فوز باتريك مودينو بنوبل للآداب يؤكد: الجائزة تنتصر للرواية وتخاصم الشعر.. منذ عام 2000 شاعر واحد فقط يكسب مقابل 12 روائيا.. سوق الترجمة يزدهر بالروايات والمراهنون يرجحون كفة الروائيين دائما

الخميس، 09 أكتوبر 2014 04:16 م
فوز باتريك مودينو بنوبل للآداب يؤكد: الجائزة تنتصر للرواية وتخاصم الشعر.. منذ عام 2000 شاعر واحد فقط يكسب مقابل 12 روائيا.. سوق الترجمة يزدهر بالروايات والمراهنون يرجحون كفة الروائيين دائما باتريك مودينو الحاصل على نوبل فى الآداب 2014
كتبت سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عام 1945 أطلق نجيب محفوظ نبوءته الشهيرة حول الرواية العربية، مؤكدا أن الزمن القادم لها، وأنها ستصير أم الفنون وستعيش لحظات وهجها، وقيل وقتها، بأن الأديب العالمى ينتصر لفنه الخاص قبل أن يتوج بالحصول على الجائزة، ثم بعد ذلك "نوبل" تتوج سرد محفوظ، وأدب العرب، العرب أشهر من تغنى بالشعر منذ جاهليتهم و قبل معرفة الكتابة ينالون الجائزة فى السرد.

ثم يأتى زمن آخر، يرى فيه الناقد على الراعى، أن الرواية ستكون ديوان العرب المحدثين، وهو ما يؤكده الناقد الدكتور جابر عصفور، فى كتابه "زمن الرواية"، إلا أن النبوءات التى ظهرت عربية فى بدايتها ترجمت لتصبح اتجاها عالمياً للأدب العالمى الحديث، سواء على صعيد الإنتاج أو القراءة أو النشر.

واليوم، الأكاديمية السويدية المانحة لجائزة نوبل، تمنح الجائزة للروائى الفرنسى لباتريك مودينو، لتضع الفرنسى حبة جديدة فى سلسلة بدأتها بالشاعر الفرنسى أيضا رينيه بوردوم عام 1901.
إلا أن الزمن تبدل وصارت الرواية أكثر حضورا من الشعر، سواء فى وفرة كتابتها، والاهتمام بها أو الجوائز التى ترصد لها، فمنذ عام 2000 وحتى الآن لم تذهب نوبل لأى من الشعراء، إلا مرة واحدة حين حصدها السويدى توماس ترانسترومر عام 2011، وسط كل هذا السيل الهادر من الروائيين وكتاب السرد بشكل عام.

فى هذا العام، خسر العرب رهانهم على الجائزة مرة عاشرة وربما عشرين، ففى كل مرة ننتظر حصول الشاعر السورى أدونيس على الجائزة، إلا أن الترشيحات وصلت ذروتها هذا العام خاصة مع تفجر الوضع فى سوريا، وتوقع العديدين ذهاب الجائزة إلى الشاعر السورى رغم مواقفه المعارضة للثورة السورية، وفى نفس السلة الخاسرة وضع العرب الشاعرة غادة السمان فى رهانهم مع أدونيس، فخسروا الاثنين.

الجائزة لن تضيف إلى فن الشعر، ولكنها كانت ستسهم بشكل أو بآخر فى دفع الماء الراكد فى سوق الأدب العالمى تجاهه بعد أن صارت الرواية تحتل قوائم الأكثر مبيعا فى كل أنحاء العالم، وكانت ستفتح حتما أسواق الترجمة أمام أعمال الشاعر الفائز وهو ما يلفت النظر إلى أعمال شعراء آخرين تطرح أسماءهم فى موسم الجائزة وبورصة المراهنات.


انتصار جائزة نوبل للرواية، تفضحه أسواق المراهنات التى تضع هارواكى موراكامى الروائى اليابانى، ميلان كونديرا الروائى التشيكى، فى مقدمة قوائم توقعاتهم، دون أن تتضمن بورصة المراهنات اسم شاعر واحد.
واستنادا، إلى آراء كثيرة، تؤكد أن الحصول على الجائزة لا يعنى أن حائزها أفضل من كتب فى الأدب، مع الأخذ فى الاعتبار أن الشعر كفن قديم ربما لا يحتاج إلى جائزة لكى يؤكد حضوره، إلا أن الفن الشعرى كان يحتاج إلى نوبل فى اللحظة الراهنة التى تسابق فيها الروائيون بعربات خيول مسرعة على أسواق النشر والجوائز، هو نفس السباق الذى تركه الشعر وجلس يلملم عشاقه حوله فى حلقات صغير لا تتسع إلا لكل من يؤمن به حقاً، ويتتبع لحظات تطوره ورواجه.


موضوعات متعلقة


20 رواية و5 وجوائز قادت باتريك مودينو للفوز بنوبل للآداب.. 4 روايات مترجمة للعربية للكاتب الفائز بأرفع جائزة عالمية.. ويهوى الكتابة عن باريس.. وله رواية عن اغتيال المعارض المغربى المهدى بن بركة الخميس









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة