المتأمل لوضع الدول العربية وتحديدًا التى كانت تمثل خطرًا على دولة إسرائيل يجعلنا نتذكر قصة من القصص القديمة التى تحاكى ما يحدث فى الوطن العربى "حيث كان هناك ثلاثة ثيران أبيض وأحمر وأسود وكان هناك سد يريد أن يفترسها وكانت دائمًا مجتمعة متحدة ما أعجز الأسد عن غايته منها.
وفى أحد الأيام قال الأسد للثور الأحمر والأسود: ألا تريان أن الثور الأبيض خطر علينا جميعًا لأنه يدل بلونه الأبيض علينا فى الليل فإن تركتمانى آكله استرحنا من هذا الهم وأصبحنا فى أمان من الصائدين فقالا له دونك فافعل به ما تشاء فافترسه.
وفى يوم آخر اختلى الأسد بالثور الأحمر وقال له أنى لونى قريب من لونك والثور الأسود يدل علينا الصائدين فى النهار فلو تركتنى آكله استرحنا من هذا الهم وخلت الأرض لنا أنا وأنت فقال له دونك فكله فقتله وافترسه.
بعد ذلك نظر إلى الثور الأحمر وقال له: من يمنعنى الآن من أكلك فانتبه الثور الأحمر لحيلة الأسد فى تفريقها وكسر وحدتها وعبثه بها ولكن بعد فوات الأوان فصرخ قائلاً: "ألا أنى أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض" .
وبمراجعة ما حدث فى الوطن العربى منذ تسعينيات القرن الماضى نجد أن دولة العراق والتى كانت من أقوى دول الشرق الأوسط وكانت تمثل تهديداً مباشراً لدولة إسرائيل تم القضاء على قوتها العسكرية أمام أعين جيرانها العرب.
أما دولة سوريا والتى كانت الطرف الثانى فى حرب اكتوبر1973 تتآكل قوتها العسكرية الآن ذاتيًا أما الجيش المصرى فهو الآن يعتبر الجيش الوحيد المتماسك برغم الاعتداءات التى يتعرض لها من حين لآخر وبرغم المؤامرات الداخلية والخارجية التى تحاك له، ولكن مما لاشك فيه أن العرب سيندمون عندما فرطوا فى دولة العراق ومن بعدها سوريا لأن أعداءنا ينتظرون الفرصة الملائمة لتحقيق الأهداف الخبيثة التى يخططون لها منذ عشرات السنين.
ماهر عبد العاطى السيد يكتب: العراق والثور الأبيض
الخميس، 09 يناير 2014 08:18 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير زيان
آآآلان