بالصور.."صورتك فى البطاقة مش عجباك؟".. ممكن تشوف البطاقات فى "أوروبا والدول المتقدمة".. أمريكا تستبدلها برخصة القيادة.. وليتوانيا الأحدث عالميا.. وفى بريطانيا تحارب الإرهاب.. والإمارات تقدم أكبر بطاقة

تنزوى فى ركن بعيد من الحافظة لتتوارى عن عيون الناس، فى هذا المكان تستقر البطاقة الشخصية المصرية لتخفى الصورة المدونة عليا لصاحبها والتى تعلن عن أسوأ صورنا لصاحبا على الإطلاق، لا أحد يعلم السر الذى يجعل صور البطاقة المصرية تخرج بهذا الشكل، خصوصا أنها تأتى - فى الغالب - بعد وصلة من اللف والدوران بين المكاتب الحكومية للحصول عليها، ولكن السؤال هنا هل نحن ننفرد بهذا الشكل للبطاقة الشخصية، وهل يعانى باقى سكان هذا الكوكب نفس المعاناة لاستخراج معلومة من خلال البطاقة الشخصية، وإلى أى مدى يمكن استخدام البطاقة الشخصية لإنجاز باقى مصالحهم فى بلادهم؟

لكل دولة تجربتها المنفصلة فى تحديد هوية مواطنيها، وما هو شكل البطاقة التى سترتسم عليها هوية وشخصية المواطنين، وما هى الخدمات التى ستقدمها لهم، فى أوروبا والدول المتقدمة كما نقول دائما تتراص مجموعة من التجارب، وحتى فى الدول الأقل تقدما وفى الدول المجاورة لنا يتغير شكل البطاقة وما يمكنها أن تقدمه بطرق مختلفة، وفى بعض الدول لا يوجد من الأصل ما يعرف ببطاقة شخصية.

الولايات المتحدة الأمريكية هى واحدة من هذه الدول التى لا يوجد بها ما يعرف باسم بطاقة تحقيق الشخصية، بمعنى أنه لا توجد وكالة فيدرالية فى جميع أنحاء البلاد لها اختصاص إصدار بطاقات شخصية لجموع المواطنين الأمريكيين، وهذا يرجع إلى معارضة واسعة بين السياسيين الليبراليين والمحافظين الذين اعتبروا بطاقة تحقيق الشخصية علامة على المجتمع الشمولى ولذلك يعتمد المواطنون الأمريكيون فى الغالب على جواز السفر أو رخصة القيادة لتحقيق شخصياتهم.

وتظهر على هذه الوثائق الصور الشخصية وقد تم التقاطها بعناية فائقة وبأجهزة حديثة ليظهر المواطنون فى أفضل شكل.



رخصة القيادة فى الولايات المتحدة الأمريكية يتم استخدامها كبديل للبطاقة


الصور داخل رخصة القيادة تبدو رائعة

فى فرنسا تعتبر بطاقة تحديد الشخصية هى وثيقة رسمية ولكنها غير إلزامية وهى تستخدم إضافة إلى تحقيق الشخصية كجواز سفر فى عدد كبير من دول العالم، ويضاف إلى ذلك نطاق واسع من الاستخدامات الأخرى عند فتح حساب مصرفى مثلا وعند تحرير الشيكات.

البطاقة الفرنسية تعتمد على الألوان الأخضر والأزرق ودرجات من الرمادى فى الصورة الشخصية التى تبدو واضحة تماما وخالية من أى رتوش على الرغم من أنها تظهر بدون أى ألوان سوى درجات الرمادى.


بطاقة تحقيق الشخصية الفرنسية

فى اليابان لا يتم إجبار أى مواطن على حمل بطاقة شخصية، ويعود الأمر إلى اختياره الكامل، فى حالة رغبته يمكنه الحصول على واحدة، أو يمكن لأى بطاقة أخرى مثل رخصة القيادة أو حتى بطاقة الاشتراك فى محطة الراديو، أو بطاقة التأمين الاجتماعى أن تحل محل البطاقة الشخصية.
البطاقة اليابانية تتميز بالألوان الواضحة وخصوصا فى الصورة التى تجعل المواطنين يظهرون فى أفضل شكل.


بطاقة تحقيق الشخصية اليابانية

على عكس المتوقع فإن الدولة التى تمتلك بطاقة شخصية فى العالم ليست واحدة من مصاف الدول العظمى، وهى ببساطة دولة "ليتوانيا"، والتى يمكن من خلال البطاقة الشخصية بها السفر عبر دول الاتحاد الأوروبى، واستخدامها كبطاقة تأمين صحى، وكدليل على الهوية عند الدخول إلى الحسابات المصرفية من خلال الكمبيوتر، ويمكن إضافة اشتراك المواصلات العامة عليها، وللتوقيع الرقمى، والتصويت فى الانتخابات من خلال الإنترنت، وللوصول إلى جميع قواعد البيانات الحكومية الخاصة بك مثل الضرائب والسجلات الطبية وغيرهم.


أحدث بطاقة شخصية فى العالم


البطاقة الشخصية فى استونيا

البطاقة الشخصية فى ألمانيا تعتبر إجبارية لجميع المواطنين بداية من عمر الـ16، وتحتوى على رقاقة تحمل البيانات البيومترية والتى تحمل صورة للوجه عبر كاميرا رقمية، ومسح رقمى لبصمات الأصابع العشر.

البطاقة الألمانية الجديدة تم إطلاقها عام 2010 بلون أخضر خفيف ممزوج باللون الأزرق، وهى على بساطتها تبدوا أنيقة فى مظهرها وفى صورة الأشخاص التى تظهر بداخلها، ولكن تتكلف الواحدة منها حوالى 28 يورو، ويمكنها تأدية العديد من الخدمات، حيث يتم فيها تخزين البيانات وتحديد الهوية عن طريق أصابع اليد، والمساعدة فى التسوق عبر الانترنت أو الخدمات المصرفية عبر الإنترنت، ويتم تجديدها كل 10 سنوات.


البطاقة الشخصية الحديثة فى ألمانيا


البطاقة الشخصية بألوان راقية فى ألمانيا


فى دولة "شيلى" تعتبر البطاقة الشخصية مقدسة فى كل نواحى الحياة، فأثناء القيادة يجب أن يحمل السائقون البطاقة الشخصية إلى جانب رخصة القيادة، ويتم استخدامها بالتبعية فى جميع مناحى الحياة العامة والخاصة، وبمثل هذا الاهتمام بها يأتى الاهتمام بتصميمها الراقى والمرسوم بعناية فائقة وبألوان زاهية، وعلى الرغم من أن الصورة الشخصية بها تأتى بدون ألوان إلى أنها تظهر الوجه بدون أى تشويش وبشكل رائع.


البطاقة الشخصية فى شيلي

منذ الحرب العالمية الثانية وحتى 2008 لم يكن على المواطنين فى بريطانيا حمل بطاقات شخصية، قبل أن تعلن الحكومة البريطانية عن مشروع لبداية إجبار المواطنين على حمل بطاقات شخصية، وهو المشروع الذى قابلته الأوساط البريطانية باعتراضات واسعة على اعتبار أنه سيعتبر تعدى على الكثير من المعلومات الشخصية للمواطنين من قبل الحكومة، بينما أكدت الحكومة أنه ضرورى للتصدى للعمليات الإرهابية والهجرة غير الشرعية.

البطاقة التى أطلقتها بريطانيا تبلغ تكلفتها على الشخص الواحد حوالى 40 جنيها إسترلينيا بينما بلغت تكلفة البطاقات الشخصية الذكية على الدولة حوالى 3 مليارات جنيه إسترلينى.

مصممو البطاقة البريطانية على الرغم من اهتمامهم بالرسومات والألوان فى البطاقة، إلا أن الصورة الشخصية بها لم تحصل على نفس الاهتمام وتأتى صغيرة فى نهاية البطاقة التى من المفترض أن الأولوية فيها تأتى إلى حفظ البيانات والحفاظ على الأمن فى المملكة المتحدة.


لقطة أثناء إطلاق البطاقة البريطانية للمرة الأولى فى 2008


نموذج للبطاقة البريطانية

فى محيطنا العربى أيضا هناك بعض الدول التى اتجهت على استخدام بطاقات تعريف الهوية الذكية، ومنهم دولة الإمارات الشقيقة، والتى قامت من خلال هيئة الإمارات للهوية بإصدار بطاقات هوية ذكية من شأنها تسهيل وإنجاز المعاملات اليومية العادية والإلكترونية.

وتكون البطاقة فى دولة الإمارات مزودة بشريحة ذكية بينما تقوم الحكومة بتوزيع قارئ ذكى يمكنه قراءة هذه الشريحة والبيانات المسجلة عليها والتى يتم تحديثها باستمرار، كما توفر هيئة الإمارات للهوية برامج تقنية متكاملة تتوافق مع مختلف أنواع أجهزة قراءة بطاقة الهوية الذكية، تتيح لمؤسسات القطاعين العام والخاص فى الدولة تحميل برنامج القارئ الإلكتروني، لتمكينها من التعامل مع بطاقة الهوية بكل سهولة عبر قراءة محتويات الشريحة الإلكترونية خلال ثوان.

اهتمام الإمارات بشكل وتنميق بطاقة تحقيق الشخصية تعدى فكرة اختيار الصورة بشكل جيد والألوان المناسبة إلى الاهتمام بدخول موسوعة جينيس عبر بطاقة الهوية، حيث قاموا بتصميم أكبر بطاقة هوية فى العالم للشيخ "خليفة بن زايد آل نهيان"، رئيس الدولة.


الإمارات تصمم أكبر بطاقة شخصية فى العالم


بطاقة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان