إحدى إبداعات على أحمد باكثير..

رواية "وا إسلاماه" توظيف راقى للتاريخ الإسلامى تأثر بها جيل كامل

الإثنين، 10 نوفمبر 2014 05:14 م
رواية "وا إسلاماه" توظيف راقى للتاريخ الإسلامى تأثر بها جيل كامل على أحمد باكثير
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحرب والحب، الوطن والمنفى، العبودية والحرية، السياسة بمغانمها ومغارمها، وشروطها القاسية، والتاريخ الذى لا يرحم، كل هذه الثنائيات تجدها فى رواية "وا إسلاماه"، للكاتب الكبير على أحمد باكثير، هذه الرواية، المشحونة بكثافة التاريخ وسحر اللغة، وطهارة الحب وذكريات الماضى.

"وا إسلاماه" تعتبر هى الرواية الأشهر، للكاتب على أحمد باكثير، ويرجع سبب شهرتها، لكونها ضمن المقرر الدراسى للصف الثانى الثانوى، وبرغم أن المقررات الدراسية دائمًا مملة، وسخيفة، إلا أن هذه الرواية تحديدًا أثرت فى جيل كامل، إذ لم يعتبروها مجرد كتاب يحفظون ما به، ليفرغوه على ورقة الإجابة فى الامتحان، بل ظلت أحداثها قابعة فى ذاكرتهم، وتحرك مشاعرهم، وكانت بمثابة رحلة إلى حقبة تاريخية لا يعرفون عنها الكثير.

وتتحدث الرواية عن قصة بطل من أبطال المسلمين محمود المعروف بـ"قطز"، وتبدأ ببداية الحرب مع التتار قبل ولادة قطز، ويسلط المؤلف الضوء على حياة قطز، وابنة خاله جهاد "جلنار" ويكشف حياته الشخصية، إلى أن خُطف وبيع كعبد هو وابنة خالته بسوق النخاسين بحلب لتاجر دمشقى، ثم بيع إلى مماليك مصر، وتطوع فى الجيش المصرى، وأصبح بعد ذلك ملك مصر، وجمع كل بلاد وجيوش المسلمين على محاربة التتار صف واحد.

تحولت الرواية إلى فيلم سينمائى بنفس الاسم، بطولة "أحمد مظهر، ولبنى عبد العزيز، وعماد حمدى، تحية كاريوكا، ورشدى أباظة"، وإخراج "إنريكو بومبا، وأندرو مورتون، وشادى عبد السلام"، برغم نجاحه الكبير الذى حققه فى السينما، وفى التليفزيون، إلا أن الجميع ممن قرءوا الرواية يتفقوا على أنها أجمل بكثير من الفيلم، نظرًا للتغييرات التى أدخلها فريق العمل من أجل السياق الدرامى، إذ حُرفت بعض من أحداثها، وافتقد الفيلم لكثير من سحر الرواية.

غطّت "وا إسلاماه"، تاريخاً حافلاً من تاريخ الأمة الاسلامية أيام التتار بأسلوب سردى غير ممل ولا مبعثر، ترتّب الأحداث والوقائع من غير تكلّف ولا مشقة، وقدمت أحداث تلك الفترة التاريخية على طبق من ذهب لمن ليس على دراية كافية بها، بأسلوب راقى، وتدفقت فيه المعلومات والأحداث، فى سياق درامى مشوق؛ فهى توظيف أدبى راقى لإحدى أعظم قصص المجد فى تاريخنا الإسلامى وأدبنا العربى، واستطاع أحمد علىّ باكثير، أن يأثر القارئ بين سطورها منذ بدايتها وحتى النهاية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة