محمد تاج محمد أحمد يكتب: التخمة ليست من الأكل أحيانا

من المعروف أن العرب عموما من أكثر الشعوب فى العالم تفننا فى الطهى والتذوق عبر كافة العصور، ولا يخفى على أحد البهارات العربية التى لا تضارعها أى من أنواع البهارات على مستوى العالم مهما بلغت من الشهرة سيظل العرب متربعون على ذلك العرش.

مضى عيد الأضحى منذ أيام وما يلحقه من طقوس كثيرة يحتل الطهى فيها المقام الأول بشتى أنواع الأكلات والحلويات التى لا تستطيع المعدة هضمها دفعة واحدة، وبذلك يحدث للشخص الذى يأكل كثيرا نوعا من "التخمة"
وهو ما حدث أيضا على نطاق عربى فى طهى (الأفلام) فتلك لم أكن أتوقع أن هناك من يطهوها، ولما استقرت تلك الفكرة فى أذهاننا لم نتوقع أن هناك (عك) فى ذلك الطبخ وعدم مراعاة أية معايير.

دوما يأتى العيد كموسم سينمائى بأمواج من الأفلام التى تختلف فى أشكال الأبطال ولكنها تشترك فى السطحية والإباحية والمضمون الضعيف ذى الحبكة الركيكة، وهو ما كان فى ذلك العيد أيضا بما يقرب من ثمانية أفلام احتل أحدها الصدارة وانتقل الباقون إلى الهاوية واحدا تلو الآخر، بالإضافة إلى بعض التقليعات الجديدة مثل انتقال بعض المنتجين لمجال الإخراج وهو ما لا يخفى على أحد أنه بعيد مهنيا وأكاديميا عن ذلك المجال بشكل واضح وصريح ولا يستطيع أن يخرج منتج يشيد به الجمهور قبل النقاد والمحللين السينمائيين.

أرى أن السينما والمسرح وغيرها من الفنون (كالوجبة) مع اختلاف التشبيه ولكن القيمة الغذائية للعقل واحدة تقريبا، فلا يتصور أحد أن يأكل وجبة سريعة تفتقر إلى أى من عناصر الاستفادة الجسمانية ويصح الجسد والعقل بعد ذلك فنجد أنفسنا ضحايا لحوادث السرقات والتحرش فى العيد والتى باتت ظاهرة ملازمة لتلك المناسبة القيمة فى حياتنا المصرية بالكامل.

اختلف مع من يظلمون المعدة أنها لا تستطيع الهضم وتسرع بعمل تخمة لصاحبه ولكن... التخمة ليست من الأكل أحيانا.