أحمد أيمن يكتب: رجال الأزمة

الإثنين، 20 أكتوبر 2014 08:10 ص
أحمد أيمن يكتب: رجال الأزمة مهاتما غاندى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى هذا العالم كل قرن من الزمان يصحبه تغييرات جذرية فى التوجهات والمبادئ الإنسانية والمنظمة لمجرى هذا المزيج الفكرى والروحى والثقافى.

وإذا رجعنا إلى بدايات القرن الـ19 سنجد أن هذا العالم تأثر بالثورة الفرنسية ومبادئ الثورة، وفى بدايات القرن الـ20 بدأ يفكر فى أحلام الاستقلال، الهوية الوطنية، حقوق الفرد فى المجتمع وواجباته والقضاء على الاستعمار. لكنه دخل القرن الـ21 محملا بأعباء الصراعات، الإرهاب وأمراض الإيدز والإيبولا التى تفنى قوى البشر.

إن العالم اليوم فى مرحلة صياغة مبادئ جديدة قد تنضم إلى قائمة المواريث الإنسانية وهى - بكل أسف – مرفوضة، وأخطر تلك المبادئ الإرهاب الفكرى الموجه من دول لأخرى ومن طوائف لأخرى، وتلك هى الكارثة الكبرى.

وفى ظل ذلك الارتباك تبقى الصراعات المدمرة وتضل دعاوى السلام الطريق.

وهنا يأتى دور "رجال الأزمة" وهم وحدهم يستطيعون القدوم وسط الظلام لمعالجة التشوهات التى أصابت الواقع العالمى.

ورجال الأزمة فى ذلك الوقت هم "رجال الدولة" على كراسى الحكم لضبط الفوضى، و"رجال الثقافة والعقل" لمواجهة التشوهات الاجتماعية.

العالم بحاجة الآن إلى رجال بقيمة عبد الملك بن مروان أو سليمان القانونى أو أنديرا غاندى، كل هؤلاء ومع اختلاف الزمن وصلوا إلى الحكم فى وقت الفوضى وغياب سلطة الدولة والقانون، لكنهم قدموا نماذج رائعة فى الحزم والضبط وقبل كل شئ قاموا بجمع الفرقاء ووقف الفوضى.

لذا فإنه على الشعوب فى بلاد الفوضى أن تتحد تحت راية رجل قادر على ضبط الأمور ووقف الفوضى.

أما المشكلات الاجتماعية من إرهاب الفكر فحلها مع رجال الثقافة والفكر والفلسفة.

نحتاج رجل بحكمة غاندى الذى صام مرتين من أجل السلام فى الهند وقدم حياته فى سبيله، نحتاج لعقل أرسطو وابن رشد وابن سينا لمعالجة الأزمات الناتجة عن الفقر والجهل والمرض.

نحتاج إلى عقلية الإمبراطور جلال الدين أكبر الذى أدرك أنه لن تستفيد الهند من بقائها بوضعها الحالى مقسمة بين فئة من الحكام وفئة أخرى من المحكومين تتعرض لكافة أنواع التنكيل والذى جاء على لسانه فى فيلم "جودا أكبر": "إننى إمبراطور مسلم وزوجتى الإمبراطورة جودا أميرة راجبوت، ومع ذلك أقف احتراما لكل الأديان الأخرى".

إن هذا المزيج من رجال الأزمة من وجهة نظرى هو المخلص والمنجى الوحيد من كل تلك الكروب التى يعانى منها عالمنا، وحان الوقت لتأخذ كل شعوب العالم موقفا وتجد حلا لها بعيدا عن الحرب التى قد تفنينا وبعيدا عن سلام بلا إرادة قد ينهينا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة