فى ذكرى رحيله.. مصطفى العقاد رسالة لم نفهمها بعد

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014 05:34 م
فى ذكرى رحيله.. مصطفى العقاد رسالة لم نفهمها بعد المخرج الراحل مصطفى العقاد
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وقف على عتبات سلم الفندق وألقى نظرة عامة على المكان، ربما انتابه قلق ما، لكن شوقه لرؤية ابنته "ريما" كان غالبا عليه، كما أن سعادته بحضور زفاف أحد أصدقائه قد قاده إلى قاعة الفندق، حينها طغى صوت الموسيقى على القلق، ثم حدث الانفجار..

الزمن 9 نوفمبر 2005.. المكان فندق جراند حياة بعمان الأردن، الحدث اغتيال المخرج الكبير مصطفى العقاد فى كارثة ثقافية من الوزن الثقيل، لأنها ضربة فى الصميم لكل ما كان يتبناه المخرج المحافظ على هويته العربية والإسلامية فى بلاد الغرب.. هذه التفجيرات تبناها تنظيم القاعدة، والذين ربما لو سألتهم عن "مصطفى العقاد" لا يعرفونه وربما شوهوا صورته، لا يعرفون أن ظل طوال حياته يحاربهم ويحاول أن يبرئ الدين الإسلامى منم ومن طبيعتهم وأفعالهم الإرهابية. أراد أن يقول "هؤلاء إرهابيون لا علاقة لهم بالدين.. تريد أيها العالم أن تعرف الدين الإسلامى انظر إلى فيلم الرسالة".. لكن فى النهاية، وفى مؤشر خطير، استطاع الإرهاب أن يعطل رسالة مصطفى العقاد.

مات مصطفى العقاد بعد يومين من إصابته، ربما لو عاد إليه وعيه لتساءل: هل رسالتى مؤلمة إلى هذا الحد بالنسبة للإرهاب؟

إن مقتل مصطفى العقاد لهو أكبر دليل على ما يقوم به الإرهاب فى بلادنا، إنه يسرق أحلامنا فى التغيير ويقتل أجمل ما فينا، ويقدمنا فى صورة مشوهة للعالم، فقد كان العالم كله يعرف مصطفى العقاد، ويعرف نضالنا الحقيقى من أجل التحرر واستعدادنا للموت من أجل أوطاننا كل ذلك جسده العقاد فى ملحمته فيلم "أسد الصحراء"، ويعرف ديننا الحنيف من خلال فيلم " الرسالة" ويقال أن الآلاف سمعوا من خلال هذا الفيلم عن الإسلام لأول مرة، وأكثر منهم فهموه بمعناه الحقيقى وعرفوا أنه دين يتكلم عن الحرية والعدالة والمساواة.

إن ذكرى رحيل "العقاد" تعد مناسبة لطرح العديد من الأسئلة ولقراءة الواقع، لكن السؤال الأهم يكون عن دورنا نحن فى القضاء على الإرهاب، لقد انتصر الإرهاب من حيث الشكل، لكننا ما زلنا نملك المضمون الذى لن يستطيع أى إرهاب أن يسرقه منا، ما زلنا نملك رسالتنا التى نستطيع أن نقف بها فى وجه من يريد أن يربط ثقافتنا بالعنف ويحولنا إلى جناة دائما.











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة