د.عادل الليثى يكتب: تجديد الخطاب الدينى وإعادة هيكلة العقل المصرى

الأربعاء، 01 أكتوبر 2014 02:05 م
د.عادل الليثى يكتب: تجديد الخطاب الدينى وإعادة هيكلة العقل المصرى إمام - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعلى درجات الانتماء والهوية هى الانتماء للإنسانية، أن تكون إنسانًا أولاً.. يليها الانتماء للوطن أن تكون مصريًا ثانيًا.. يليها انتماءات متعددة منها الانتماء للدين يحدد ترتيبها كل شخص هو وتفكيره وثقافته.


هذا الكلام مرتبط مباشرة بظاهرة الإرهاب وكذلك بعدم قدرة الجاليات الإسلامية على الاندماج فى المجتمعات الأوروبية.. لأن بعضهم لا يشعر بانتمائه أصلاً للإنسانية ولا للوطن وأعلى درجات الانتماء لديه هو الانتماء الدينى.


لو فقد الإنسان إنسانيته فعليه العوض انتظر منه أى زبالة حتى ولو كان بيصلى ليل نهار.


أنا ضد مسمى "الدعوة" خاصة لما تروح الجامع والخطيب يحاول أن يقنعك أن القرآن صحيح.. يا عمنا نحن أتينا لنصلى.. يعنى أننا قد عدينا هذه المرحلة.. وأنا مع مسمى "الوعظ" ففيه اعتراف مسبقًا أنك فعلاً مسلم.. وأنه يحاول أن يوضح لك بعض الأمور.


وأنا كذلك أرى أن الخطاب الدينى لدينا فى معظمه تعبوى ويعيش ويعيشنا فى الزمن الماضى صراع المسلمين والكفار وعبادة الأصنام طول الوقت.. بكل تفاصيله وأحداثه وتحدياته.. لدرجة أن بعض الناس ما زالت تحارب الأصنام حتى الآن.. لدرجة أن بعض الناس تخلق لنفسها كفارًا وأصنامًا لتحاربها.. حتى من المسلمين أنفسهم.. مترافقًا ذلك مع سلوك أقل من الحيوانى.


والمشكلة أن الخطاب الدينى المتشدد الرجعى عليه إقبال فطعمه لذيذ ويخيش فى الدماغ، أما الخطاب الدينى الوسطى العصرى دمه تقيل وبارد وممل ومشكوك فى صاحبه.. ويجلب لصاحبه مشاكل تشكيك فى تدينه وربما ازدراء أو أكثر من ذلك ولذلك يتحسب الوعاظ فى الاقتراب منه.


مثل الأكل المدهنن بالشطة والتوابل لذيذ لكن غير صحي، والأكل الدايت الصحى يتبلع بالعافية وليس هناك إقبال عليه، ويأتون لك الوعاظ بقصص وأحداث من الماضى لأفكار أصبحت بديهيات الآن إذا فلابد من تبريد الخطاب الدينى.. وخد راحتك وتوسع فى القيم والمبادئ الحب التسامح العدل إلخ إلخ..


فى رأيى أننا فى عصر أهم ما نأخذه من الدين المبادئ والقيم العليا حتى لا نضيع فى الزمان ولا نفقد إنسانيتنا.


إذا نحن فى حاجة إلى تجديد الخطاب الدينى ليكون خطابًا عصريًا رشيدًا يركز على المفيد على القيم الإسلامية الإنسانية الحقة وهذا يستلزم إعادة تأهيل الدعاة ليعرفوا طبيعة وخصائص العصر ونوع التحديات المفروضة علينا.. فكفار زمان ماتوا وشبعوا موت.


وفى الوقت نفسه فى حاجة إلى ثورة ثقافية علمية شاملة تبدأ من الطفل منذ نعومة أظافره.. ثورة فى التعليم والثقافة والفن.. نعيد بها قراءة الماضى على أسس جديدة.. ونفهم بها الحاضر ومتطلباته لنستطيع أن ننافس الآخرين بنفس السلاح.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة