أكد ناصف ساويرس، رئيس شركة أوراسكوم للإنشاءات، أن مجموعة شركات ساويرس تعرضت إلى الكثير من الضغوط والمعوقات أثناء تولى «الإخوان» إدارة البلاد، لافتا إلى أن السنة التى كان يتولى فيها الرئيس المعزول محمد مرسى الحكم كانت من أسوأ السنوات التى مرت على المجموعة، مشيرا إلى أن الإخوان استخدموا الشركة نموذجا لترهيب باقى المؤسسات والكيانات الاقتصادية التى تعمل فى مصر من خلال قضية التهرب الضريبى، التى تم اتهام شركة أوراسكوم بها بالباطل، حسب وصفه.
رجل الأعمال ناصف ساويرس كشف لـ«اليوم السابع» عن تفاصيل القضية.. كما أعلن عن عدد من الاستثمارات التى تنتوى الشركة القيام بها خلال الفترة المقبلة.
كيف ترى الأداء الاقتصادى للرئيس عبدالفتاح السيسى؟
- الرئيس عبدالفتاح السيسى لديه وزراء مختصون بترويج الاستثمار بالبنية الأساسية، رغم أن رئيس الجمهورية مسؤول عن كل حاجة لكن مننساش إن إحنا فى معركة ضد الإهارب ومعارك خارجية، يجب على الوزراء فى المقام الأول تحمل مسؤولية رفع معدلات النمو، وأنا شخصيا متفائل بالرئيس عبدالفتاح السيسى وأنه يسير على الطريق الصحيح.
بعد حكم لجنة الطعن الضريبى لصالحكم فى قضية التهرب الضريبى..كيف ترون مستقبل النزاع بينكم وبين وزارة المالية؟
- فى البداية فوجئنا خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسى بطلب موجه للشركة بضرائب تقدر بنحو 14 مليار جنيه، تم تخفيضها إلى 7.1 مليار جنيه، على خلفية بيع الشركة قطاع الأسمنت التابع لها إلى شركة «لافاراج» الفرنسية فى عام 2007 الماضى من خلال البورصة المصرية، علما أنه فى ذلك الوقت كان لا يوجد ضرائب على أرباح البورصة.. قمنا بالتوجه إلى المحكمة للطعن على قرار مصلحة الضرائب، لكن الرئيس المعزول قام بانتزاع هذا الحق منا واقترح قضية التهرب الضريبى، بحيث يتم توجيهها إلى النائب العام مباشرة، وهو ما يخالف القانون، وبعد 30 يونيو والقضاء على حكم الإخوان توقفنا عن السداد وتوجهنا إلى لجنة التهرب الضريبى بمصلحة الضرائب بالطعن على القضية، وانتهت بالحكم لصالح الشركة واسترداد كامل الأموال التى تم دفعها كدفعة أولى، والمقدرة بـ2.5 مليار جنيه.
ونصت حيثيات الحكم على «أنه بالنظر إلى مسلك مصلحة الضرائب ابتداء من حجم الملف الضريبى للممول عن اللجنة المختصة قانونا بنظره ومرورا بنسبة التهرب الضريبى للشركة وإحالتهم للنيابة عن جريمة تهرب ضريبى، ونفت المصلحة بعد ذلك صحتها، أى أن المصلحة ناقضت نفسها، وهو ما يوضح حجم المخالفات التى ارتكبتها حكومة الإخوان فى إجراءاتها، التى ساعدت على صدور الحكم الصادر فى 4 نوفمبر الماضى لصالحنا.
هل طالبتم باسترداد مستحقات الشركة لدى مصلحة الضرائب بوزارة المالية؟
- فى واقع الأمر كانت لدينا العديد من الخيارات، أولها هو استرداد المبلغ بالكامل، وثانى خيار هو وضع المبلغ فى رصيد المصلحة، على أن يتم تخصيم الضرائب المستقبلية لدى الشركة منه، إلا أن مجلس إدارة الشركة اتجه للخيار الثالث، وهو التبرع بكامل المبلغ لصالح صندوق «تحيا مصر» بعد التواصل مع المساهمين الرئيسيين بالشركة.
وما سند الحكومة السابقة فى فرض ضرائب على الصفقة بواقع 7.1 مليار جنيه؟
- مفيش سند.. كانت محاولة للابتزاز للضغط على مجموعة ساويرس وجميع الكيانات الاقتصادية حتى يجعلوها نموذجا لأى شركة لا تخضع لمطالبهم، والكل يمشى «جنب الحيط»، ولكن الشعب المصرى نزل فى 30 يونيو وأطاح بالإخوان.
ما الاستراتيجية التى اتبعتموها فى إدارة شركاتكم خلال فترة تولى الإخوان إدارة البلاد؟
- كان «عام مضروب» من الناحية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ورجال الأعمال كانوا معرضين للابتزاز، وعلى مستوى شركتنا تعرضنا لضغوط كبيرة من قبل حكومة الإخوان، وكنا نعمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه، والإبقاء على الكيان الذى يوجد به أكثر من 90 ألف عامل ومهندس فى مختلف دول العالم، ويوجد فى السعودية فقط 6 آلاف عامل، وكان التركيز كله فى المحافظة على الكيان، وكنا نتعامل معهم مثل الشطرنج.
بعد نفى وزير المالية خلال مؤتمر صحفى اليوم أى تسويات مع الشركة بشأن النزاع الضريبى..كيف ترى هذه التصريحات؟
- مفيش تسويات ده قرار لجنة طعن الضرائب بمصلحة الضرائب بوزارة المالية، والمادة 112 بالقانون تؤكد أنه واجب النفاذ.. والموظف اللى مش هينفذ القرار هيعرض نفسه للحبس وفقا للقرار، ومن الأساس مش المفروض يكون فيه مباحثات فالقانون أبيض وأسود، ورد وزير المالية ممتاز، والغلط أن يكون هناك مباحثات.. هذا حكم واضح وصريح بإعفاء الصفقة من الضرائب وأنهى النزاع.
أعلنت مجموعة أوراسكوم للإنشاء عن ضخ استثمارات بمليارات الدولارات قريبا..كم عدد هذه المشروعات؟
- هناك العديد من المشروعات قيد الدراسة سيتم الإعلان عنها فور الانتهاء منها، إلا أن الشركة تضع كامل تركيزها فى مشروع إنشاء محطة لتوليد الكهرباء فى محافظة البحر الأحمر بمنطقة الحمراوين باستخدام تكنولوجيا الفحم النظيف لإنتاج ما بين 2000 و3000 ميجاوات باستثمارات تصل إلى 25 مليار جنيه، بهدف تلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية فى مصر، علما أنه أكبر مشروع استثمارى يتم الإعلان عنه منذ ثورة 30 يونيو، ونتمنى بدء العمل به قبل مؤتمر القمة الاقتصادية المقرر انعقادها فى منتصف مارس المقبل.
وهناك مشروع آخر يتم إعداد الدرسات اللازمة له، وهو إقامة توسعات فى عدة مستشفيات بمصر بحجم استثمارات تصل إلى 50 مليون دولار، أى ما يقرب من 350 مليون جنيه، على أن يتم رفع طاقة مجموعة هذه المستشفيات إلى 1000 سرير، وسيتم الانتهاء منه خلال الـ18 شهرا المقبلة.
ما حقيقة تعطل استثمارات للشركة فى مصر؟ وهل ذلك سببه التقلبات السياسية أم التضارب فى التشريعات أم مخاوف طبيعية من رأس المال؟
- لا يوجد استثمارات معطلة لنا خلال الفترة، وبعد الحكم الصادر لصالحنا وإثبات أن مصر دولة قانون نفسنا اتفتحت وهننظر إلى كل الفرص الواعدة.
ما هى المشروعات التى تراها أنسب لمشروع قناة السويس؟
- أنسب المشروعات التى يجب النظر إليها فى مشروع تنمية محور قناة السويس، هو إقامة مشروعات لوجستية، ومشروعات توسعة الموانى وتداول الحاويات وخدمة السفن وتزويدها بالوقود، بالإضافة إلى الصناعات التكاملية مثل تجميع السيارات، بحيث لا يكون المحور مخصصا فقط لمرور السفن والاعتماد على تحصيل الرسوم.
وهل سيكون للشركة تواجد فى مشروع قناة السويس؟
- بالفعل بدأنا فى إجراءات تنفيذ الأنفاق التى ستربط الإسماعلية ببورسعيد من طرفى القناة بالتعاون مع المقاولين العرب، باستثمارات تصل إلى مليارات الجنيهات، المشروع قيد التصميم، ونحن جزء من المنظومة المخصصة لتطوير وتعمير هذه المنطقة، ووقعنا عقود شراكة إستراتيجية مع شركة المقاولون العرب لتعمير المنطقة بالكامل.
بماذا تنصح رجال الأعمال فى المرحلة القادمة خصوصا مع بدء ماراثون الانتخابات؟ وهل توافق على الدور السياسى لبعضهم سواء بالتأييد أو المعارضة؟
- أنا أنصح رجال الأعمال بأن يكون الهدف الأول لديهم هو زيادة الاستثمار وخلق المزيد من فرص العمل، مش بطالبهم بالسلبية فى السياسة، بس لدى رأى شخصى، أن رجل الأعمال الذى يحب بلده أن يعمل على توظيف خبرته واهتماماته فى مجال تخصصه، مش مشكلة أن يكون للمستثمر دور سياسى، لكن لا يكون على حساب العمل الخاص به والهدف المرجو من شغله، وهو توفير العديد من فرص العمل والتوسع فى المشروعات.
ما حقيقة نقل العائلة استثمارات من مصر للخارج؟
- حضرتك شيفنى حاليا موجود بمكتبى فى مصر.. هل هذا الحديث يتم فى فرنسا.. مناخ الاستثمار وقت حكم الإخوان كان لا يشجع أى مستثمر أو عائلة ساويرس على التوسع فى الاستثمار فى مصر، وكان أى أحد غير منتمى لجماعة الإخوان المسلمين أو متحالف معاهم مكنش ليه أكل عيش فى البلد دى.
هل ترددتم فعلا فى التبرع لصندوق تحيا مصر؟
- مفيش كلام من ده، نحن نعمل على دعم هذه البلد، وسندعم صندوق تحيا مصر بـ 2.5 مليار جنيه.
