شغل الزحف العمرانى وانتشار المدنية على الواحات البحرية الفنان التلقائى محمود عيد، الحاصل على دبلوم صنايع قسم فنون، ليفكر منذ 18 عاماً وهو فى الـ22 من العمر فى إنشاء متحف خاص بمجهود فردى على جبل بمدخل الواحات البحرية، يحفظ من خلاله عادات وتقاليد الواحة، التى تندثر مع الوقت كأى شئ أصيل بحياتنا، فكان "متحف تراث الواحة".
وقال الفنان محمود عيد، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إنه ليس ضد تطوير الواحة، ولكن بعد استشارة الفنانين التشكيلين وخبراء التراث لكى يتم التطوير بما يتوافق مع طبيعة المكان التراثية.
وأضاف "عيد" بأن حلمه الأساسى تركز على أن يقع المتحف على جبل عالٍ، فبدأ بغرفة واحدة، وعندما وجد إقبالاً كبيراً من الأجانب فقرر العمل على توسيع المساحة لتصل إلى 15 غرفة تحكى تاريخ الواحة التى تضم 12 قرية تتحدث لغات مختلفة. وأكد أن إعداد وتجهيز المتحف استغرق عاماً ونصف، حيث بدأت النواه الأولى فى عام 1995.
وأشار "عيد" إلى أنه حول رمال الصحراء والطين الطفلى وسعف النخيل لمكونات أساسية فى التماثيل والأعمال الفنية التى صنعها. حيث يؤمن بمقولة المهندس المعمارى حسن فتحى "لو كنت فى الصحراء ابنى بالطفلى ولو فى القرية ابنى بالطمى".
وأكد "عيد" على ضرر المبانى الأسمنتية التى قضت على بكارة الواحة بالصحراء عكس الطينية التى تمنع الحشرات والزواحف والتلوث. لذا يشعر بحزن شديد مع تعرض البيوت المبنية بالطوب اللبن للاندثار.
وعن كيفية الإلمام بتاريخ الواحة لتوثيقه فنياً أشار "عيد" إلى أنه جلس مع الكبار والمعمرين من أبناء الواحة الذين اقتربوا من المائة عام أو تجاوزوها، حيث يكثر أمثالهم كونهم نشأوا على الأشياء الطبيعية والجو النقى.
وقد سرد هؤلاء المعمرون "لعيد" عن الواحة قديماً، واستعرض معهم تاريخها، عاداتها، تقاليها وأصولها التى يتمسكون بها. تلك الواحة المكونة من خمس عائلات كبيرة، عائلتين من ليبيا، وواحدة من بلاد الحبشة، حيث كانت الحدود مفتوحة بين مصر والسودان، وأخرى من تركيا بخلاف من جاءوا من أصل فرعونى ورومانى.
وقال "عيد" إنه قدم تماثيل لبعض الشخصيات المشهورة بالواحة من أبرزها الحلاق "أحمد أبو قذافى"، والذى توفى منذ عشر سنوات عن عمر 105 عاماً، يذكره عيد جيداً بأنه كان صاحب "حلاقة إنجليزى" يُقبل عليها شباب الواحة"، قدمه وهو يحلق ويحصل على عيار من القمح أو الأرز مقابل عمله، ذلك الرجل الذى يجيد الإنجليزية، حيث عمل مع المعسكر الإنجليزى كحلاق له خلال الحرب العالمية الثانية.
كما جسد "عيد" أيضاً "الكى بالنار"، والذى كان يقوم به جده محمد على موسى، والذى عمل كطبيب روماتيزم، يقوم بتسيخن المسمار على رواسب المواشى ثم يكوى الألم. وأيضًا تمثال آخر للحجامة، كما قام بتجسيد سهرة "حراسية" وهى عبارة عن جلسة سمر يجتمع فيها أصدقاء يجلسون خلال رحلة بالبرجول البدوى، ويعزفون على آلات موسيقية فى الصحراء، وبتصميم تمثال للسيدة "علية" والتى تقوم بعملة خض اللبن فى جلد الماعز أو الخراف لتصنع منه فى قربه وتخرج منها الجبن والسمن.
وأضاف "عيد" لم أنس الحاجة "عيشة" وهى تعمل بغرفة الخبز فى الفرن الشمسى، ذلك الذى يختلف عن الفرن الشمسى بالصعيد. حيث تصنع العيش ثم تضعة فى الشمس ثم تدخلة الفرن بعد أن يختمر، تلك السيدة التى ترتدى الزى البدوى.
للبئر إيضاً مكان اساسى فى المتحف، حيث أشار "عيد" إلى أن كل شخص بالواحة كان يمتلك بئراً فى منزله على عمق مختلف حسب منزلة. يستخرج الماء فى أناء من الفخار ليضعه فى حوض من خلال "البوشة أو البقلى" وهو إناء من الفخار. بالإضافة لعصارة الزيتون، كما يضم المتحف الجلباب الخاص بالمرأة الواحية، وجلباب العروس والتى تمكس خمس شهور تصنع فيه لترتدية يوم الزفاف.
وأوضح "عيد" أنه بالإضافة للتماثيل فقد قدم لوحات من الرمل والطين لمجموعة من البيوت المتجاورة فى ارتفاعات مختلفة لحارة "السيوية" والدراية وهى بداية الواحة، مشيراً إلى أنه يعد حالياً لكتاب مطبوع عن الواحة.
للمزيد من اخبار الثقافه
صابر عرب: لا يجب تحميل المثقفين مواجهة التطرف بمفردهم
"برلين 36 والدين والسلطة" أبرز مشاركات "الساقى" بمعرض القاهرة
وزير الثقافة يلتقى بوفد من كلية تكنولوجيا الإعلام بجامعة سيناء
عدد الردود 0
بواسطة:
الصور هتنطء
عدد الردود 0
بواسطة:
حنان عمار
بجد عبقرى
ليت الدولة تهتم به ، فنان من الطبيعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ربنا يرحمك ويغفرلك يا محمود
ربنا يرحمك ويغفرلك يا محمود