مجدى العدوى يكتب: جلال... لن يأكل الفول

الخميس، 23 أكتوبر 2014 04:10 ص
مجدى العدوى يكتب: جلال... لن يأكل الفول طفل يأكل على مائدة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جلال: طلبت منه أمه أن يأكل الفول فامتنع جلال عن أكل الفول ورفض، غضبت أمه وذهبت للعصا تطلب منها أن تضرب جلال لأن جلال مش عايز يأكل الفول، فرفضت العصا أن تضرب جلال، وقالت للأم وأنا مالى، فجريت الأم إلى النار وقالت للنار "تعالى احرقى العصاية عشان العصاية مش عايزة تضرب جلال وجلال مش عايز ياكل الفول"، فقالت لها النار وأنا مالى، فذهبت إلى الماء وشكت لها وقالت للماء "تعالى اطفى النار عشان النار مش عايزة تحرق العصاية والعصاية مش عايزة تضرب جلال وجلال مش عايز ياكل الفول"، فقالت لها الماء "وأنا مالى ياختى، صممت الأم وجريت إلى البقرة تقول لها تعالى اشربى الميه عشان الميه مش عايزة تطفى النار والنار مش عايزة تحرق العصاية والعصاية مش عايزة تضرب جلال وجلال مش عايز ياكل الفول، فقالت لها البقرة وانا مالى ياختى..... !.

القصة لم تنته فى التراث عند هذا الحد بل وجدت الأم الحل عند الجزار الذى أسرع لذبح البقرة التى جريت لشرب الماء التى أسرعت لطفى النار التى جريت جريت لحرق العصاية التى أسرعت لضرب جلال وجرى جلال وأكل الفول.

أما فى عصرنا هذا فإن واقع الحال يثبت أن القصة تنتهى بدون حل وأن "الفيناله" تنتهى بموت يوسف بسبب سقوط باب المدرسة عليه والجانى هو الهوا، وموت الطفل محمد يوسف نتيجة وقوع لوح الزجاج بشباك الفصل، وموت 3 تلاميذ آخرين خلال أيام... والفاعل ليس مجهولا، ولكنه زئبقى يهرب مثل العصا والنار والماء والبقرة فتتفرق المسئولية ويتفرق دم الأطفال بين أشياء هلامية مثل الإهمال والمستشفى والسلم وعضة الكلب... الخ، ولكنا لن نستطيع تحديد المسئول بعينه وشخصه واسمه وصفته طالما تتدحرج المسئولية بين فلان الذى أرسل إلى علان الذى يخاطب ترتان... إلخ إلخ إلخ، لكن فى بلاد سيادة القانون والمسئولية التضامنية عندما يحدث خطأ فى من أحد أجهزة وزارة ما – ومهما كان مستوى الموظفين وترتيبهم الإدارى – فإن المسئول الأول عن الخطأ هو الوزير الذى يتقدم باستقالته، بل إن فى اليابان ونتيجة للشعور بالذنب فقد انتحر الوزير.

ولكن فى بلاد المحروسة يحضرنى واقعة أن محافظا أسبقا للجيزة – رحمه الله – حاوره أحد المذيعين عن حادث وقوع طفل فى بلاعة مكشوفة بدون غطاء فى نطاق محافظته، مما أدى إلى موته، وقال له المحاور فى البلاد المتقدمة يستقيل المحافظ أو الوزير! فنهره المحافظ وشخط فيه: عاوزنى أعمل إيه انزل احرس البلاعات.. محافظ ايه اللى يستقيل!!! هذا هو! الإحساس بالمسئولية إلى أين؟
ويلك يا عمر لو إن بغلة تعثرت فى العراق لسئل عنها عمر لما لم تمهد لها الطريق؟

ولكن جلال لن يأكل الفول... ويوسف لن يحلم








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة