الفاروق.."متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟" انحيازا للرعية

الجمعة، 07 نوفمبر 2014 05:08 م
الفاروق.."متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟" انحيازا للرعية الايقونة
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"


هكذا هتف الفاروق عمر بن الخطاب فى وجه عمرو بن العاص حاكم مصر، والقصة وردت فى كتاب "الولاية على البلدان"، وهى كالآتى: أن عمرو بن العاص رضى الله عنه، عندما كان واليًّا على مصر فى خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه، اشترك ابنٌ لعمرو بن العاص مع غلام من الأقباط فى سباق للخيول، فضرب ابن الأمير الغلام القبطى اعتمادًا على سلطان أبيه، وأن الآخر لا يمكنه الانتقام منه؛ فقام والد الغلام القبطى المضروب بالسفر بصحبة ابنه إلى المدينة المنورة، فلما أتى أمير المؤمنين عمر رضى الله عنه، بَيَّن له ما وقع، فكتب أمير المؤمنين إلى عمرو بن العاص أن يحضر إلى المدينة المنورة صحبة ابنه، فلما حضر الجميع عند أمير المؤمنين عمر، ناول عمر الغلام القبطى سوطًا وأمره أن يقتص لنفسه من ابن عمرو بن العاص، فضربه حتى رأى أنه قد استوفى حقه وشفا ما فى نفسه. ثم قال له أمير المؤمنين: لو ضربت عمرو بن العاص ما منعتك؛ لأن الغلام إنما ضربك لسطان أبيه، ثم التفت إلى عمرو بن العاص قائلاً: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟.

الحكاية ليست جديدة فمعظمنا يعرفها، لكنها مناسبة لكل وقت وكل حين، إن العدل هو ما يدفع رجلا مثل ابن الخطاب يحكم إمبراطورية ممتدة الأطراف خاصة بعد أن فتح بلاد فارس وأسقط كسرى أنو شروان من فوق عرش فارس وهزم البيزنطيين فى كل مكان وفتح بلاد الشام ودخل مصر بوابة أفريقيا، ومع هذا اقتص لرجل من عامة الشعب المصرى وانتصر على والى مصر وابنه.

ومن هنا تتضح مفاهيم "العدل والكرامة والإنسانية" عند عمر بن الخطاب التى التصقت به وجعلت منه أيقونة تملأ الدنيا غربا وشرقا، وفلسفة الجملة أنها تنتصر للضعيف على حساب القوى، لقد تصرف ابن عمرو بن العاص بمنطق "ابن الحاكم" وهى صورة تقليدية ممتدة على طول التاريخ الإنسانى قائمة على الاستهانة بالشعب، لكن المختلف هو موقف عمر بن الخطاب وهو الذى يكسر الصورة النمطية للحاكم.

لم يقصد عمر ابن الخطاب أن يقتصر معنى سؤاله على التوبيخ الموجه لعمرو بن العاص، إنما كان هو سؤلا موجها إلى مستقبل التاريخ الإنسانى، أرسله ضد ظلم الإنسان الممتد إلى النهاية، لذا تحولت الكلمة إلى مفتاح لكل المنظمات التى تعنى بحقوق الإنسان.
وبعد أن قامت الثورة الفرنسية على الظلم، وقامت الاحتفالات والأفراح بنجاح الثورة، ووضع قادة فرنسا بيانا لثورتهم، قرأ خطيب الثورة الفرنسية "لافاييه"، البيان الأول للثورة وفيه:
"يولد الرجل حرا ولا يجوز استعباده"

حينها رفع لافييه رأسه وقال:

"أيها الملك العربى العظيم عمر بن الخطاب، أنت الذى حققت العدالة كما هى"
وعندما وقف البطل أحمد عرابى فى وجه الخائن توفيق، وقال له "لقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا.. ولن نستعبد بعد اليوم"، وإن كان حلمى النمنم وإبراهيم عيسى يشككان فى هذه الواقعة، لكن الذى يؤخذ منها هو دلالة الجملة المستخدمة والمعنى الكامن وراءها، وأنها جملة موازية لما قاله "ابن الخطاب" ممثل النظام وإجابة أحمد عرابى ممثل "الشعب".








مشاركة

التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

chouchou

جميل جدا

والله ان هذا لتواضع كبير فالعبودية بكامل انواعها واشكالها اهانها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه وأرضاه- ، انا اعرف فقط هذه المقولة فأردت التعرف على الموضوع اكثر فوجدت اجابة لسؤالي واكنت صادمة جدا لي بما ان اليوم في هذه الحضارة لا يوجد اناس متواضعون انصدمت شكرا لكم.

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

الفاروق عمر

عدد الردود 0

بواسطة:

Ali Ali

متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهم أحراراً

كلامه حق رضي الله عنه

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالرحمن

من ثمرات شريعة الإسلام

إن فهم عمر وتطبيقه للإسلام الذي هو شريعة الله هو من صنع منه هذا النموذج الفريد "عمر الفاروق", وخلد ذكره إلى يومنا هذا, فرضي الله عنه وأرضاه, وحشرنا معه في زمرة المتقين.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة