عزيزى الطالب احذر.. «العصفورة» تراقبك..اعتراف رئيس هيئة تدريس «الأزهر» بتجنيد «بلدياته» للتجسس على الطلاب ينقل عمليات تجنيد «العصافير» لرصد تحركات زملائهم إلى العلن.. الحرس الجامعى كان أداة نظام مبارك

الخميس، 16 أكتوبر 2014 01:19 م
عزيزى الطالب احذر.. «العصفورة» تراقبك..اعتراف رئيس هيئة تدريس «الأزهر» بتجنيد «بلدياته» للتجسس على الطلاب ينقل عمليات تجنيد «العصافير» لرصد تحركات زملائهم إلى العلن.. الحرس الجامعى كان أداة نظام مبارك اللواء محمد إبراهيم
كتب- سارة علام "نقلاً عن العدد اليومى"

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
- الحرس الجامعى كان أداة نظام مبارك للسيطرة على الجامعة.. واختيار الطلاب المخبرين وإغرائهم بالتسكين فى المدن الجامعية أو التعيين بعد التخرج

فى عام 2007، وفى ظل سيطرة نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك على الجامعات، قدم الروائى الدكتور علاء الأسوانى شخصية «أحمد دنانة» ضمن الشخصيات الرئيسية فى روايته «شيكاغو»، كنموذج لما اعتاد المصريون أن يطلقوا عليه «العصفورة»، فى إشارة لمن يتجسسون على زملائهم، حيث كان «دنانة» يدرس الدكتوراة فى جامعته بشيكاغو، وتم تعيينه رئيسًا لاتحاد الدارسين المصريين فى الخارج، وكان يكتب التقارير فى زملائه الدارسين، ويتظاهر بالتدين دائمًا، فلا يترك فرضًا إلا ويؤديه.. «دنانة» حصل على البعثة بعد أن كتب تقارير مماثلة فى زملائه فى جامعة القاهرة، فتم ترشيحه للبعثة رغم تواضع قدراته، وفشله فى اجتياز أبحاث الجامعة سنويًا، وكان «دنانة» يسرق الأبحاث، ويبلغ عن زملائه دون أى شعور بالندم.. «دنانة» أو «عصفورة الأمن» كما يروج الوصف لم يكن خيالًا خطه روائى فى عمل، بل هو إقرار لواقع عرفته الجامعات والقطاعات المصرية على مدى سنوات، لكن الأمر كان طى الكتمان إلى أن جاءت تصريحات الدكتور حسن عويضة، رئيس نادى أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر، لتنقل الخيال إلى خانة الحقيقة.

«عويضة» اعترف بتجنيده طلابًا من بلدياته، وصفهم بالجواسيس، ينقلون له أخبار وتحركات الطلاب قبل وقوعها، ولم ير« عويضة» الذى تم انتخابه رئيسًا لنادى أعضاء هيئة التدريس أى غضاضة فى التجسس على الطلاب أو اختيار «عصافير» من بينهم، فيقول فى مداخلة مع الإعلامى محمود سعد الذى واجهه بـ«حُرمة» ما يفعل، وهو الأستاذ الأزهرى، إن الضرورات تبيح المحظورات، «فأنا أحب الأمن القومى، وأحب جهاز الشرطة، وأمن مصر وظيفتى قبل أن أكون أستاذًا جامعيًا لأننا نعيش أوضاعًا استثنائية».

تصريحات رئيس نادى أعضاء هيئة التدريس تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك صحة حكايات طويلة فى مدرجات الجامعة، وفى العمل، وفى كل مكان عن المواطن «العصفورة».. ذلك الذى يحلق بين زملائه لينقل أخبارهم وأحاديثهم إلى الرؤساء.

تطور طبيعى

جاءت تسمية «العصفورة» من العبارة الشهيرة «العصفورة قالت لى» التى كانت تلجأ إليها معلمات الروضة فى نقل الأخبار لأمهات التلاميذ، أو العكس، فقد كانت الأم تلعب دور العصفورة، فتقول للمعلمة إن تلميذها يرهقها فى حل الواجبات المدرسية، أو اعتاد الكذب أو اللعب.
وفى مشهد شهير من فيلم «الحفيد»، كانت تطلق فيه الفنانة كريمة مختار طفلتها دينا عبدالله للتلصص على بناتها الأكبر سنًا، ونقل أخبارهن، فتظهر الأم وهى تعاتب ابنتها ميرفت أمين وتقول «العصفورة قالت لى» بعد أن نقلت أختها الطفلة الأحاديث والأسرار.
«العصفورة قالت لى».. تحولت من حيلة مدرسية أو منزلية صغيرة إلى لقب أنيق لجواسيس يطيرون فوق رؤوسنا فى كل مكان.

عصافير مبارك.. تهديد أو ترغيب

فى عصر مبارك وفى أثناء سيطرة الحرس الجامعى على الجامعات الحكومية، وتحكمه فى نتائج الطلاب وتسكينهم بالمدن الجامعية، وفى اختيارات المعيدين والأساتذة وترقياتهم دون رقيب، كان تجنيد العصافير سريًا، حيث يختار قائد الحرس فى الكلية طالبًا، يعرف أنه يحتاج إلى السكن فى المدينة الجامعية أو إلى نفقات لإكمال دراسته، وليس لديه عن ذلك بديلاً، أو يختار طالبًا يدرك أن شخصيته مهيأة للتجسس على زملائه، ويصطاده بعد أن يجمع معلومات بالتعاون مع جهاز أمن الدولة «المنحل» حوله وحول ظروفه المعيشية.. اختيار الطالب «العصفورة» كانت له مواصفات، أهمها ألا يكون غبيًا ينكشف بسهولة، أو «فالت اللسان» يفضح حيلة الضابط ويتعاون مع الطلاب السياسيين، فيكشف أسرار ما يدور بالجامعة، أو يرسل تقارير مغلوطة، وأن يكون انتهازيًا له مغانم ومطامع فى الجامعة وخارجها، مغانم تبدأ بالتسكين فى المدينة الجامعية للطالب الفقير، والتعيين فى الجامعة للطالب المتوسط المستوى، والنجاح فى الكلية للطالب الراسب ضعيف المستوى، إلا أن المهم أن تجنيد العصافير كان سريًا وسريًا جدًا.

بعد الثورة.. عصافير الإخوان تشق صفوف الثوار

استطاعت الثورة أن تطرد الحرس الجامعى من الجامعة، وأن تعيد للجامعة مكانتها وهيبتها كمؤسسة حرة مستقلة، كانت عنوانًا للنضال الطلابى فى عصور مختلفة، وكان الطلاب يحلمون بعودة تلك الأيام للجامعة، إلا أن العصافير أيضًا لم ترحمهم، فبدأ تجسس الإخوان على الطلاب المحسوبين على الثورة فى الجامعة، وتجنيد عصافير من طلاب الإخوان للتلصص عليهم، خاصة طلاب 6 إبريل والحركات الثورية التى قاد طلابها المظاهرات فى أحداث محمد محمود، ومجلس الوزراء، وغالبية الأحداث التى وقعت أيام المجلس العسكرى، وانقسم فيها الشباب ما بين إخوان وثوار وفلول، واستمر نظام اختيار العصافير السرى، والتلصص لصالح الإخوان، حتى ظهر مصطلح «إخوانى مستتر».

عصر مرسى.. رسوب العصافير

فى العام الذى شهد حكم الإخوان، تفاجأت الجماعة المحظورة برسوب طلابها فى معظم انتخابات الجامعات، حتى أنها خسرت معركة انتخابات الاتحاد العام لطلاب مصر، وفاز محمد بدران المحسوب على النظام الحالى، وهو ما دفع الجماعة إلى البحث عن عصافير جدد تنقل أخبار الطلاب بعد فشل سرب العصافير الحالى فى السيطرة على الجامعة، أو حتى التنبؤ بنتيجة الانتخابات.

بعد 30 يونيو.. أم تبلغ الشرطة عن ابنها

بعد 30 يونيو، صار المجتمع يعج بالعصافير، حتى أن الداخلية ناشدت المواطنين الإبلاغ عن أى عناصر إخوانية من الجيران أو المعارف.

وفى الجامعات، زادت حدة الاستقطاب بين الطلاب، بسبب مظاهرات الإخوان، ونشط طلاب الإخوان فى حلقات سرية عادت بالجامعة إلى ما أسموه «أيام المحنة فى الستينيات»، وزاد حرص طلاب المحظورة على الحفاظ على المعلومات، لكن هذا لم يمنع من ظهور عصافير بينهم، الإخوان أصيبوا بالشك فى كل من حولهم، وأصبحوا يفتشون عن العصافير فى كل من يشتبهون به، واشتبك الكثير منهم مع عصافير جندها الأمن، وهو ما يؤكده أحمد البقرى، نائب رئيس اتحاد طلاب مصر، أمين اتحاد طلاب جامعة الأزهر، وهو إخوانى أيضًا، حين قال إن طلاب الإخوان استطاعوا كشف 35 «عصفورًا» العام الماضى، مضيفًا: «لدينا آلية للكشف عن هؤلاء الطلاب المخبرين، حيث إن لهم حركات مكشوفة، وننصحهم بالاتجاه لأساليب أخرى، ونستطيع كشف الطلاب الذين يبلغون عنا»، وهو الأمر الذى يعرض حياة العصافير للخطر فى حال اكتشاف الإخوان لهم.

أسلوب حياة

فى العام الجامعى الجديد الذى بدأ منذ أيام، تطور أسلوب تجنيد العصافير، وصار التجنيد علنيًا وباعتراف القائمين عليه، وهو ما كشف عنه الدكتور حسن عويضة، رئيس نادى أعضاء هيئة تدريس الأزهر، الذى أكد أنه يطلق «عصافير» من طلابه وبلدياته للتجسس على طلاب الإخوان، وقال مدافعًا عن ذلك: «أنا أعمل بالأمن القومى رقم واحد، ثم أستاذًا جامعيًا»، إلا أن «عويضة» الذى فضح عورات الجامعة وفشلها فى احتواء الطلاب إلا بالتجسس عليهم، أكد تغير نظام تجنيد «العصافير»، وعدم اكتفاء الأمن بمراقبة الإنترنت، وهو ما أعلنه وزير الداخلية، فما زال العنصر البشرى مطلوبًا فى مهام «العصفرة».
التحول اللافت أيضًا، هو مشاركة أساتذة الجامعات علنيًا فى تجنيد العصافير بعد أن كان الأمر مقصورًا على الحرس الجامعى، إلا أن التجنيد العلنى للعصافير، واعتراف الدولة به يعرضان حياة الطلاب للخطر، وقد يصل بهم إلى حد الاغتيال، وفقًا لما يقوله الخبير الأمنى الدكتور اللواء عبدالعزيز النحاس.
«النحاس» أكد أيضًا أن عناصر الأمن الإدارى التى تحكم الجامعات حاليًا، وشركة «فالكون» المكلفة بحراسة الجامعات، ليست لديها أى خبرة فى التعامل مع المعلومات السرية، أو كيفية الحصول عليها، وهو ما دفعها إلى اللجوء لتجنيد الطلاب علنيًا، والتعاون مع أساتذة الجامعات.

الإنترنت له عصافيره أيضًا

اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، أعلن فى وقت سابق أن الوزارة بدأت فى مراقبة الإنترنت للكشف عن عمليات الإخوان والتفجيرات قبل وقوعها، معتبرًا أن الأمر لا علاقة له بتقييد الحريات، وذلك بعدما كشف تقرير نشره موقع «Buzz Feed» الأمريكى أن وزارة الداخلية المصرية بدأت عملية مراقبة غير مسبوقة لشبكة الإنترنت بعد التعاقد مع شركة «Blue Coat» الأمريكية ،المتخصصة فى حلول الأمان الرقمى، لتركيب أنظمة تسهل عمليات الرقابة والتعقب لأنشطة المستخدمين المصريين على شبكة الإنترنت.

العصفور التكنولوجى

مع دقة رصد برامج الإنترنت لأى حركة أو كلمة، أو شاردة أو واردة، فإن هناك ما يسمى بمرشد الأمن التكنولوجى، أو «العصفورة التكنولوجية» التى تهدف مهمته إلى جمع المعلومات عن الأفكار السائدة، ما يسهل على الأمن معرفة الطريقة التى تفكر بها التنظيمات وتعمل بها فى الشارع، أو قد يكلف المرشد التكنولوجى بمتابعة أفراد محددين، وتسجيل نشاطهم على الإنترنت فى المنتديات والمواقع، خاصة المعروف عنهم احترافهم النشاط التجنيدى، أو قد تقتصر مهمة المرشد التكنولوجى على بث أفكار مضادة على مواقع المعارضة، أو إنشاء مواقع مضادة.

كيف تصطاد العصفور؟

يمكنك التعرف على «العصفورة» بمنتهى السهولة، فعلى الإنترنت تستطيع تحديد شخصية المرشد التكنولوجى بقدر صعوبتها، وذلك إذا أظهر الآتى:

- إذا حاول أحد الأشخاص جذبك نحو حديث سياسى عن وضع البلد والمعارضة والنظام وانتماءاتك السياسية.

- إذا حاول معرفة تفاصيل عن أمورك الشخصية، وكان ملهوفًا ولحوحًا، وفى المقابل يتهرب من ذكر تفاصيل كاملة عن نفسه.

وللتجسس على الإنترنت أكثر من طريقة، أشهرها ما يجرى من خلال الـ«IP» الخاص بكل جهاز، والذى يتضمن بيانات ومعلومات عنه، وبرامج تقوم بعمل مسح للمعلومات المتبادلة على الشبكة، ويتم البحث من خلالها على كلمات معينة، مثل إضراب، إخوان، معارضة، إسقاط النظام، وغيرها من الكلمات التى ترى الأجهزة الأمنية أنها تهدد الأمن، أى كلمة من التى تم تحديدها يتم تخزينها، وبداية التقصى التقنى عن مصدرها، ومن خلال متابعة المنتديات المشهورة بمعارضتها، وتحديد الأعضاء الأكثر نشاطًا، وحفظ الموضوعات المشاركين بها.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة