"لقد جئنا كأصدقاء".. فيلم تسجيلى يكشف التدخلات الأمريكية بالسودان

السبت، 15 نوفمبر 2014 10:11 ص
"لقد جئنا كأصدقاء".. فيلم تسجيلى يكشف التدخلات الأمريكية بالسودان فيلم لقد جئنا كأصدقاء
كتبت - أسماء مأمون

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلا عن العدد اليومى :

فى إطار المسابقة الرسمية بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الحالية عرض الفيلم التسجيلى «لقد جئنا كأصدقاء» بالمسرح الكبير، بدار الأوبرا المصرية، والذى يكشف من خلاله المخرج النمساوى هيبرت سوبر الوجه الخفى للسياسة الأمريكية فى أفريقيا، وهو الوجه الذى يستتر خلف المعونات الأمريكية والمساعدات الخيرية للأمم المتحدة.

ومن خلال أحداث الفيلم يتضح أنه على الرغم من أن الأمم المتحدة هى واجهة تعبر عن اتحاد دول العالم وتمثل إرادة كل الحكومات المشاركة فيها، فإنها فى الحقيقة تدار بواسطة أمريكا ووفقًا لمصالحها، حيث بدأ الفيلم بمشهد لطفل سودانى عار تمامًا يمشى فى أرض واسعة جرداء يوضح من خلاله المخرج هيبرت حسبما كشفت أحداث الفيلم الحال الذى وصل إليه السودانيون، نتيجة صراعات الدول الأجنبية الكبرى للسيطرة على ثروات وخيرات الأراضى السودانية.

وكشف الفيلم من خلال شهادات بعض الأهالى السودانيين أن المواطن السودانى لم يكن يعرف قديمًا إلا الزراعة ولكن بعد أن جاء الإنجليز واحتلوا السودان فى القرن الماضى، كان «الرجل الأبيض» كما أطلقوا عليه لا يفعل شيئًا سوى أن يعطى المواطن السودانى بندقية ويقول له اذهب واقتل الأفيال وكان السودانى يقوم بهذا الأمر ليحضر الأفيال للرجل الأبيض، وبذلك تعلم المواطن السودانى كيفية حمل السلاح ولم يفعل شيئًا منذ ذلك الوقت إلا القتل والتورط فى صراعات داخلية مع الحكومة أو خارجية مع العرب أو غيرهم.

ويوضح العمل أن هذه الصراعات التى تغذيها باستمرار السياسة الأمريكية لا تهدف لشىء سوى السيطرة على آبار البترول التى تنتج منها السودان أكثر من 30 ألف برميل يوميًا، إضافة للثروات الطبيعية الأخرى التى تعج بها الأراضى السودانية، ولم تكن أمريكا حسبما أكد الفيلم هى الشيطان الوحيد، ولكن بريطانيا متورطة، وكذلك الصين التى يعمل الكثير من أبنائها فى التنقيب عن البترول وكانت نهاية كل هذه الصراعات أن قامت الثورة التى أدت لانفصال جنوب السودان عن شمالها، وأكد المواطنون فى الفيلم أن السياسة الأمريكية هى التى ساهمت بشكل أساسى فى تقسيم السودان وذلك اتباعًا لمبدأ «فرق تسد».

ولم يخف مخرج الفيلم شهادة أحد المواطنين حول أن فرنسا متورطة فى الصراعات التى شهدها السودان من خلال بيعها للأسلحة التى تصنعها على الرغم من أن الفيلم من إنتاج فرنسى، وتطرق الفيلم إلى المساعدات الأمريكية والمساعدات الإنسانية من قبل الأمم المتحدة والتى تحاول بها أمريكا أن تبيض وجهها أمام المواطنين السودانيين، وكرر الفيلم باستمرار جملة «لقد جئنا كأصدقاء» لأنها الجملة التى يقولها الأمريكان والشعار المعلن لكل المحتلين الذين يحتلون الأرض بالقوى الناعمة، وتجلى هذا المعنى فى مشهد لأحد المواطنين السودانيين الذى قام بإظهار عقد إيجار لأرضه التى تبلغ مساحتها 600 هكتار والتى أجّرها لهم مقابل مبلغ 25 ألف دولار فقط أو ما يعادل 75 ألف جنيه سودانى، وأوضح المواطن أنه لم يكن على علم ببنود العقد التى تنص على حق المستأجر فى أن يقطع الأشجار بالأرض، ويستفيد من أخشابها فى الصناعة وينقب بالأرض على المعادن والبترول والغار وغيرها من الثروات، بالإضافة لحقه فى زراعة الأرض كيفما يشاء وغيرها من البنود، وأوضح المواطن أن كل ما قاله له المستأجرون الأمريكان هو أنه يساهم بهذا العقد فى بناء وتنمية السودان وأنه وقع عليه بدون معرفته ببنوده.. ولم تخل مشاهد الفيلم من كلمات الساسة الأمريكان ومنهم هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية، التى قالت فيها، إن السودان سيكون الأمان الغذائى للعالم بالمستقبل، وإنها ستحرص على أن تجعل السودانيين يستفيدون من تنمية السودان، وهو بالضبط الأمر الذى سخر منه المخرج فى بداية الفيلم بمشهد الطفل العارى والذى يوضح أن كل مزاعم أمريكا أو غيرها من البلدان فى تطوير وتنمية السودان ما هى إلا أكاذيب ليحققوا بها مصالحهم ويستغلوا الأرض والمواطنين.

مشهد من فيلم لقد جئنا كأصدقاء
مشهد من فيلم لقد جئنا كأصدقاء








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة