نانى تركى تكتب: الحرافيش ملح الأرض

الأربعاء، 12 نوفمبر 2014 02:16 ص
نانى تركى تكتب: الحرافيش ملح الأرض صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحرافيش أو الحرافشة مفردها حرفوش أو حرنفش، هى تسمية لطبقة متدنية من الناس كانوا يعيشون فى القاهرة فى العصر المملوكى، أشار إليهم مؤرخون كثر أمثال المقريزى، وابن تغرى بردى، وإبن إياس، وحتى الجبرتى فى فترة لاحقة.

استعمل الأديب المصرى نجيب محفوظ اسم الحرافيش فى عنوان روايته "ملحمة الحرافيش" سنة 1977، وكان هو وأصدقاؤه الذين يجلسون معه على قهوة "الفيشاوى" يتناقشون ويتسامرون يسمون أنفسهم بـ"الحرافيش".

الحرافيش أو العوام أو الزعر هى ألقاب أطلقها المؤرخون فى بداية العصر المملوكى على المصريين سكان القاهرة من الطبقات الشعبية خصوصًا الحرفيين، وفى نهاية العصر المملوكى ساد لقب الحرافيش واستمر على الطبقات الشعبية حتى نهاية العصر العثمانى، وعمل أولئك المؤرخون خدمًا للسلطة المستبدة الغريبة عن الشعب المصرى سواء كانوا مماليك أو عثمانيين، ولم يكن أولئك المؤرخون أكثرهم مصريين بل وفدوا إليها بحكم المناصب التى كانوا يتولونها فى خدمة السلطة فى القضاء والتدريس والمناصب الإدارية المختلفة، وهم بطبيعة عملهم كانوا منحازين للسلطة يشاركونها فى الاستعلاء على الشعب المصرى من فلاحين فى الريف وزعر وحرافيش فى القاهرة.

يقول أحمد صبحى منصور: حان الوقت للاحتفال بلقب الحرافيش وإعطائهم حقهم فى الاحترام فى لغة المؤرخين من خدم الظلمة السلاطين، أولئك الحرافيش أو الزعر أو الدهماء أو العوام هم أجدادنا وهم ملح أرض مصر وأصلها، والمستمرون على الحياة فيها عشرات القرون، هم كما قالت أم المصريين السيدة صفية زغلول: كالرمال تتحمل السير فوقها، ولكن لو ثارت فهى تعصف بالظالم وتهلكه، يجب على كل مصرى أن يفخر بأجداده من الحرافيش حين كانوا يثورون على الظلم والاستبداد فيواجهون القمع والقتل ولا يجدون الإنصاف من المؤرخين.

هل تحول غالبية المصريين إلى حرافيش؟!

هل أصبح المصريون قلة من المترفين وغالبية من المطحونين منهم من يحلم بالخبز والجائع يحلم بسوق العيش، واغتالوا الطبقة الطبقة المتوسطة فتحول غالبية المصريين إلى حرافيش "منتوفى الريش"!!

آهٍ من غضب الحرافيش وهم لا يغضبون إلا بعد أن ينفذ صبرهم وكثرة الضغط تولد الانفجار، وإذا غضبوا فهم لا يبقون ولا يذرون، وهنا تحدث الثورات والجوع كافر وهو ليس فقط إلى الرغيف بل أيضاً إلى الكرامة الإنسانية، وكل ما يختص بالحكام والمترفين أنفسهم من الرفاهية بلا وجه حق.

إذا أردت أن تتقى غضبهم علِّمهم وعِّيهم ثقِّفهم أمن لهم حياة كريمة وعناية صحية آدمية!!

وكما تساءل نجيب محفوظ فى رائعته "ملحمة الحرافيش": هل يعود الفتوة إلى الحارة قوياً بأهلها المؤمنين بأفكاره؟ هل يدخلها دخول الفاتحين فتتهاوى كل قلاع الظلم والقهر وتنهد كل أصنام الجهالة والخرافة؟!!

الحكاية الأخيرة من حكايات ملحمة الحرافيش فيها الرؤية المحمدية للعدل القائم على الحق، حق الله فى أن يطاع فى أمر جوهرى من أوامره "إن الله يأمر بالعدل"، وحق الناس فى العيش فى ظل العدل وحق الناس كل الناس فى الدفاع عن العدل ضد أى فتوة.
?










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة