سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 7 نوفمبر 1956.. دول العدوان الثلاثى تقرر وقف إطلاق النار بعد الإنذار الروسى.. وأمينة الغريب تعطى نموذجا للمرأة المصرية فى المقاومة

الجمعة، 07 نوفمبر 2014 08:15 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 7 نوفمبر 1956.. دول العدوان الثلاثى تقرر وقف إطلاق النار بعد الإنذار الروسى.. وأمينة الغريب تعطى نموذجا للمرأة المصرية فى المقاومة سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت الساعة الثانية من صباح الأربعاء، مثل هذا اليوم 7 نوفمبر « ،1956 حين أصدرت دول العدوان الثلاثى » بريطانيا، فرنسا، إسرائيل على مصر، قرارها بوقف إطلاق النار، و ذلك بعد يوم من إنذار الرئيس السوفيتى «بولجانين »إلى الدول الثلاث.

شمل الإنذار عبارات حاسمة، ومما جاء فيه: «أن الحرب فى مصر يمكن أن تتطور إلى حرب عالمية ثالثة، وهناك اليوم دول لا تحتاج إلى أن ترسل الأساطيل أو القوات الجوية لتدمر الشواطئ البريطانية أو الفرنسية، وبدلا من ذلك فإنها تستطيع أن تسحقهم باستعمال وسائل أخرى كالصواريخ مثا، وأن حكومة الاتحاد السوفيتى تتخذ الآن خطوات، تكفل وضع نهاية للحرب وردع المعتدى، وإعادة السلام إلى منطقة الشرق الأوسط، ونحن نأمل أن تظهروا الحكمة وتتخلصوا من هذا الكلام بالنتائج المناسبة قبل أن يفوت الأوان »، وعقب الإنذار الروسى قابل سفير فرنسا الرئيس الأمريكى إيزنهاور، الذى كرر ل «السفير » قوله: «يجب أن تنسحبوا من مصر، لا سبيل أمامنا إلا أن نلتزم بميثاق الأمم المتحدة .»

قبلت مصر بدورها وقف إطلاق النار، غير أن المقاومة الشعبية فى مدن القناة الثلاث، كانت كلمة سر مصر داخليا وخارجيا ، ويذكر إحداها المهندس عبدالحميد أبوبكر مساعد المهندس محمود يونس فى عملية تنفيذ تأميم قناة السويس.

يروى «أبوبكر » فى مذكراته: قناة السويس والأيام التى هزت الدنيا ، كتاب أكتوبر 1987، «قصة » جهاز اللاسلكى ، مشيرا إلى رجال الصاعقة الذين دخلوا بورسعيد أثناء العدوان، ليشاركوا أبناء المدينة الأعمال الفدائية، وكان على رأس هؤلاء، بطل الفدائيين «كمال رفعت »، نائب رئيس الوزراء فيما بعد، و«محمد فايق » رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، ووزير «الإرشاد الأسبق »، وعبدالفتاح
أبوالفضل، «نائب رئيس المخابرات فيما بعد،» وسعد عفرة «السفير فيما بعد .»

دخل هؤلاء بورسعيد بملابس الصيادين على مركب صيد كبيرة، يقودها الريس عبدالمنعم، ومعهم جهاز لاسلكى، وكانوا يبحرون من «المعدية »، ويخترقون الأعشاب الطويلة فى بحيرة المنزلة حتى بورسعيد.

ويضيف «أبو بكر » أن مكتبة محمود العربى بـ«الحى الأفرنجى » كانت أحد مراكز القيادة الرئيسية، وقام الشاب البورسعيدى يحيى الشاعر ابن ال 17 عاما، ومعه ثلاثة شبان من بورسعيد بنقل أجزاء من اللاسلكى على دراجتهم من منزل قيادة المقاومة إلى منزل يحيى الشاعر، وفيه جرى تجميع أجزاء الجهاز، ووضعه فى دولاب ملابس السيدة أمينة الغريب والدة يحيى الشاعر وشقيقيه الفدائيين عبدالمنعم ومحمد.

كان هذا الجهاز هو الوحيد الذى كان ينقل أخبار بورسعيد بشفرات خاصة إلى مراكز القيادات، وكان يعمل عليه ضابط اللاسلكى فرج محمد فرج، الذى استمر ملازما لهذا المنزل، ولم يغادره إطلاقا حتى انسحبت القوات المعتدية من بورسعيد، وكانت السيدة أمينة الغريب مثالا للمرأة المصرية التى تظهر فى الأزمات الوطنية، بمواقفها الشجاعة هى وأبنائها الثلاثة الذين شاركوا فى المقاومة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة