قد لا تستطيع الربط بين ما حدث للجيش العراقى مثلا، وما حدث للجيش السورى لبعد الفترة الزمنية نوعا ما.. ولكن هذه المرة كانت الضربات متلاحقة وموجعة للجسد العربى.
انتهى الجيش السورى كما تابعنا بانشقاق بسيط بين صفوفه أدى إلى حرب طاحنة قضت على الأخضر واليابس، وعلى جيش كان فى يوم من الأيام من الجيوش العربية التى شاركت فى أكتوبر 73.
كان اعتصام رابعة العدوية هو مركز الأحداث. ....
جماعة الإخوان تتحرك بعصبية شديدة بعد نزع السلطة منها، والذى جاء فجأة ودون أى ترتيب مسبق منهم ولا استعداد لمواجهة ضياع الحلم الذى لازمهم لأكثر من 80 عاما.
بدأ الإخوان يديرون المعركة من على المنصة.
فى البداية كانت لهجة الخطاب عادية.. وكنت أرى فى مجموعة من المعتصمين السلميين المحبطين بعد أن بذلوا مجهودا كبيرا للفوز بالانتخابات.. ثم ذهب مجهودهم سدى.
وكنت من المؤيدين لإعطائهم الحقوق السياسية الكاملة، بشرط عدم عودة الإخوان إلى إدارة شئون البلاد بعد أن فشلوا فى كل ما أوكل إليهم باستثناء ما يتعلق بالتقسيم الحاد لصفوف المصريين.
بعد فترة بدأت لهجة الخطاب على المنصة تتغير شيئا فشيئا
وبدأت أفقدت تعاطفى معهم تدريجيا.
كانت البداية هى التأكيد على أن ما يحدث هى حرب على الإسلام.. وأن من نزلوا فى 30 -6 هم مجموعة من النصارى.. وأن السيسى يتلقى أوامره بشكل مباشر من البابا تواضروس..
كان الإخوان مصممين على تصوير المعركة على أنها حرب ضد الإسلام الذى لا أعلم حقيقة ما إذا قدم محمد مرسى لنصرته فى العام الذى قضاه فى الحكم.
..
أثار هذا الأسلوب استيائى لكننى كنت غاية فى السذاجة فالأسوا لم يأت بعد. ...
عندما فشلت الخطة "أ" فى إحداث التأثير المطلوب
تم الانتقال تدريجيا إلى الخطة "ب" و"ج"
سيناريو انشقاق الجيش.... والتدخل الأجنبى على التوازى .
بدأت إشاعات انشقاق قائد الجيش الثانى وانضمامه إلى مايسمى بمؤيدى الشرعية تنطلق من على المنصة.. وما صحبه من التهليل والتكبير فرحا..
وكان المبرر الجاهز أن الجيش لاعلاقة له بقياداته وهى جملة من باب الهذيان فى الوجدان الجمعى. ...
فكيف يكون الجيش نظاميا إن حدث وانفصل عن قياداته. ....
وبعدها مباشرة بدأت المطالبات وبكل وقاحة من على المنصة للتدخل الأجنبى لإعادة السلطة إلى الدكتور محمد مرسى.. التى وصلت إلى أن يقوم المدعو صلاح سلطان بالدعاء باللغة الإنجليزية... والذى لا أفهم حقيقة وإلى الآن الغرض منه.... لأنه وكما نعلم جميعا أن اللغة العربية هى لغة القرآن..... ولكنها النوايا الخبيثة...
يا الله.. من هو محمد مرسى حتى تدخل الجيوش لإعادته للحكم
محمد مرسى الذى لم يستطع طوال عام كامل أن يتحدث لمدة 30 ثانية متواصلة بشكل متزن.. ظننت للحظة من تمسككم بعودته أنه مهاتيير محمد أو غاندى.
تعلم قيادات الإخوان جيدا أنه لا قيمة له على الأرض (ولا حتى السقف الحقيقة) ياستثناء أنه مسمار جحا للإخوان فى الحكم.... وربما يكون محمد مرسى شخصيا يعلم ذلك ولو أنه وضع أعتقد أنه يفوق كثيرا قدرته على الإدراك. ..
انشقاق الجيش.... أو تعلم ماذا تعنى هذه الكلمة
تعنى الحرب التى ستأتى على الأخضر واليابس... ولن يتبقى بعدها من مصر ما يصلح لحكم طفل فى الثالثة من العمر
كيف تطلب منى أن أقف بجوار من هلل وكبر. ..بمجرد وصول خبر تحرك الأسطول الأمريكى ناحية السواحل المصرية... أو تردد إشاعة تفيد بانشقاق بين صفوف الجيش المصرى. ...!!!!!!
لقد كان هذا الشخص لآخر لحظة مخير وله مطلق الحرية.. بين الوقوف فى اعتصام ينادى بالتدخل الأجنبى ويلعب على انشقاق الجيش. أو الذهاب إلى طاولة المفاوضات لتحقيق أكبر مكسب فى لعبة السياسة، خصوصا وأننا قد ناشدناه على مدار شهر كامل أن إرحل. .فدمك حرام.
ولكن المجند الذى قتل غدرا.. هل كان مخيرا فى وقفته تلك على الحدود.. هل كان يستطيع أن يترك موقعه ويغادر إلى منزله وأهله وربما زوجته.
لقد كان مجبرا على تلك الوقفة فى بقعة هى الأخطر على الإطلاق فى الأراضى المصرية، ومع ذلك لم يتركها ويفر هاربا..... رغم أنه يعتبر تقريبا الفئه الأكثر انسحاقا فى المجتمع المصرى.... فلا حقوق له تقريبا وعليه كل الواجبات.
محمد مرسى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة