العيدية والفتة والملابس الجديدة.. عادات تاريخية وضعها الفراعنة والمماليك

السبت، 04 أكتوبر 2014 02:15 م
العيدية والفتة والملابس الجديدة.. عادات تاريخية وضعها الفراعنة والمماليك الفراعنة - أرشيفية
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل سأل أحدكم نفسه ذات مرة، ما أصل وجبة الفتة التى نحرص على تناولها فى عيد الأضحى، وهل فكر أحدكم فى تقليد العيدية التى يمنحها الكبار للصغار فى الأعياد، وسأل نفسه من أرسى قواعدها، وإلى أى فترة تاريخية تنتمى، وكيف كانت طقوس العيد فى فترات تاريخية سابقة.

يقول الباحث الأثرى سامح الزهار، إن المصريين اعتادوا تناول طعام الفتة مع لحوم الأضاحى خلال أيام عيد الأضحى، وترجع أصل هذه الوجبة، إلى مصر الفرعونية، حيث عرفها المصرى القديم، فقد وضع الخبز على مرق اللحوم واللبن، مشيرًا إلى أن سبب تسميتها بـ"الفتة يرجع إلى أنها تصنع من فتات الخبز.

وبالنسبة للعيدية، التى تمنح للأطفال فى الأعياد، قال "الزهار"، إنها ترجع للعصر المملوكى الممتد بين 1261، و1517م، وكانت تعرف بـاسم "الجامكية"، وكانت عبارة عن دنانير ذهبية، وفضية تصرف بأوامر سلطانية إلى الجنود خلال أيام العيد، فتوضع فى أطباق خاصة مزينة، ومزخرفة، وبجانبها حلوى.

ويضيف "الزهار"، أن عيد الأضحى، فى العصر المملوكى كان يسمى "عيد النحر"، وكانت الأضحية تمثل حدثا اجتماعيا كبيرا، إضافة إلى كونه حدثا دينيا، إذ كانت الأسر المصرية تأتى بخروف العيد قبل حلول عيد الأضحى بخمسة عشر يومًا، ويتم الاحتفاظ به أعلى المنازل، ليتم ذبحه حسب الشريعة الإسلامية بعد صلاة العيد، عملاً بقول الله "فصل لربك وانحر"، ثم يقوم المضحى بعد ذلك بتوزيع لحوم الأضاحى على الفقراء، والمساكين، والأقارب، والأصدقاء.

ويتابع "الزهار" حديثه قائلاً، حرص المصريين فى تلك الفترة على أن يستقبلوا العيد بالملابس الجديدة، وإهداء بعضها إلى طائفة الخدم، وإعطاء العيدية لأبناء الخدم مما يترك أثرا طيبًا فى نفوسهم، دليلاً على المودة، والمحبة التى أمرنا بها الإسلام، وبعدها يخرج الناس إلى الحدائق العامة والمتنزهات، وكان أشهرها حينذاك "بساتين الجيوشية"، وكذلك "قصر الورد" بالخاقانية وكانت من خاصة أملاك الخليفة.

ويستكمل "الزهار" حديثه عن طقوس العيد فى العصر المملوكى، فيقول، كانت مدافع القلعة تطلق طوال أيام العيد، أما عن الأمهات فكانوا يرسلن لبناتهن المتزوجات حديثًا فى ليلة أول العيد سلة من لحوم، وعيدية ويطلق عليها "الزيارة"، كان البعض يفضل أطباق اللحم والبصل والطحينة والثريد، أى الفتة.

ويضيف "الزهار"، كما كانت بعض النساء تقوم بزيارة مقابر موتاهم فى صباح العيد حاملين سعف النخيل، والريحان لتوضع فوق القبور، وكانوا يحملون معهم أيضًا الفطير، والخبز المحشو باللحوم، وقد ينصب البعض خيام بجوار القبر إذا كانت الزيارة ستستمر اليوم بأكمله.













مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة