وقد انتقل "اليوم السابع" إلى المدرسة لرصد معانات طالباتها والعاملين فيها من تهالك المبانى، وأيضا إصرار مكتب الشهر العقارى والأبنية التعليمية على رفض تبرع الأهالى بقطعة أرض مساحتها 2314 م2 بقيمة وصلت لأكثر من 3، 5 مليون جنيه، لتوسعة المدرسة الأصلية والتى تبلغ مساحتها 700 متر2 فقط، بالطوب اللبن أيضاً.
"صفاء خميس" إحدى طالبات المدرسة، قالت نشتكى من هذه المدرسة التى لا يميزها شىء سوى الطالبات والمعلمين فيها، ولا نذكر شىء داخلها يستحق أن يطلق عليه اسم مدرسة، مضيفة بأن المدرسة منذ التحاقنا بها والتحاق أخواتنا ومن هن أكبر منا سناً، وهى على حالها بالطوب اللبن، والتشققات والشروخ ملأت الجدران بالكامل، فنجلس فى فصولنا لا نستطيع استيعاب الدروس من كثرة القلق والخوف من تهدم الجدران أو سقوط الأسقف على رؤوسنا.
وأضافت الطالبة "وسام عبد الحكيم"، بأن المدرسة تعرضت الشتاء الماضى لموجة من الأمطار الغزيرة والسيول، أدى إلى تهدم الفصول التى لا زالت مبنية بالطوب اللبن، واضطرت إدارة المدرسة إلى إعطاء الطالبات إجازة وجلسنا فى منازلنا بعد تعطل الدراسة بالمدرسة لحين الانتهاء من أعمال الترميم، ولفتت إلى أن كل شىء فى المدرسة أصبح مخيفا ويهدد بكارثة.
وأشارت الطالبة "ندى محمد الحسينى"، إلى أن المدرسة بمبانيها المشيدة بالطوب اللبن، تعانى من خطر شديد يأتيها من الخارج نظراً لقربها الشديد من المنازل والزراعات المجاورة، حيث نفاجأ أثناء اليوم الدراسى بصرخات من الطالبات داخل الفصول المجاورة، بعد خروج أفاعى لهن، وظهور عقارب، وهو ما حدث بالفعل خلال الفترات الماضية، وقالت "ما يزيد الطين بلة – كما يقولون – هو هجوم الدجاجات على الطالبات داخل الفصول، بعد قيام إحدى السيدات بتربية الدواجن على نوافذ الفصول المطلة على هذه الحظائر، مما يؤدى إلى ارتباك العملية التعليمية داخل المدرسة.
"هدى أحمد" مديرة المكتبة بالمدرسة، تعجبت من ضيق الفصول وتهالك المبانى، وقالت إن المكتبة تعرضت خلال أمطار الشتاء الماضى إلى شروخ فى الجدران وضاع معظم معالمها والكتب فيها، مؤكدة بأن المدرسة تخرج سنوياً طالبات يحصدن المراكز الأولى على مستوى المحافظة، ويلتحقن بكليات القمة، ونجحت إحدى الطالبات فى الأعوام الماضية فى أن تكون من العشر الأوائل على مستوى الجمهورية.
ومن جانبه، صرح "على محمود خليل" مدير المدرسة، بأن المشكلة تأخذ شقين رئيسيين وهما "أن المدرسة مبنية بالطوب اللبن منذ تأسيسها عام 1925، والشق الآخر هو عدم موافقة الشهر العقارى والأبنية التعليمية على تخصيص الجزء الأكبر الشاغر من المدرسة والمتبرع به من قبل الأهالى لضمه إلى المدرسة وإمكانية البناء والتوسعة".
وأوضح مدير المدرسة فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، بأن مدرسة السباعية الثانوية بنات، تقع على بعد 140 كم شمال غرب مدينة أسوان، ومقامة على مساحة 2314 متر2 بإجمالى 13 قيراطاً، وتضم 13 فصلاً، منهم 4 فصول للصف الأول الثانوى، ومثلهم فى الصف الثانى الثانوى، و5 فصول للصف الثالث الثانوى، ويبلغ عدد فصول الصف الثانى شعبة العلمى 3، بينما تضم شعبة الأدبى فصل واحد، أما فى الصف الثالث من المرحلة الثانوية فهناك 4 فصول علمى، واقتصرت شعبة الأدبى على فصل واحد فقط.
وتابع، تم افتتاح المدرسة فى 17/9/2006 بالأمر الإدارى الصادر من مديرية التربية والتعليم بأسوان، بناء على موافقة اللواء سمير يوسف محافظ أسوان الأسبق، حيث عملت المدرسة بمبنى مدرسة سعد زغلول الإعدادية منذ عام 1925 والمبنى بالطوب اللبن، منه جزء خاص بالأهالى ومؤجر والآخر حكومى.
الحاج "سمير محمود" رئيس مجلس أمناء المدرسة، وأحد المتبرعين بالأرض للمدرسة، قال "تبرع أصحاب الجزء المؤجر (هبة منهم) لصالح التربية والتعليم بأسوان، بمساحة تسعة قراريط وسبعة أسهم أى ما يعادل 1627 مترا مربعا، وتقدر قيمتها بمبلغ 3، 5 مليون جنيه مصرى.
واستكمل حديثه قائلاً "لتحويل الملكية من الواهبين لمديرية التربية والتعليم بأسوان، قامت لجنة من القيادات الطبيعية بمدينة السباعية بتولى هذا الملف والتنسيق من مكتب الشهر العقارى والتوثيق بالسباعية، وتم تفويض أحمد زين العابدين مسئول التخطيط بإدارة إدفو ممثلا للتربية والتعليم بأسوان وتكليف صلاح محمد المحامى بتولى إنهاء الإجراءات، وتكفلت اللجنة الصرف من أموالها الخاصة على كل ورقة طلبها الشهر العقارى اعتبارا من 28/3/2013 للطلب رقم 1 شخصى لسنة 2013".
ولفت إلى أنه تم عمل إعلان عن طريق مأمورية الشهر العقارى بإجراء محضر وضع يد على الطبيعة لهذا الطلب ونشر إعلان يوم الأحد 23/3/2014 بجريدة الأهرام المسائى العدد 8265، وتم التوقيع من جميع الواهبين وعددهم 21 واهبا على المحضر يوم 14/4/2014 ولم يتقدم أحد بالطعن خلال الفترة القانونية 15 يوما من تاريخ النشر، وأرسل الملف بعد اكتمال جميع الأوراق والمستندات لمكتب الشهر العقارى والتوثيق بأسوان يوم 20/4/2014، وظل هناك حبيس الأدراج، ولم يلتفت إليه أحد حتى سبتمبر 2014 حيث عاد لمكتب الشهر العقارى بالسباعية لوجود 9 ملاحظات بالملف، وعند استيفاء الملاحظات والرد عليها، وأعيد الملف مرة أخرى لمأمورية الشهر العقارى بأسوان فى 20/10/2014، لم يتم الرد من قبل المسئولين فى الشهر العقارى، وظل الملف حبيس الأدراج.
وناشد "محمد النوبى" المدير السابق للمدرسة، وزارة العدل بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، بسرعة الضغط على الشهر العقارى والتوثيق بأسوان، حتى يتسنى بناء المبنى الجديد للمدرسة، محذراً من تهالك المبانى بها وعدم قدرتها على مواجهة السيول خلال فترة الشتاء الحالى، الأمر الذى ينذر بوقوع كارثة كبرى للطالبات والعاملين بالمدرسة، محملاً الجهات المختصة بالمسئولية الكاملة فى حالة حدوث كارثة.
مدرسة السباعية الثانوية بنات من الخارج
فصول المدرسة من الخارج
دورات المياه بالمدرسة
معمل المدرسة
استراحة المدرسين
السيدات يقمن بتربية الدواجن على نوافذ المدرسة
الطالبات داخل الفصول
مبنى المدرسة مجاور للمنازل والزراعات
من داخل استراحة المدرسين
ملعب المدرسة
أحد المعلمين يوضح معاناة المدرسة لمحرر اليوم السابع
أحد المعلمين يشير إلى شروخ الأسقف والجدران بغرفة المدرسين
انتشار الجحور وعش العناكب والدود بالجدران
علم مصر وسط المدرسة
سلة للقمامة بالمدرسة
الطالبات لا يستوعبن الدروس خوفاً من تشقق جدران الفصول
محرر اليوم السابع مع مدير المدرسة والمتبرعين بالأرض
محافظ أسوان: محلب كلف لجنة هندسية بمراجعة مبانى المدارس بالمحافظة
