محمد أبو الفضل يكتب: مطلوب دماء جديدة!

الخميس، 06 نوفمبر 2014 12:05 ص
محمد أبو الفضل يكتب: مطلوب دماء جديدة! تجمع شبابى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبحت هناك حاجة ملحة وضرورية إلى دماء جديدة ووجوه شابة لتدب العافية وتعود الحيوية والنشاط إلى الجسم السياسى والإدارى فى مصر، هذا الجسد الذى أنهكته المتاعب وأعيته العديد من الأمراض نتيجة تلوثه بالعديد من فيروسات الفساد بمختلف أنواعه (السياسى، الإدارى، المالى) طوال الفترات الماضية.

ولا شك أن أول أجزاء الجسم السياسى والإدارى المصرى وأكثرها حاجة إلى دماء جديدة ووجوه شابة هو الجزء الخاص بالحكومة بحقائبها الوزارية وأجهزتها الإدارية المختلفة، باعتبار أن هذا الجزء يمثل القلب النابض للجسم السياسى والإدارى والذى تتوقف على حياته وسلامته حياة وسلامة مختلف أجزاء هذا الجسم، بل حياة وسلامة كل أفراد وشرائح المجتمع.

فالحكومة الحالية وما سبقها من حكومات ظلت تحمل فى تشكيلاتها الكثير من الوجوه المألوفة فى العديد من حقائبها الوزارية وأجهزتها الإدارية، مع تغييرات طفيفة أحيانًا ترتكز على تغيير المناصب وتبادل المراكز لنفس الوجوه تقريبًا، حتى أصبحت تلك الوجوه تاريخية ومعروفة للقاصى والدانى، وتشكل معظمها مراكز قوى ونفوذ فى مواقعها الحكومية والإدارية وعصية على التغيير والخروج من جسم الحكومة مهما تغير رأس أو هيكل الحكومة.

وكأن هذه الوجوه هى فريدة عصرها والوحيدة القادرة على قيادة وإدارة مؤسسات وأجهزة الدولة التى تتولاها، ولا تتوافر على الساحة وجوه أخرى ودماء جديدة تضاهيها أو تفوقها كفاءة وخبرة فى هذا المجال، ولعل هذا الموضوع يمثل –من وجهة نظرى– أحد الأسباب الرئيسية لتردى أداء الحكومة الحالية وما سبقها من حكومات، وانتشار العديد من مظاهر الفساد المالى والإدارى فى العديد من أجهزة ومؤسسات الدولة.

والوصول بالبلد إلى الحالة الراهنة من المحن والأزمات الاقتصادية والسياسية.

والحقيقة أن بقاء ورسوخ الكثير من الوجوه التاريخية فى جسم الحكومة على مر العصور، يرجع بشكل أساسى إلى بقاء ورسوخ معظم هذه الوجوه فى مراكزها القيادية العليا فى أجسام الأحزاب والتنظيمات السياسية التى تنتمى إليها تلك الوجوه التاريخية. ما يعنى أن الجزء الثانى -والمهم أيضًا- من أجزاء الجسد السياسى والإدارى الذى يحتاج إلى دماء جديدة ووجوه شابة يتمثل فى الأحزاب والتنظيمات السياسية، وبشكل خاص الأحزاب العريقة والشريكة فى الحكم والسلطة.

فعلى الرغم من تشدق معظم هذه الأحزاب فى أدبياتها وفعالياتها المختلفة بالديمقراطية وضرورة التبادل السلمى للسلطة وضرورة التغيير إلا أن قيادات معظم هذه الأحزاب هى نفسها منذ نشأتها مع تغييرات طفيفة لبعض الوجوه والمراكز القيادية فى بعض هذه الأحزاب، معظم تلك التغييرات كانت نتيجة لعوامل وأسباب خارجة عن إرادتها فى كثير من الأحيان مثل وفاة بعض هذه القيادات وانتقالها إلى العالم الآخر!

وختامًا يمكننى القول إن بلادنا اليوم غنية جدًا بالعديد من الكفاءات والوجوه الشابة والمتخصصة والمؤهلة تأهيلاً عاليًا فى العديد من المجالات التى يحتاج إليها الوطن، بعضها مستقل وبعضها ينتمى إلى أحزاب وتنظيمات سياسية، لكنها للأسف الشديد لم تجد فرصتها فى خدمة وطنها وإبراز مهاراتها القيادية والإدارية فى قيادة وإدارة المؤسسات والأجهزة الحكومية المناسبة لتخصصاتها، وذلك بسبب بقاء تلك الوجوه التاريخية ورسوخها كمياه راكدة أو كدماء متجلّطة فى العديد من أجهزة ومؤسسات الدولة، ولذلك إذا ما أردنا للجسم السياسى والإدارى فى وطننا الحبيب أن يستعيد صحته وعافيته وتدب فى مختلف أجزائه ومفاصله الحيوية والنشاط، ليمارس مهامه فى خدمة الوطن بفاعلية، فلا بد من تدعيم أجزائه ومفاصله الأساسية بدماء جديدة ووجوه شابة ونزيهة ومتخصصة ووطنية لتولى العديد من المناصب القيادية العليا سواء على مستوى أجهزة ومؤسسات الحكومة أو على مستوى المكونات القيادية فى هياكل الأحزاب والتنظيمات السياسية، بحيث تعمل هذه الدماء الجديدة والوجوه الشابة على التجديد والتطوير فى بنية وهياكل وآليات عمل هذه الأجهزة والمؤسسات والأحزاب لتواكب روح العصر ومتغيراته المتسارعة، وتديرها بأفكار جديدة، وأساليب حديثة ومتطورة، وعقول متفتحة تؤمن بالتغيير والحوار والقبول بالآخر، والعمل الجماعى بروح الفريق الواحد، من أجل تحقيق ما فيه الخير والتقدم والنماء لهذا الوطن الغالى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة