رحب أسامة الشامى، نائب الأمين العام للعتبة الحسينية فى محافظة كربلاء (جنوب غربى العراق)، بوصول عدد من العائلات النازحة، بسبب الاشتباكات المسلحة فى محافظة الأنبار، "غربى العراق"، إلى مدينة كربلاء واستضافتهم فى مدينة الزائرين التابعة للعتبة، قائلا "أبوابنا جميعها مفتوحة لهم".
جاء ذلك فى تصريح خاص، أدلى به الشامى لوكالة الأناضول، أمس الأربعاء، أفاد فيه بأن "العشرات من العوائل النازحة، وصلت إلى كربلاء، وغالبيتهم من النساء والأطفال، وتم إيواؤهم فى مدينة الزائرين للعتبة الحسينية، التابعة لديوان الوقف الشيعى العراقى".
وبحسب مراقبين، فإن هذه المبادرة لها قدر كبير من الأهمية، لخروجها عن قامة شيعية وتوجهها إلى نازحى الأنبار السنة، وأضاف الشامى، "متوفر لكل شخص نازح المكان، والغذاء والعلاج فى حالة، لا سمح الله، المرض، كما تم توفير سيارة إسعاف فى حالة الطوارئ، وبإمكانهم التنقل فى المدينة أو الذهاب لزيارة المرقد، أو الذهاب إلى الأقرباء فى حالة وجود الأقرباء، وكذلك هناك مسجد متوفر لهم".
وأضاف الشامى بأن "الشيخ عبد المهدى الكربلائى، الأمين العام للعتبة الحسينية، أطلق هذه المبادرة لاستضافة النازحين من أجل مد يد العون للعوائل التى تركت منازلها من شدة الاشتباكات".
ومضى قائلا: "هذه المبادرة ليست أول مبادرة من العتبة لاستقبال نازحين، حيث تم مسبقًا استضافة الكثير من العوائل المنكوبة من الفيضانات التى شهدتها العراق الأشهر الماضية".
وأشار الشامى، الذى يعتبر من رجال الدين البارزين فى محافظة كربلاء، إلى أن "العوائل الموجودة حاليا، يواجهون ظروفا صعبة فى مدنهم من قتال وغيره، فى ظل موسم بارد".
وتابع: "هذه الخدمة نقدمها لهم ليشعروا بأننا إخوة، تحت ظل وطن واحد"، مضيفا أن "هذه المبادرة دليل على الأخوة الصادقة تجاه جميع العراقيين، باختلاف قومياتهم ومذاهبهم وانتماءاتهم".
وأضاف: "بالنسبة لنا نحن لا نشعر بأية طائفية، وأنا رأيت كثيرا من أبناء السنة يأتون للزيارة، ويصلون فى الصحن الموجود فى المرقد، ووجودهم لا يلفت الانتباه بل بالعكس نراه شيئا طبيعيا".
وقال نائب الأمين العام للعتبة الحسينية فى كربلاء، "نريد أن نقضى على أصحاب الفتنة وأصحاب العقول التى تريد تمزيق نسيج الوطن"، وتضم العتبة المقدسة مرقد الإمام الحسين، حفيد نبى الإسلام محمد، والتى يقصدها زوار من كل الطوائف سواء من السنة أو الشيعة.
وأشار الشامى إلى أن "للعتبة الحسينية قابلية لاستقبال المزيد من العوائل"، وقال "نحن نستطيع أن نفتح مجالا أكثر، ونوفر سكنا أكثر لكثير من العوائل، ونأمل أن تستقر الأوضاع ليرجعوا إلى بيوتهم وأهاليهم".
وردًا على سؤال حول إطلاق بعض المسئولين العراقيين النداء للدول الخارجية من أجل تقديم المساعدات للنازحين من الأنبار، قال الشامى إن "العراقيين لا يحتاجون أن يستعينوا بأحد من الدول لتوفير ما يحتاجونه لكون هذا البلد (العراق) بلدا غنيا وفيه أغنياء".
ووجه الشامى رسالة عبر الأناضول إلى العراقيين حذر فيها من أن يخدعوا "ببعض القنوات الفضائية التى حاولت سابقا، والآن ولاحقا أن تصنع شرخا بين العشائر وتدعو للطائفية وتحطم أبناء الشعب العراقى الواحد".
وقال: "جميع العراقيين هم أصحاب كرم وطيبة وغيره وأخوه، فلا يجب أن ننخدع بهذه القنوات التى تدعو للتفريق"، وتشهد مدينة الفلوجة ومدن أخرى من محافظة الأنبار عمليات عسكرية واسعة النطاق ضد التنظيمات المسلحة، وتوتراً شديداً على خلفية اعتقال القوات الأمنية، النائب عن قائمة متحدون، أحمد العلوانى، ومقتل شقيقه، فى 28 ديسمبر كانون الأول الماضى.
كما أسفر الوضع الأمنى، المتدهور فى محافظة الأنبار، إثر القتال الدائر هناك بين قوات حكومية ومسلحين عشائريين من جهة، وتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام المعروف بـ"داعش" والمرتبط بالقاعدة من جهة أخرى، منذ أواخر شهر ديسمبر الماضى، عن نزوح أعداد كبيرة من العائلات إلى مناطق أخرى مجاورة، بينها إقليم شمال العراق.
وبلغ عدد العائلات النازحة من الفلوجة فقط 9 آلاف عائلة، بحسب مصادر فى مجلس محافظة الأنبار، فيما تشير تقديرات غير رسمية إلى أن عدد العوائل النازحة من عموم مدن محافظة الأنبار، خلال اليومين الماضيين، تضاعف بسبب طلب قوات الجيش بالمكبرات الصوتية ترك الأهالى للمدينة، خوفاً عليهم من الاشتباكات العنيفة الجارية فى عموم المحافظة.
للمزيد من الأخبار العربية...
المرصد السورى لحقوق الإنسان: مدينة حلب شبه خالية من مسلحى "داعش"
السجن 15 عاما لـ 22 بحرينيا بتهمة قتل شرطى
سجن 15 متهما تعاونوا مع القاعدة بالسعودية
الجيش الجزائرى يعلن مقتل ثلاثة مسلحين فى ولاية البويرة
نائب أمين العتبة الحسينية العراقية: أبوابنا مفتوحة لنازحى الأنبار
الخميس، 09 يناير 2014 11:33 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة