"أجنحة الخطأ".. كتاب إسرائيلى جديد يكشف نقاط ضعف تل أبيب وبرامج تجسسها الفاشلة قبل حرب 73..ويزعم: "أشرف مروان" كان الجاسوس المفضل لإسرائيل ونقل محضر محادثات السادات وزعيم السوفيت "ليونيد بريجنيف" 1971

الخميس، 20 نوفمبر 2014 04:22 م
"أجنحة الخطأ".. كتاب إسرائيلى جديد يكشف نقاط ضعف تل أبيب وبرامج تجسسها الفاشلة قبل حرب 73..ويزعم: "أشرف مروان" كان الجاسوس المفضل لإسرائيل ونقل محضر محادثات السادات وزعيم السوفيت "ليونيد بريجنيف" 1971 جولدا مائير وموشيه ديان خلال حرب أكتوبر 73
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كشف كتاب إسرائيلى جديد صدر مؤخرا بتل أبيب، جميع نقاط ضعف إسرائيل وخططها الخاطئة، كما رصد برامج تجسسها الفاشلة قبل حرب السادس من أكتوبر عام 1973، للكاتب الإسرائيلى "أفيرام باركاى"، والذى اعتمد فيه على وثائق من هيئة المخابرات العسكرية الإسرائيلية "آمان".


الكتاب الذى جاء تحت اسم "أجنحة الخطأ" رصد الدورس المستفادة من الحرب فى 158 صفحة، كما تضمن محاضر محادثات مع رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال إيلى زاعيرا، خلال حرب "يوم الغفران" – التسمية العبرية لحرب أكتوبر- عندما تم التحقيق معه بواسطة لجنة "أجرانت" بعد انتهاء الحرب لتقصى حقائق أسباب الهزيمة، والتى تحدث فيها عن مفهوم وبرامج التجسس الإسرائيلية والتقييمات الخاطئة، التى وقعت فيها إسرائيل قبل المعركة والعديد من الخطط التى اعتمدت عليها إسرائيل بصورة خاطئة، والتى أدت للهزيمة.


وتناول الكتاب أيضًا لقاءات دارت بين مؤلفه و"ايلى زعيرا" رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية استمرت لحوالى 1200 دقيقة – أى حوالى 20 ساعة - تحدثا خلالها عن أسباب الهزيمة وبرامج التجسس، التى وضعتها إسرائيل قبل المعركة، ووصف "أشرف مروان" صهر الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، ومدير مكتب الرئيس الراحل "محمد أنور السادات"، بأنه كان أفضل جواسيس إسرائيل على الإطلاق، على حد زعمه.


ووفقًا للكتاب، فقد اعترف زاعيرا بأخطائه العديدة فى هذه الحرب، كما وصف جهود قسم الأبحاث التابع للمخابرات العسكرية الإسرائيلية بأنها لم تكن كافية بشكل جيد، مما أدى إلى الهزيمة الساحقة على يد المصريين.


وقال مؤلف الكتاب: إن لغة جسد زعيرا كانت تدل على الحزن والأسى الشديدين، فلم يترك سؤالا دون إجابة، واعترف بعدد غير قليل من الأخطاء التى وقع فيها بما فيها الخداع الكبير، الذى وقعت فيه رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير، نتيجة المعلومات والتحليلات الخاطئة.


وتناول الكتاب فى فصل كامل منه العميل "أشرف مروان"، مشيرا إلى أنه نقل بدقة محضر الاجتماع، الذى تم بين الرئيس المصرى الراحل محمد أنور السادات، والزعيم السوفيتى "ليونيد بريجنيف" فى عام 1971، والتى تحدث فيها السادات مع نظيره السوفيتى أنه ينوى استعادة سيطرة بلاده على قناة السويس من خلال اجتياح قوات الجيش المصرى لسيناء بمسافة إجمالية قدرها 40 كيلومترا، وأوضح له أن هذه العملية لن تتم إلا إذا كان الاتحاد السوفياتى سيوفر الأسلحة والعتاد العسكرى الجوى لمصر ويضمن لها التفوق العسكرى على إسرائيل، مشيرا إلى أن إسرائيل إذا كانت تعاملت مع تلك المعلومات بجدية لما حدثت الهزيمة.


وكشف زاعيرا لمؤلف الكتاب أن المحادثات التى نقلها مروان بين السادات وزعيم الاتحاد السوفيتى، كانت فى بالغ الخطورة، ولكنه لم يأخذ بها حيث أكد مصداقية الوثائق التى نقلها مروان إلى إسرائيل، مضيفًا: "إن اللقاءات تناولت التفوق الجوى الذى رغب السادات فى تحقيقه والتى تمثل فى إضافة 5 أسراب جوية قتالية طويلة المدى، وأن بدون هذه الأسراب، كانت المخابرات الحربية الإسرائيلية واثقة أن مصر لن تشن حربا ضد إسرائيل".


وتحدث زاعيرا عن اقتراح تقدم به إلى نائب رئيس هيئة الأركان الإسرائيلى قبل حرب أكتوبر، بأن تنسحب إسرائيل إلى ممرات "متلا" و"الجدى" وتترك قناة السويس، مبررا ذلك بأن جلوس القوات الإسرائيلية على خط القناة يتناقض مع المنطق العسكرى وأنه لا يمكن حمايتها، والضرورة تقتضى الجلوس على خط جبلى مرتفع لرصد جميع تحركات الجيش المصرى.


وقال زاعيرا وفقا للكتاب: "نائب رئيس الأركان رفض الاقتراح، وقال لى لو أخبرت المؤسسة السياسية الإسرائيلية بذلك لألقوك من فوق السلالم"، مضيفا: "الجميع كان يعتقد أن مخابراتنا العسكرية هى الفنار الذى سيحذر إسرائيل من نشوب الحرب، لكن التاريخ علمنا أنه لا يمكن التنبؤ بأى هجمة مفاجئة، والقيادة السياسية الإسرائيلية فى ذلك الوقت هم الذين نظروا للمخابرات واستنتجوا توقعات خيالية وغير واقعية، وهم الذين فشلوا فى هذه الحرب".


وأضاف زاعيرا: "إن كل أجهزة الاستخبارات العسكرية بما فيها مخابرات سلاح الجو والبحرية قالت: إن الظروف والشروط كى تشن القاهرة حربا كبيرة على إسرائيل لم تتوفر بعد، والصور الجوية التى تم التقاطها كشفت عن عمليات إصلاح تتم فى مطارين عسكريين مصريين".

وأشار زاعيرا وفقا لما نقله المؤلف عمه خلال المحادثات، التى جرت بينهما عقب الحرب وكشفها مؤخرا خلال كتابه، إلى أن مخابرات سلاح الجو أوضحت أن المطارين سيستعيدان كفاءتيهما العملياتية بعد شهور، ولهذا كان واضحًا أن الحرب لن تندلع قريبا، مضيفا "لم يكن يخطر ببالى أن السادات سيشن الحرب بدون تفوق جوى".


وأوضح باركاى أن حصل على عدد غير قليل من توقعات زاعيرا الخاطئة قبل حرب 1973، ولكن بعد 41 عامًا من الحرب، بالإضافة لمحضر اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلى فى اليوم الثانى للحرب، وتحديدا يوم 7 أكتوبر، والتى قال خلالها وزير الدفاع حينذاك موشيه ديان إن لم يكن يتوقع أن يشن المصريون الحرب على إسرائيل.


وقال وزير الاستيعاب والهجرة فى حينها ناتان بيليد، إن إسرائيل كانت ترصد بدقة مواقف السوريين ضد إسرائيل، ولم يكن لديها تقييم سليم للموقف المصرى قبل اندلاع الحرب، ووافقه ديان على كلامه قائلا: "هذا صحيح وأنا أتفق مع ذلك".


وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلى فى وقت لاحق وفقا للكتاب: "صحيح أننا لم نعرف أن العرب قد يشنون الحرب، وكان لدينا يقين بأننا نمتلك المعرفة لما قد يحدث على الجانب الآخر، وأنا لا أخجل من مخابراتنا ولم نعرف قبل أسبوعين من الحرب أن المصريين كانوا على وشك الذهاب إلى الحرب".


وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، التى نشرت أجزاء من الكتاب الذى يعرض حاليا بدور النشر الإسرائيلية إن مؤلفه استعان فى كتابة أيضا بلقاءات موازية أجراها مع رئيس الموساد خلال حرب أكتوبر تسيبى زامير، والذى اتهم زاعيرا بأنه ضلل الحكومة والجيش بتأكيده أن الحرب لن تندلع، وذلك بالرغم من المعلومات التى كانت بحوزته وحصل عليها من الموساد، والتى كانت تلزمه بأن يقول العكس ويحذر من نشوب المعارك قريبا، وبهذا حجب زاعيرا عن الحكومة الإسرائيلية وقيادة الجيش الإسرائيلى معلومات كان من شانها أن تمنع اندلاع الحرب.


وتساءلت هاآرتس: "لماذا لم يسأل زامير مروان عندما التقاه فى لندن فى اليوم السابق للحرب عن الساعة التى ستندلع فيها، لقد علم زامير أنها ستنشب قبل حلول المساء، لكنها اندلعت فى الساعة الثانية بعد ظهر يوم الـ 6 من أكتوبر، أى قبل 3 ساعات و25 دقيقة من الموعد المتوقع"، لافتة إلى أن أحدا لم يجب عن هذا السؤال حتى وقتنا هذا.



غلاف الكتاب

غلاف الكتاب








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة