خالد عبد العظيم أحمد يكتب: مــن أول نـظـــــرة

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014 08:06 م
خالد عبد العظيم أحمد يكتب: مــن أول نـظـــــرة عيون امراه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أتردد لحظة واحدة فى قبول دعوة من صديقى لحضور حفل عيد ميلاده فى أحد الفنادق الكبرى المكان ممتلئ بالناس، الكبار والصغار شباب وأطفال ونساء ولكن ما جذب انتباهى وفكرى وعقلى هى تلك الفتاة، فتاة شديدة الجمال، شديدة الرقة، شديدة الأنوثة، تجلس بمفردها وسط القاعة وكأنها ملكة تجلس على عرشها، غير مهتمة بأحد، حركتها قليلة نظراتها واثقة وكأنها وضعت مرآة أمام عينها لتذكرها دائمًا أنها أجمل من على الأرض، نسيت كل من فى المكان حتى أصدقائى، نسيت أننا فى مناسبة بمجرد أن رأيتها لم أشعر بالزحام ولا الضجيج الذى كان يملأ المكان، وكأن المكان قد خلا ممن كانوا فيه، شعرت بأننى أنا وهى وحدنا فى هذا المكان، الناس يتحركون حولى والأطفال يلهون ويلعبون والبعض يغنى والبعض يرقص، أنا أراهم بالفعل ولكنى لم أعد أسمعهم، لقد استولت على فكرى وعقلى وقلبى من أول نظرة.


تركت كل الناس وانشغلت بمراقبتها، أراقبها من وجهها لأرى حركاتها وثقتها بنفسها، ثم أترك مكانى وأنتقل إلى مكان آخر حتى أرى شعرها الأسود الطويل الذى يغطى ظهرها، إنه ليس مجرد إعجاب، لا أعتقد هذا، أعتقد أن الأمر وصل إلى درجة السحر بالفعل لقد سحرتنى، فأنا أنجذب إليها دون أن أشعر، ولكن كيف السبيل إلى مثل هذه الملكة الفاتنة، أحلم مجرد الحلم أن أجلس بجوارها ولو لدقيقة أحلم أن أسمع صوتها، وبينما أنا غارق فى التفكير شعرت بشيء غريب، إنها تنظر إلى بالفعل تنظر إلى وبشدة ما هذا الإحراج؟ هل لاحظتنى وأنا أراقبها؟ هل نبهها أحد إلى أننى أنظر إليها؟ كيف أتصرف وماذا أفعل؟

هل من الممكن أن تكون قد أُعجبت بى هى الأخرى ولم لا؟ بالفعل من الممكن أن تكون قد أعجبت بى، من الممكن أن تكون هى الأخرى تراقبنى، ولكن كيف أعرف ذلك إنها لا تغيّر نظرتها، ولكنى لا أحتمل هذه النظرة، أريد أن أعرف ما وراء هذه النظرة، إنها تسحرنى بجمال عيونها، برموشها السوداء الجميلة، سبحانك يا ربى خلقت فأبدعت ولكن إلى متى ستستمر هذه النظرات إنها تنظر نحوى بقوة لدرجة أننى بدأت أشعر بالخجل وأنظر إلى الأرض، هل أتشجّع وأقترب منها.


وأكلمها ولكن ماذا سأقول لها لا.. لا، سأحاول أن اقترب منها فمن الممكن أن تبدأ هى بالكلام، نعم، سأقترب منها، بالفعل اقتربت واقتربت أكثر، فأنا أقف أمامها ولكنها لم تتكلم بل أنها لم تحرك ساكنًا وكأنها لا تشعر بى، إذن لماذا لا أجلس على مائدتها وأكلمها، نعم فنحن فى حفل ولا عيب فى ذلك، وبالفعل جلست وهى صامتة تمامًا وكأنى لم أجلس إذن لا بد أن أتكلم فالكلام هو الحل الوحيد، وبالفعل سألتها هل تسمحين لى بسؤال؟ وأخيرًا أحسّت بى وقالت بصوت رقيق تفضل فتشجعت وسألتها: هل من الممكن أن يحدث الحب من أول نظرة؟ فابتسمت ابتسامة جعلتنى أشعر أن الدنيا كلها تبتسم، وقالت: وهل من الممكن أن تجيب على هذا السؤال إنسانة كفيفة مثلى؟ فأنا كفيفة لا أرى.. وقعت الكلمة على أذنى كالصدمة التى هزت كل أركانى، وهممت واقفًا من هول الصدمة ثم جلست مرة أخرى أحاول استجماع قواى وهدوئى لأرد عليها دون أن أشعرها بتغير موقفى ولكنى قبل أن أرد عليها خطر ببالى سؤال غريب وهو: إذا كان من الممكن أن يحب الإنسان من أول نظرة، فكيف سيحب الكفيف؟ أم أنه سيعيش بدون حب؟ أم أن الحب من أول نظرة أكذوبة كبرى؟








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

قارئة

ربما تعمى الأبصار لكن لا تعمى القلوب

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

facebook

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة