حسن عبد الغفار يكتب: على باب الديوان خيار وفاقوس

الخميس، 16 أكتوبر 2014 04:39 م
حسن عبد الغفار يكتب:  على باب الديوان خيار وفاقوس محافظة المنيا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


بعد أصبحت أبواب المسئولين، بمحافظة المنيا، موصدة بالأقفال فى وجه المواطنين، وبعد أن استعاض بعضهم بالأبواب الحديدية لمنع دخول أصحاب المظالم إليهم وبعد البوابة الإلكترونية على أبواب الديوان العام، والتى لا تصطاد سوى المواطن الفقير، الذى يخضع للتفتيش لأنه جاء إلى الديوان ليجد حلا لمظلمته فقد أصبحت كل أبواب مسئولى المحافظة موصدة فى وجه المواطنين.. مدير الإدارة التعليمية بالمنيا مكتبه له بابان أحدهما موصد بالأقفال لا يدخل منه إلا المقربون والآخر للعامة بالدور إذا سمح وقت سعادته، أما باب الصحة فدائما مغلق ولافتة كبيرة مكتوب عليها المقابلة بعد الواحدة وأصحاب المظالم من المرضى لهم رب اسمه الكريم، واقرأ على الصحة فى المنيا الفاتحة المرضى بالجملة والمستشفيات والوحدات الصحية تعجز عن تلبية احتياجاتهم حتى فى أبسط الحقوق وهى الدواء المجانى أو حتى الشاش والقطن، الذى يضطر المريض إلى شرائه من الصيدليات، وذلك لنفاد الطلبيات بالوحدات الصحية، والتى لا تكفى أكثر من 10 أيام.

أما باب الزراعة لمن أسعده الله باللقاء ليكون فى حضرة المسئول يشكى مظلمته، أما الكارثة الكبرى وهى باب الديوان العام بمحافظة المنيا، وتحت مسمى التأمين يوجد أكثر من 10 من أفراد الأمن يسألونك أين تذهب ولمن وإن لم تكن تروق لهم فلك الله وإذا نجوت من الأسئلة فادخل إلى بوابة التفتيش، التى تستطيع من تلقاء نفسها التفريق بين الكارفتات الزرقاء وجلابيب الفلاحين فهى فقط تصطاد الفقراء، الذين يصطفون بالطابور على أبواب الديوان حتى يشكوا مظالمهم فيخضعوا للتفتيش، الذى يكاد أن يكون ذاتيا ليس هذا ما يدفع المواطن أن يقول وهو يقف أمام البوابة الإلكترونية للديوان هو لسه فيه خيار وفاقوس بعد ثورتين.

وإذا أنعم الله عليك وتمكنت من مخاطبة البوابة وأشفقت عليك ورق قلبها وصعدت دراجات السلم بالديوان فإذا بك تصطدم بالشىء، الآخر وهو الانتظار فقد تنتظر لعدة ساعات حتى يسمح لك بلقاء المحافظ، وممكن تمل وتفضل الرحيل وممكن أن تثير المشكلات لأنك ترى خيارا وفاقوسا فى الدخول، وأنت كل ما تسمعه انتظر حتى يأذن الله لك، وكأنك تنتظر نتيجة قرعة الحج أو الثانوية العامة، أما إذا حالفك الحظ ودخلت إلى الرجل الأول بالمحافظة وتجلس لتشكى مظلمتك من مسئول ما ثم ترحل بعد وعد بحل مشكلتك، وفجأة عندما تذهب إلى المسئول، الذى تضررت منه فى اليوم التالى تجد أنه يعاتبك ويقص لك ما دار بينك وبين المسئول، ساعتها تسأل من المسئول؟ ناهيك عن الشخط والنطر من السيد المدير وكمان المديرين اللى دائما ما يقولون مشكلتك وصلت استنى الرد وبكدا وجودك فى الديوان أصبح ملوش لازمة ولما تسأل ليه كل أبواب الديوان مغلقة ساعات الصباح يقول لك دى أبواب المديرين أنت قولى بس عاوز مين.

وعندما تتقدم خطوات قليلا إلى مجالس المدن للقاء أحدهم لعرض شكوى وهموم ناس عجزت عن إيجاد حلول فلا تجد ردودا وإنما كله ربنا يسهل وإن شاء الله خير، وتظل المشكلة قائمة لا أحد يسأل.

على باب الديوان ناس بجانب الأسوار تطلب الرضا والدخول وناس تملأ أعينها الدموع وامرأة ثكلى ورجل عجز عن الحركة يطلب الدخول وآخر يرتدى بذلته أو قميصه لكن معه تأشيرة الدخول تفتح له كل الأبواب من أصغر إلى أكبر مسئول.. بينما من يقبعون خارج الأسوار ارحلوا أو الأمن يأتى ويجبركم على الرحيل فلا تسمع منهم سوى كلمات يناجون بها ربهم.. حسبى الله ونعم الوكيل على اللى ساكت على الخيار والفاقوس.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة