فلسطين: نعمل على تقديم مشروع لمجلس الأمن يضع سقفا زمنيا لإنهاء الاحتلال

أكد وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكى، أن دولة فلسطين ستعمل مع المجموعة العربية لتقديم مشروع قرار عربى إلى مجلس الأمن القاضي، يضع سقفا زمنيا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى لأراضى دولة فلسطين، مرحبا بالتشاور مع كل الدول الأعضاء فى مجلس الأَمْن فيما يتعلق برؤيتهم فى مشروع القرار، قائلا "ولكن لن ننتظر إلى الأبد فى هذا الخصوص".

وأكد المالكى - فى تصريح له عقب انتهاء اجتماع وزراء الخارجية العرب فى الدورة غير العادية، والذى عقد فى مقر الجامعة العربية اليوم بمشاركة الرئيس محمود عباس - أن الجهود التى بدأت من شهر تقريبا لم تصل إلى مبتغاها فى داخل مجلس الأمن لأسباب عديدة منها أننا لم نحصل على 9 أصوات المطلوبة، "وثانيا" أنه أصبحت مبادرات أخرى تلوح بالأفق منها المبادرة الفرنسية، وغيرها.. لمشاريع قرارات موازية للمشروع القرار الفلسطينى العام العربى فى مجلس الأمن .

وأشار إلى أن الاجتماع الوزارى الذى عقد اليوم كان هاما من حيث الزمان، ومن حيث المكان لأنه يمثل البيت العربى أى الجامعة العربية حيث استمع وزراء الخارجية لمداخلة حميمية من الرئيس محمود عباس، حول الوضع والتحديد من خلاله التوجه والاستراتيجية الفلسطينية التى من المفترض تبنيها عربيا فى أليات التحرك التى حددها الرئيس بكل وضوح .

وقال المالكي، إنه فى حال نجحنا فى مجلس الأمن سنكون جاهزين لدخول مفاوضات مباشرة مع الجانب الإسرائيلي، لتنفيذ ما جاء فى قرار مجلس الأمن، ولكن إذا فشلنا فى مجلس الأمن وهو المتوقع لأننا حتى اللحظة لم ننجح فى الحصول على 9 أصوات أو منع أمريكا من استخدام الفيتو، سيكون التوجه إلى المنظمات الأممية المختلفة بما فيها محكمة الجنايات الدولية والعدل الدولية والتوقيع على معاهدات جديدة، مضيفا أنه سيتم وقف التنسيق الأمنى مع إسرائيل وتحميل إسرائيل مسؤولية توفير الأمن والحماية والحياة الكريمة للشعب الذى يخضع إلى احتلالها وهو الشعب الفلسطينى وفق اتفاقية جنيف الرابعة.

وتابع وزير الخارجية الفلسطيني، بأن هذه هى الاستراتيجة الفلسطينية التى تم التحدث عنها بكل وضوح أمام وزراء الخارجية العرب اليوم، حيث كان هناك بعض ردود الفعل من بعض الوزراء منها من كان يقول إننا لابد أن نتحرك سريعا نحو مجلس الأمن ولا يمكن أن ننتظر أى وقت إضافي، ومنها من كان يطالب بإعطاء فرصة للإدارة الأمريكية ولوزير الخارجية جون كيرى تحديدا الذى طالبهم بذلك من خلال مكالمات هاتفية لعدد كبير من وزراء الخارجية العرب .

وأكد أن بعض وزراء الخارجية العرب عبروا من خلال مداخلاتهم اليوم، بأن إعطاء الفرصة تعطى الولايات المتحدة لتشكيل أفكار وتوجهات لتفعيل عملية السلام ومن جهة ثانية قالوا لكى لا ندخل فى عملية صدامية مع الإدارة الأمريكية مباشرة، والانتظار لتغيير تركيبة مجلس الأمن الذى من شأنه إذا ذهبنا ما بعد يناير القادم أن يكون تركيبته أكثر إيجابيه للطلب الفلسطيني.

وأضاف أن مشروع القرار الذى صدر عن الاجتماع تم تبنيه بالكامل من وزراء الخارجية العرب بدون أى تحفظ وأى اعتراض من أحد كما كنا نتوقع وهذا ما قاله الجميع بغض النظر عن مداخلاتهم التى تطالب بالتأجيل أو إعطاء الإدارة الأمريكية مهلة أو عدم التأجيل بل الجميع كان يقول نقبل ما يقبله.. ونتبنى ما يتبناه الفلسطينيون ونحن مع فلسطين.

وقال المالكى، إن الخطوة القادمة بعد اعتماد القرار من قبل مجلس وزراء الخارجية العرب هى التحرك على هذا الأساس والذى يعنى بأن على المجموعة العربية، والأردن الذى يمثل العرب فى مجلس الأمن، أن تعلن بان هناك مشروع قرار عربى ويجب توزيعه لكل الدول الأعضاء، علما بأن القرار الذى صدر اليوم ينص على التحرك الفورى والرسمى إلى مجلس الأمن وبدء عملية التشاور مع الدول الأعضاء بمعنى لا نستطيع أن نفرض عليهم قضية دون التشاور معهم .

وأضاف المالكي، أن المطلوب من مجلس السفراء العرب فى الأمم المتحدة بالتحرك الفورى لأنه مكلف على الصعيد العملي، ويجب أن تكون اجتماعات فورية بين سفير الجامعة العربية، وسفير دولة فلسطين، بالإضافة إلى سفير الأردن بالأمم المتحدة للاجتماع مع سفراء دول الأعضاء فى مجلس الأمن ومع المجموعات الإقليمية المختلفة المتواجدة هناك لأننا بحاجة إلى دعم ومساندة من المجموعة الإفريقية ومجموعة عدم الانحياز ومجموعة أمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى مجموعة الدول الإسلامية التى نحن بحاجة إلى دعمهم جميعهم.