طالب الدكتور هانى سرى الدين السياسى البارز وأستاذ القانون التجارى بجامعة القاهرة الحكومة المصرية باتخاذ عدة خطوات دبلوماسية تصعيدية للرد على بيان الحكومة القطرية الأخير، ببيان مماثل شديد اللهجة، ومراقبة تمويل الحكومة القطرية للجماعات الإرهابية فى مصر، وكذا اللجوء إلى مجلس التعاون الخليجى كقناة شرعية للضغط على النظام القطرى.
وقال سرى الدين فى تصريحات صحفية له اليوم "إن ما تقوم به قطر من تدخل فى الشأن الداخلى المصرى ما هو إلا تنفيذ لأجندات أجنبية وليس من صنع الحكومة القطرية، خاصة وأنها دولة لا تعنيها الديمقراطية أو حقوق الإنسان كما تدعى"، موضحًا أن الموقف الرسمى للحكومة المصرية جاء شديد اللهجة بعد استدعاء السفير القطرى بالخارجية المصرية.
وأكد سرى الدين أن رد الحكومة المصرية على التدخلات القطرية فى الشأن المصرى جاء متأخرًا، وأرجع السبب فى ذلك إلى ارتباك الأولويات لدى الحكومة إبان ثورة 30 يونيو، ومحاولتها ضبط النفس تحسبًا لتفاقم العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مشيرًا إلى أنه فى حالة استمرار الجانب القطرى فى هذه الممارسات الهزلية تجاه الشأن الداخلى المصرى، قد تتخذ الحكومة قرار بتجميد العلاقات بين البلدين.
كما أشار هانى سرى الدين أن ترشح الفريق السيسى للانتخابات الرئاسية يجب أن يصل إلى درجة الالتزام وفيه قدر كبير من حماية الأمن القومى المصرى، موضحًا أن هناك عدة خطوات تحتاجها مصر لاستكمال خارطة الطريق، مشيرًا إلى أن الفريق السيسى يحظى بقبول شعبى وأثبت بالاختبار الجدى أنه الأجدر على قيادة البلاد خلال تلك المرحلة الحرجة، فى ظل عدم طرح التيارات المدنية والأحزاب السياسية إلى بدائل تستطيع أن تقود هذه الفترة، وترشح الفريق السيسى للانتخابات الرئاسية فى هذا التوقيت قرار فى غاية الأهمية لمصلحة الوطن.
وفيما يخص العلاقات المصرية الأمريكية، قال سرى الدين "إن سياسة الولايات المتحدة بالمنطقة العربية لم ولن تتغير فى القريب العاجل، خاصة وأن موقف البيت الأبيض واضح منذ عام 2005 وهو إعادة رسم المنطقة والتقرب إلى التيارات الدينية، من أجل تحقيق أمن إسرائيل وتحويل المنطقة لساحة للصراعات السنية الشيعية، وإضعاف المؤسسات العسكرية فى دول المنطقة"، مشيرًا إلى أن الشعب المصرى نجح بثورة 30 يونيو بقلب الموازين وتغيير حسابات البيت الأبيض.
وأوضح سرى الدين أنه على الحكومة المصرية أن تركز أولوياتها لتنفيذ خارطة طريق المستقبل، وإنهاء الدستور والانتخابات الرئاسية والبرلمانية، والاهتمام بترتيب البيت من الداخل، وإعادة دولة المؤسسات بشكل سريع، لتحقيق الاستقرار السياسى والاقتصادى والأمنى، خاصة أن مصر مكون أساسى من العلاقات الدولية واستقرار العالم.
وحول ملف سد النهضة والأزمة مع إثيوبيا، أشار هانى سرى الدين "إنه الملف الأخطر بالنسبة للأمن القومى المصرى، لتأثيره على الزراعة والمشروعات التنموية وغيرها من الأمور الاستراتيجية".
وتساءل سرى الدين "لماذا لم تصعد مصر هذا الملف إلى محكمة العدل الدولية؟، وأين دور الدبلوماسية المصرية لتشرك مفوضية حقوق الإنسان والأمم المتحدة فى هذا الملف، وأنه فى حال استكمال بناء السد دون توافق دول حوض النيل للمحافظة على حقوق مصر التاريخية، فهو يعد عملا عدائيا يجب أن تتخذ ضده الحكومة المصرية كل الإجراءات للمحافظة على سيادة الدولة، حتى إذا استدعى الأمر إلى حد التدخل العسكرى.
للمزيد من أخبار السياسة..
"مصر بلدى": نستعد لتحقيق أكبر نسبة مشاركة فى الاستفتاء
"تمرد": الحديث عن الانتخابات الرئاسية سابق لأوانه.. ونستعد للاستفتاء
"برهامى" لـ"مشارى راشد": اجهر بما تراه حق حتى يصل لعموم الناس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة