محمد أبوالفضل محمد يكتب: الفساد الإدارى خطر باق

السبت، 01 نوفمبر 2014 08:03 م
محمد أبوالفضل محمد يكتب: الفساد الإدارى خطر باق مجمع التحرير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ عقود وخطر الفساد الإدارى يكمن فى الإدارة الحكومية فى كافة مستوياتها وأنماطها وصنوفها من الرشوة إلى سوء استخدام السلطة الممنوحة للمسئول واستغلالها بالمعنى السلبى ولأمور شخصية، حيث يعد ذلك من أبواب الفساد الإدارى اللعين ومجال من مجالات الإفساد الخطير واستغلال النفوذ لمصلحة شخصية ضيقة.

يعرف استغلال النفوذ الوظيفى بأنه الاستفادة من سلطة الموظف الوظيفية بصورة غير مشروعة وبشكل غير أخلاقى وفقا لما منح له من صلاحيات ومسئوليات أكسبته نفوذا وسطوة وسلطة استغلها لشخصه بغير ما أراده المشرع .

من حيث المبدأ تنحصر سلطة المسئول فى مقدرته وأهليته فى إنجاز وتحقيق المصلحة العامة، فهى لم توضع فى يده وتحت إمرته بقصد خدمته وحمايته وأفراد عائلته، ولكن هى موضوعة لخدمة وحماية المجتمع وأهدافه، فاتخاذ السلطة وسيلة للطغيان أو الاستبداد أو الشموخ أو الاستعلاء والكبرياء هو تحويل للسلطة الممنوحة من خدمة المجتمع إلى الإضرار به وإلحاق الأذى به. ومن هذا المنطلق لا يجوز للمسئولين المناط بهم سلطة ما أن يتصرفوا بها إلا لجلب مصلحة عامة أو درء مفاسد، وغير ذلك فيه انحراف عن جادة الصواب واستخدام السلطة الوظيفية بشكل غير لائق ومناسب وفيه إهدار لنزاهة الوظيفة العامة.

وتتخذ إساءة استعمال السلطة فى الوظيفة العامة عدة أشكال منها على سبيل المثال لا الحصر التلاعب بالقوانين والأنظمة واللوائح والتعليمات التنظيمية والتنفيذيه، فى الخديعة و المراوغة و المحاباة والظلم الناتج عن التطبيق غير العادل للأنظمة، الاستئثار، الرشوة، اختلاس وسرقة المال العام والاستيلاء عليه بغير وجه حق، أو إساءة المعاملة بالإكراه والإرغام أو التهديد والوعيد أو إذلال الناس وتسخيرهم لخدمة الأغراض الخاصة أو تصفية الحسابات الشخصية وتعطيل العمل بحجج واهية وكيدية.

وتتحقق شروط إساءة استعمال السلطة عندما يقصد الموظف أو المسئول لإدارة بكل أعمالها وتصرفاتها تحقيق الصالح الخاص أى أن تنحرف الإدارة عن هدفها الأساسى وهو السعى لتحقيق الصالح العام، وعدم إضفاء طابع المشروعية على أعمال الإدارة حيث إن تلك الأعمال إذ لم تجر وفق إطار قانونى أو وفق الأنظمة والتعليمات، وأخيراً أن تكون الإدارة قد تعمدت الوصول إلى النتائج التى تقصد تحقيقها أى الخروج عن الصالح العام .

ختاما لا يخفى على الجميع أنه مع سرعة العجلة الحياتية والتطور وكثرة المهام واتساع نطاقها فى عصرنا الحديث ظهرت أشكال وأساليب جديدة من سوء استخدام السلطة واستغلال النفوذ يصعب على المتضررين منها إثباتها بسهولة، مما يعكر صفو العلاقات والأمن الوظيفى ويضعف الإحساس بالانتماء والعطاء والإنتاجية وينشر الفساد ويضيع الحقوق .

نناشد كل موظف بيده سلطة مهما كان نوعها أو حجمها أن يضع نصب عينيه أن استخدام الأساليب التى تندرج تحت عنوان سوء استخدام السلطة واستغلال النفوذ والتى نهى عنها ديننا قبل الأنظمة والقوانين، أن يتقى الله فى نفسه وفى الآخرين، حتى لا يناله غضب الله ودعاء النبى صلى الله عليه وسلم بالمشقة حيث قال: اللهم من ولى من أمر أمتى شيئاً فرفق بهم فأرفق به، ومن ولى من أمر أمتى شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه.











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة