قبيل المؤتمر الدولى الثانى للتغذية..

"الفاو" تطلق "كتيب جيب" حول التغذية يغطى جميع أنحاء العالم

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014 12:03 ص
"الفاو" تطلق "كتيب جيب" حول التغذية يغطى جميع أنحاء العالم منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة
(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "FAO" كتيب جيب شاملاً لبيانات التغذية يغطى جميع مناطق العالم، وذلك قبل يومين من انعقاد المؤتمر الدولى الثانى للتغذية (ICN2) فى روما هذا الأسبوع.

ويعرض الكتيب المحتوى على أرقام وإحصائيات حول الغذاء والتغذية- كخلاصة لقضايا التغذية على المستوى العالمى- بيانات وتصورات تسلّط الأضواء على الاتجاهات السائدة فى مختلف المناطق بما فى ذلك قصور المغذيات الدقيقة، وسوء التغذية، وفرط التغذية، والأمراض غير المعدية، بدءًا من عام 1990 وإلى اليوم.

ويطرح الكتيب العديد من المؤشرات حول أوجه الارتباط بين التغذية والصحة والبيئة، وبوسع القرّاء العثور فيه على بيانات مفصّلة حول موضوعات مثل أسعار المواد الغذائية، واستهلاك الغذاء، وانبعاث العوادم الكربونية المرتبطة بالزراعة واستخدام الأراضى، وغيرها.

ويعلّق الخبير جوزيف شميدهوبر، نائب مدير شعبة الإحصاء لدى منظمة "فاو"، بالقول إن "كتيب الجيب الجديد يتيح مرجعاً مفيداً لصنّاع السياسات، حيث يوفر لمحة عامة عن مختلف جوانب التغذية على المستويين القطرى والإقليمي، والصعيد العالمى".

وأضاف، أن هذا "يعد نقطة انطلاق لتحليل السياسات الغذائية القائمة على الأدلة، والحصول على صورة أكثر اكتمالاً بالنسبة للآثار الصحية والبيئية المرتبطة بالتغذية".

ويمكن لمتابعى قضايا الغذاء والتغذية استخدام دليل الجيب الجديد عبر الهاتف النقال من خلال تطبيق هاتفى خاص "app"، أو بصيغة محمولة (PDF) عبر شبكة الإنترنت، وستتاح النُسخ المطبوعة للوفود الحاضرة فى المؤتمر الدولى الثانى المعنى بالتغذية - الذى سيحضره أكثر من 100 من الوزراء وممثلى المجتمع المدني، مِمن سيجتمعون فى العاصمة الإيطالية بدءاَ من بعد غد الأربعاء، للتباحث بصدد التحديات التغذوية فى القرن 21، ويأتى كتيب الجيب بمثابة أداة فى متناول الوفود لمقارنة ومناقشة البيانات والمعطيات القطرية خلال المؤتمر، وإبلاغ صنّاع السياسات فى بلدانهم.

من جانبها، قدّرت الخبيرة آنا لارتى، مدير شعبة التغذية لدى منظمة "فاو"، أن سياسات التغذية، والتغذية ذاتها هى أسس لا غنى عنها للتنمية إذ أن "الدولة التى لا تولى اهتماماً لاحتياجات تغذية شعبها تدفع الثمن باهظاً فى مجالى الصحة والإنتاجية، وعلى نحو يمكن أن يعوِّق تنميتها الاقتصادية إلى حد بعيد".

وبين الاتجاهات التى تتكشّف بفضل دليل الجيب الجديد، يتبين أنه إذ ُأحرز تقدم فعلى فى خفض نسبة الجياع فى العالم أجمع (علماً بأن الهدف الأول من الأهداف الإنمائية للألفية لتقليص معدل سوء التغذية ما زال تحقيقه فى متناول اليد)، فإن الهدف الأكثر طموحاً لخفض الأعداد المطلقة للجوعى بحلول عام 2015 لم يزل بعيد المنال.

وأكثر من ذلك، يتكشّف من الاتجاهات العالمية الراهنة أن نقص المغذيات الدقيقة- من قصور العناصر الغذائية الأساسية اللازمة لحياة صحية ومُنتجة- لم تنفكّ أيضاً تُعانت فى ارتفاعها بما يقرب من 2 مليار شخص يعانون حالياً من هذا القصور بالذات.

فى تلك الأثناء، ارتفعت اتجاهات كلا خسائر الغذاء والهدر الغذائى من جانب، والسمنة من جانب ثان فى أنحاء العالم كافة. ويعنى ذلك وفقاً لخبير "فاو" أن "العالم ينتج أكثر بكثير مما يتطلّب"، و"نحن نخلّف بصمات بيئية عميقة ومتزايدة على مواردنا من حيث استخدام الأراضي، والمياه، وانبعاث العوادم الكربونية، والتدهور الايكولوجي، وغيرها من مظاهر الإنتاج الغذائى".

ويهدف كتيب الجيب الجديد الذى أصدرته "الفاو"، تحديداً إلى إلقاء أضواء ساطعة على هذه الجوانب الخارجية للتغذية من خلال توفير بيانات محددة حول تأثير النظم الغذائية الحالية المطبقة لدينا.

ويكشف الكتيب أيضاً عن الثغرات فى البيانات التى تتطلب تقويماً؛ وربما تُلهم هذه البيانات البلدان على بدء عمليات لجمع المعلومات الناقصة ووضعها فى متناول من يطلبها.

"لكن المزيد من البيانات وحدها لا طائل من تحته بلا إنفاذ وتطبيق"، حسبما أكدت الخبيرة لارتي، مدير شعبة "فاو" للتغذية، حيث "من المتعين أن تترجم البيانات إلى إجراءات"، مؤكّدة أن المؤتمر الدولى الثانى للتغذية إنما يتيح فرصة للاستفادة من الزخم الجارى بغية تكثيف التعاون بين جميع القطاعات الحكومية داخل البلدان تصدياً لسوء التغذية.

ويجتمع الوزراء من جميع أنحاء العالم خلال الفترة 19-21 نوفمبر بمقرّ منظمة "فاو" فى روما، لحضور أعمال المؤتمر الدولى الثانى المعنى بالتغذية، واعتماد إعلان دولى بشأن التغذية وطرح إطار عمل مؤلف من 60 نقطة يُفترض أن يصبح بمثابة مخطط عام لتوجيه الالتزامات المحددة من قبل الحكومات الوطنية فى صلب السياسات.

وأكد الخبير شميدهوبر، قائلاً "نحن نعيش فى عالم من الوفرة ومن اللافت للنظر كيف كان بمقدور الزراعة زيادة إنتاج الغذاء على مدى العقود الماضية"، مضيفاً "وما هو لافت للنظر بالمثل أنه فى عالم الوفرة هذا ما زال لدينا 800 مليون شخص لا يتناولون ما يكفى من السعرات الحرارية و2 مليار شخص لا يتغذون جيداً - وذلك هو السبب فى أن هذا المؤتمر ذو أهمية قصوى".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة