أكد عدنان الحسينى، وزير شئون القدس فى السلطة الفلسطينية، فى مقابلة مع الأناضول على أن "قضية القدس يمكن أن تحل بطريقة سهلة جدا وهى مدينة مفتوحة لجميع العالم، بحيث تكون هناك سيادة فلسطينية على الجزء الشرقى من المدينة وهى عاصمة للدولة الفلسطينية وأن تكون سيادة إسرائيلية على الجزء الغربى وعاصمة لدولة إسرائيل"، معتبرا "من السهل حل هذا الموضوع على هذا النحو دون الدخول فى تفاصيل من شأنها أن تدخلنا فى إشكاليات قد تدوم كثيرا".
وجاءت تأكيدات الحسينى هذه فى وقت أكدت فيه مصادر سياسية فلسطينية عليمة للأناضول أن وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى يحاول أن تكون القدس ضمن اتفاق الإطار الذى سيوجه المفاوضات اللاحقة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، من خلال إيجاد صيغة لا تضمن أن تكون القدس الشرقية بشكل كامل عاصمة للدولة الفلسطينية.
وشدد الحسينى على أن "القدس الشرقية (التى تحتلها إسرائيل منذ عام 1967) هى ضمن حدود الدولة الفلسطينية التى تم الاعتراف فيها دوليا وبإمكان الجميع أن يزوروا الأماكن المقدسة فهى ليست ممنوعة على أحد "وقال" نحن موقفنا واضح فالقدس الشرقية عاصمة فلسطين والقدس الشرقية حدودها معروفة ومكوناتها معروفة جدا".
وقال مسئول فلسطينى للأناضول إنه من المنتظر أن يقدم كيرى الأسبوع القادم مقترحات مكتوبة للجانبين الفلسطينى والإسرائيلى حول كل قضايا الحل النهائى، والتى تشمل القدس والحدود واللاجئين والمستوطنات والمياه والأمن.
وقال الحسينى، الذى كان يتحدث للأناضول فى القدس الشرقية: "القدس خط أحمر ولا يمكن لأحد أن يفرط بالقدس، نحن مرابطون فى القدس وسنبقى فيها حتى الرمق الأخير، وسنحافظ عليها ولا يمكن للقدس إلا أن تكون فلسطينية لأن الثقافة والتاريخ والناس والحضور فى المدينة كله فلسطينى، فعندما تسير فى القدس الشرقية فإنك ستجد أن كل شىء فيها هو فلسطينى فلماذا نغير هذا الواقع؟ واعتقد أن الحل الأمثل للقدس هى أنها لا تحتاج إلى تقسيمات وإنما أن تكون مفتوحة للجميع وكل طرف له حدوده وحقوقه وملكيته وتاريخه له وهناك الكثير من الدول فى العالم التى تعيش بهذه الطريقة".
ولفت الحسينى إلى انه على الرغم من الهجمة الإسرائيلية الكبيرة على المدينة فإنه: "لم يفت الأوان بعد، فالبلدة القديمة يسكن فيها الآن 37 ألف فلسطينى مقابل 4 الآلاف مستوطن إسرائيلى، وبالتالى هى مجموعة صغيرة من المستوطنين تدار أمورهم ويمكن أن نجد الوسيلة للتعامل معهم ولكن هذا لا يعنى أن نقلب الصورة كاملة فالقدس ما زالت عربية بأرضها وبمقدساتها وسكانها فلماذا نبحث عن حلول لإرضاء الطرف الأخر (الإسرائيلى) والذى وجوده يبقى رمزيا فوجوده بالقوة هو كقوة احتلال وسيبقى قوة احتلال ونحن نبحث عن إنهاء هذا الاحتلال".
وتأتى المفاوضات المرتقبة حول القدس فى ظل واقع صعب تمر به المدينة وبخاصة العام المنصرم 2013 الذى شهد تصاعدا فى الاستيطان وفى محاولات تكريس واقع جديد فى المسجد الأقصى.
وعلق الحسينى على ذلك بالقول: "عام 2013 لم يكن كالأعوام السابقة فقد تم فيه تصعيد الاستيطان وتصعيد التهويد والمس بالأماكن الدينية والحفريات لم تتوقف، لا يوجد شيء يمكن للاحتلال الإسرائيلى أن يقوم به إلا وقام به وأصبح أكثر صعوبة.. الوضع غير مطمئن فالأمور تتطور بشكل كبير جدا نحو الأسوأ ونواجه ضغوطا إسرائيلية فى غاية الصلف ولن يكون العام الحالى (2014) أسهل من الذى قبله" ومع ذلك فقد أضاف" نأمل أن يكون العام 2014 أفضل ولكن بالنسبة لنا مهما كانت الظروف فإننا سنبقى فى القدس وسنحافظ عليها وسنبنى دولتنا وستكون القدس عاصمتها أن شاء الله".
وأشار إلى أن الهجمة الإسرائيلية على الأماكن المقدسة فى القدس كانت غير مسبوقة، وقال: "هناك هجمة على المواقع المقدسة، الهجمة فى هذا العام الماضى (2013) كانت غير مسبوقة وهناك محاولات لتغيير الوضع القائم فى المسجد الأقصى المبارك ونحن ننظر بخطورة بالغة إلى هذا الأمر ونحذر ان من شأن ذلك أن يؤثر على المنطقة بأكملها".
وأضاف الحسينى: "إسرائيل مستمرة بإجراءاتها التهويدية للثقافة والتعليم والصحة ولكل مناحى الحياة فى القدس وهى تفرض ضرائب غير مسبوقة على السكان من اجل أن يهاجروا وهى تمنع النمو الطبيعى للإنسان الفلسطينى فى القدس، فالمواطن الذى يريد أن يكبر ويتزوج ويكون عائلة ليس بإمكانه أن يفعل ذلك فى القدس لأن قضية منح تراخيص البناء أصبحت صعبة جدا وليس بمقدور الإنسان الفلسطينى أن يقوم بذلك نهائيا بسبب الغلاء الفاحش والرسوم الفاحشة والظروف التى تعيش فيها المدينة".
وتابع وزير شئون القدس: "العام الماضى، كان بمثابة إذن محك للمواطن الفلسطينى فى القدس، وبالرغم من كل هذه الإجراءات فقد كانت وقفة الفلسطينيين فى المدينة قوية، لقد كانت لهم وقفات تصدى لكل الإجراءات الإسرائيلية ولكن، حقيقة، بإمكانيات بسيطة جدا ولو كانت هذه الإمكانيات أفضل لكانت الوقفة أقوى واشمل ولكن بالرغم من كل ذلك نحن دائما نقول أن المقدسيين دائما لهم مواقف جريئة متمسكة بحقوقها بمدينة القدس لأن القدس هى مفتاح السلام فى المنطقة وفى العالم".
من جهة أخرى، انتقد الحسينى غياب الدعم العربى والإسلامى لقضية القدس، وقال: "بلا شك، هناك تقصير عربى وإسلامى نحو القضية الفلسطينية بشكل عام فالمواطن الفلسطينى المقدسى يحتاج إلى الكثير من الدعم لصموده لأنه يواجه معركة ليس فيها أى نوع من التوازن، فالاحتلال يصرف المليارات وبالمقابل فإن هناك أناس يواجهونه بقروش، لا وجه للمقارنة ويجب أن لا تترك الأمور على هذا النحو".
ومضى محذرا: "يجب أن نتمكن من الحفاظ على كل قطعة وعلى كل حجر فإسرائيل تقوم كل يوم بمناورات ليكون لها موطئ قدم فى المسجد وهى تستخدم المستوطنين لهذه الغاية ومؤسسات إسرائيلية لهذه الغاية لأنها تريد موطئ قدم متقدم وبالنسبة لنا فإننا نريد أن نحافظ على وضعنا ولكن بهذا العجز وبهذا التقصير فإن من الممكن أن يكون هناك تراجع".
لمزيد من الأخبار العربية..
توقف مباحثات جنوب السودان مجددا بسبب السجناء السياسيين
نشطاء: "داعش" تقتل 20 من مقاتلى المعارضة السورية
سرايا القدس تتوعد بالرد على استشهاد أحد قادتها فى قصف إسرائيلى بغزة
وزير شئون القدس: حل القضية سهل بمدينة مفتوحة وعاصمتين للدولتين
الأربعاء، 08 يناير 2014 05:10 م
الرئيس الفلسطينى