن إسرائيل ليست لديها نية لعمل عسكرى، وبعد أن بدأت الحرب، أعاد كيسنجر الاتصال طالباً من مصر إعادة قواتها والعودة إلى مواقعها وإلا سيصيبها الدمار والخراب، كما طالب الاتحاد السوفييتى مصر بضرورة إيقاف الحرب، لتجتمع الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتى ضد مصر.

ووصف أبو الغيط مشاعره آنذاك، فقال إنه كان متوجساً من موقف سوريا، وما إذا كانت ستشارك فعلاً إلى جانب مصر فى الحرب، مضيفاً أنه لم يشعر بالراحة إلا عندما رأى الطيران السورى يضرب القوات الإسرائيلية فى الجولان. ونفى أن تكون الحرب مدبرة، كما يدعى البعض، قائلاً: "لا يوجد أحد يدبر حرباً، والدم ليس رخيصاً، كما ليس صحيحاً أيضاً أن مصر أبلغت الولايات المتحدة وإسرائيل بالحرب، فلا يوجد دولة تخبر عدوها بخططها".

وأكد وزير الخارجية الأسبق، أن الدول العربية وقفت إلى جانب مصر، قولاً وفعلاً، مشيداً بمواقف الملك فيصل، والشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مشيراً إلى أن مجريات الحرب فاجأت إسرائيل، وأثبتت عن عجزها عن فعل أى شىء، مضيفاً أنه خلال الفترة من 1975-1977 حاول السادات الضغط على الولايات المتحدة بشأن التسوية، خاصة أن السوفييت عملوا على منع تدفق السلاح إلى مصر، لكن مع كل ذلك تمكنت القوات المصرية من فعل المستحيل ودمرت 1000 دبابة إسرائيلية على الجبهة المصرية.

وقال أبو الغيط، إن اتفاقية السلام التى وقعتها مصر عام 1979 ونفذت على مدار ثلاث سنوات حتى عام 1982، نتج عنها تحرير سيناء بالكامل، لتتحقق رؤية المشير محمد حافظ إسماعيل للعمل العسكرى المصرى، والذى يتمثل فى ضرورة المزاوجة بين العمل الدبلوماسى والعسكرى فى الحرب، حيث كان الهدف من الحرب هو تحريك عملية السلام بما يؤدى إلى استعادة حقنا، وهو ما تحقق فعلاً على أرض الواقع.

وفى نهاية الندوة، شكر الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، الوزير الأسبق أحمد أبو الغيط، على عرضه الواضح، وسأل الحاكم عن الذى جرى للفريق الشاذلى فى تلك الفترة؟ فأقر أبو الغيط بوجود خلاف تاريخى بين سعد الدين الشاذلى ومحمد حافظ إسماعيل، مؤكداً أن السادات قرر أن يحتفظ بالشخصين معاً فى نفس الأهمية، خاصة أن الفريق الشاذلى يتمتع بعقلية عسكرية رائعة.

وكان أحمد أبو الغيط قد سبق الندوة بتوقيع كتابه: "شاهد على الحرب والسلام" فى ركن التوقيع بالمعرض، وبحضور عدد كبير من كبار الشخصيات والمهتمين من الزوار، ويحكى أبو الغيط فى الجزء الأول من الكتاب، مشاهد عايشها، بحكم مهام عمله مع المشير محمد حافظ إسماعيل، لمدة عامين تابع خلالها كيفية إعداد مصر لحربها مع إسرائيل، ثم فترة الحرب ذاتها وما تلاها من مفاوضات. فيما يروى فى الجزء الثانى من الكتاب كواليس صناعة عملية السلام مع إسرائيل، حيث شاءت الأقدار أن ينضم عام 1977 إلى المجموعة المكلفة بمتابعة هذا الملف.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة