مخرج فيلم مذابح العثمانيين ضد الأرمن: الشعب التركى بدأ يعرف الحقيقة

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014 10:47 م
مخرج فيلم مذابح العثمانيين ضد الأرمن: الشعب التركى بدأ يعرف الحقيقة فاتح أكين
(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال "فاتح أكين"، المخرج الألمانى، تركى الأصل، إن الشعب التركى يعتبر الحديث عن الجرائم، التى ارتكبتها الدولة العثمانية بحق الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى، من المحرمات، التى يخشى الحديث حولها من قريب أو بعيد.

جاء ذلك فى كلمة للمخرج بالندوة، التى أقيمت اليوم، الثلاثاء، لمناقشة الفيلم، الذى عرض بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ36.

وأضاف "أكين" أن الفيلم يناقش المذابح ضد الأرمن فى الحرب الأولى، والتى تنكرها الحكومات التركية، مشيرا إلى أن المشكلة التى واجهته كانت فى الرقابة الداخلية للمجتمع التركى، الذى يخشى الحديث فى هذا الأمر، مستشهدا على ذلك بأن بعض أصحاب دور العرض عبروا له عن مخاوفهم من عرض الفيلم داخل تركيا.

وأوضح أنه لم يواجه مشكلة مباشرة مع الحكومة التركية حول الفيلم، لأنه صور مشاهده فى الأردن، بالنسبة للمشاهد الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط، وبقية المشاهد جرى تصويرها فى دول أخرى منها كوبا وألمانيا، وكندا، حيث تم تصوير مشاهد أخرى بها لصعوبة استمرار تصوير الفيلم بالكامل فى الأردن.

وأشار إلى أن الكثير من الأتراك بدأوا مؤخرا فى استيعاب ما جرى ضد الأرمن، موضحًا أنه اختار عدم تكرار كلمة "مذبحة" فى الفيلم لأن الكلمة عندما تتكرر لا يكون لها معنى وهو ما جعله يركز على أجزاء معينة فى هذه المذبحة لتوضيح الحقيقة.
والفيلم يتناول مجازر الإبادة الجماعية، التى تعرض لها الأرمن فى أواخر عصر العثمانيين عام 1915، ونال إشادات واسعة لجرأة مخرجه فى تناول هذا الملف الشائك رغم أصوله التركية، واعتبر النقاد أن المخرج قدم رؤية محايدة عن هذه الأحداث تعتمد فى المقام الأول على الحقائق التاريخية.

و"القطع" مدته 138 دقيقة من إخراج فاتح أكين وبطولة طاهر رحيم وسيفن ستيفين شوبهام وإنتاج "بومبرو إنترناشيونال"، موسيقى الكسندر هاكس.

وسبق للفيلم المشاركة فى المسابقة الكبرى لمهرجان فينسيا السينمائى وهو أول فيلم لمخرج من أصول تركية يتناول مجازر الإبادة، التى تعرض لها الأرمن فى أواخر الدولة العثمانية، خلال فترة الحرب العالمية الأولى، حيث قام الأتراك بالتعاون مع عشائر كردية بإبادة مئات القرى شرقى البلاد فى محاولة لتغيير ديموجرافية تلك المناطق.

ومن المعروف تاريخيا أنهم أجبروا القرويين على العمل كحمالين فى الجيش العثمانى ومن ثم قاموا بإعدامهم بعد إنهاكهم، غير أن قرار الإبادة الشاملة لم يتخذ حتى ربيع 1915، حيث قام العثمانيون بجمع المئات من أهم الشخصيات الأرمينية فى اسطنبول وتم إعدامهم فى ساحات المدينة، بعدها أمرت جميع العائلات الأرمينية فى الأناضول بترك ممتلكاتها والانضمام إلى القوافل التى تكونت من مئات الآلاف من النساء والأطفال فى طرق جبلية وعرة وصحراوية قاحلة.. وغالبًا ما تم حرمان هؤلاء من المأكل والملبس، فمات خلال حملات التهجير هذه حوالى 75٪ ممن شارك بها وترك الباقون فى صحارى بادية الشام. ومعظم المؤرخين الأتراك يشيرون إلى مقتل 300 ألف أرمينى فقط، بينما تشير مصادر أرمينية إلى سقوط أكثر من مليون ونصف المليون أرمينى.

ونال الفيلم، الذى عرض لأول مرة فى الشرق الأوسط وأفريقيا، بمهرجان القاهرة، إشادة واسعة من الحضور الذين أعربوا عن سعادتهم عقب خروجهم من الفيلم، مشيدين بمختلف عناصر الفيلم من التصوير والموسيقى التصويرية والإخراج.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة