فى بداية الخمسينيات سعت بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية لتكوين «حلف بغداد» فى منطقة الشرق الأوسط فى مواجهة الاتحاد السوفيتى أو ما أسمته «المد الشيوعى»، الحلف كان فكرة أمريكية وأنشأته بريطانيا ليضم كل من العراق وتركيا وبريطانيا وإيران وباكستان، وكان من المفترض أن يضم مصر ولعب رئيس وزراء العراق وقتها نورى السعيد الذى لقب بـ«شيطان بغداد» دورا محوريا فى إنشاء هذا الحلف، وحاولت الإدارة الأمريكية الضغط على مصر عبدالناصر بورقة تمويل السد العالى للانضمام للحلف ورفضت مصر وقاومت الحلف وساندت ثورة العراق بقيادة عبد الكريم قاسم فى 58 ونجحت مصر بالفعل فى إفشال الحلف الشيطانى.
أمريكا التى لم تتراجع عن مشروعها فى المنطقة وهى فى لحظة الضعف الاستراتيجى الآن تسعى لتشكيل حلف جديد ضد مصر هذه المرة من حلفائها الجدد فى المنطقة، السودان وقطر وتركيا وبالطبع إسرائيل، وانضمت إيران التى تعيش شهر العسل مع واشنطن الآن بعد مفاوضات البرنامج النووى الإيرانى واستعداد طهران الآن بالبراجماتية السياسية المعهودة عنها للذهاب إلى أقصى مدى فى العلاقات الجديدة مع الولايات المتحدة الأمريكية ومن بعدها فى تل أبيب.
ما يدار الآن فى عواصم «محور الشر» الجديد فى المنطقة بقيادة واشنطن يؤكد أن ما حدث فى 30 يونيو ثورة حقيقية وشاملة ضد مخططات الداخل من عصابة الإخوان وأطماع الخارج فى الدوحة وأنقرة وطهران الذين توهمون أن وصول الإخوان إلى الحكم فى مصر يعنى بداية تحقيق الحلم فى الخلافة «وفقا لتصور تركيا» أو سيطرة نموذج الثورة الإيرانية، كما اعتقدت طهران التى أطلقت وصف الثورات الإسلامية على ثورات الربيع العربى فى تونس ومصر وأنها مستلهمة من الثورة الإسلامية فى إيران فى عام 79.
واشنطن التى لم تستفق من صدمة زلزال 30 يونيو مثل الحيوان الجريح الآن الذى يقاوم نهايته ويسعى لقتل من تسبب فى نهاية مشروعه ومخططاته فى القاهرة من خلال أتباعه فى المنطقة، ويبدو أن التاريخ يعيد ذات السيناريو بعد أكثر من 50 عاما وكما انتهى حلف بغداد بمقاومة مصر عبدالناصر، فسوف يسقط محور الشر بالإرادة الشعبية المصرية التى انفجرت فى 30 يونيو.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية نفسها تضحك
كل يبحث عن مصالحه
عدد الردود 0
بواسطة:
على حسن
تعليق على رقم 1
عدد الردود 0
بواسطة:
علاء
الي رقم 1
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل
مصر لن یعود إلی الاستقلال ابدا