أبو فراس الحمدانى.."إذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَل القَطْرُ!" فلسفة عربية

الأحد، 16 نوفمبر 2014 04:03 م
أبو فراس الحمدانى.."إذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَل القَطْرُ!" فلسفة عربية أبو فراس الحمدانى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أنها طريقة تفكير عربية وعالمية أيضا، تتجاوز الفرد إلى الجماعة، يقولها شاعر فى تعبيره عن ذاته وما يحس به من حزن أو فرح، ويقولها حاكم فى حالة تهديد أو فى إحساس حقيقى بغروره الذى وضعه فى هذا الموقف الصعب.

كما أن هذه المقولة ترتبط بمفهومنا عن الديمقراطية، وحق الآخر فى الاختيار، وتعكس إدراكنا للحاضر والمستقبل، وعادة ما نربطهما بذواتنا، ولو بحثنا عن مبدأ هذه الجملة لوجدنا أنها مرتبطة بتاريخ طويل من الرؤية الذاتية للأشياء، وسياسيا مرتبطة بالفهم بالتداخل بين الديكتاتور والحاكم.

وأبو فراس الحمدانى، من أجمل شعراء العربية، ربما كان حظه السىء أنه جاء فى عصر المتنبى الذى أخذ من الجميع حظهم فى الشعر، لكن أبا فراس كان متواجدا بقوة وهو من أسرة لها علاقة بالحكم فهو ابن عم سيف الدولة الحمدانى، بل كانت النهاية السريعة لحياة أبى فراس بسبب تصارعه على السلطة بينه وبين ابن اخته أبو المعالى بن سيف الدولة، كان لأبى فراس أن قضى 6 سنوات أسيرا عند الروم وهناك كتب قصائدة الجميلة الرقيقة.

معللتى بالوصل والموت دونه
من قصيدة مطلعها "أراك عصى الدمع" والتى غنتها أم كلثوم، وتعد من أجمل ما غنت كوكب الشرق.
والجملة مرتبطة بما ينسب لـ"لويس الخامس عشر" بأنه ذات يوم قال:

"أنا، وليكن بعدى الطوفان"
ويقال أن عشيقته مدام جان أنطوانيت بواسون هى التى قالت هذه الجملة بعد أن حلت به هزيمة ما، ربما أرادت أن تخفف عنه أو أخذها جنونها بجمالها لاعتبار النصر الحقيقى هو الحصول على وصلها، ويقال أنها للويس الرابع عشر، على العموم هى جملة تعكس قدرا من "الأنا" العالية والتى عادة ما تودى بصاحبها، وتضعه على طريق الهلاك.

هذه الجملة ظهرت لها دلالات مكتسبة جديدة بعد ثورات الربيع العربى، بعد أن صاح مبارك فى وجه مصر بكل فجاجة:

أنا أو الفوضى
وظل معمر القذافى يمن على الشعب اللبيى بدوره ويوضح لهم أن الخروج عليه سيعنى نهايتهم الحتمية، وتقريبا لو تطلعنا إلى الكثير من المسئولين فى بلادنا العربية سوف نجدهم مستعدين للتضحية بشعوبهم وبلادهم ذاتها فى حالة أن هدد أماكنهم شىء ما.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة