هدير نبيل تكتب: المواجهة بنفس سلاحهم

الأربعاء، 08 يناير 2014 04:22 ص
هدير نبيل تكتب: المواجهة بنفس سلاحهم صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تخوض مصر الآن حربا ضارية ضد الإرهاب وخفافيش الظلام الذين يحاولون كل يوم أن ينهشوا فى جسدها بأفكار متطرفة يزرعونها فى عقول أطفالنا و شبابنا فتتحول إلى قنابل ورصاصات تغتال الأبرياء من أبناء جلدتهم، فتسيل الدماء وتعلو الصرخات ومعها تعلو تكبيراتهم، ولما لا فهم يظنون أنهم يتقربون إلى الله بتلك الدماء والأشلاء، ولكنهم فى الحقيقة ما هم إلا أداة فى يد قيادتهم يستخدمونها لتحقيق أغراضهم الدنيئة و مصالحهم البعيدة كل البعد عن الدين.


ولكن يأتى هنا السؤال المهم و هو كيف استطاع هؤلاء أن يحولوا إنسانا إلى دراكولا لا يشبعه غير الدماء أو قنبلة تنتظر من يفجرها، كيف زرعوا فيهم أن القتل وسفك الدماء من الممكن أن يكون من طرق التقرب إلى الله!!؟ ففى الإجابة على هذه الأسئلة يكمن السلاح الأمثل لمواجهة هؤلاء، فإذا كان التطرف عدونا فأفضل طريقة لمحاربته هى استخدام نفس سلاحه فلو كانوا يجندون هؤلاء الشباب بالمفاهيم المغلوطة والمتطرفة للدين نأتى نحن بالمفاهيم الصحيحة التى تدعو إلى الوسطية والاعتدال، وإذا كانوا يستغلون الجهل ننشر نحن الوعى والثقافة، أو يستغلون عوز الناس و فقرهم نقضى نحن عليه.


فيجب على الأزهر أن يعقد الندوات والمناظرات فى كل رقعة فى مصر لتوعية الناس بالإسلام الصحيح ولكن ليس بالكلام المعتاد عن التسامح والسلام بل بأن يأتوا بكتبهم ومراجعهم التى يستندون إليها و يدحضوا ما فيها من مغلوطات بالأدلة والحجج القوية و يردوا عليهم من كلامهم الذين يرددوه، وأن يأتوا بكتب التراث الإسلامى التى شابها بعض الخلط و يصححون ما فيها، و من الضرورى أيضا أن تستغل فترة وجود بعض من هؤلاء الشباب فى السجون لنحاورهم ونصصح أفكارهم لكى لا يخرجون أكثر عدوانية.

أرى أيضا أن أسوأ ما ارتكب فى حق هذا الوطن هو أننا تركنا الإخوان ينشئون مدارسهم الخاصة و يروجون فيها لأفكارهم البعيدة عن الوطنية والدين فيأتون بالطفل ويشكلون وعيه على طريقتهم فيتشبع بأفكارهم و يصبح هذا الإرهابى الذى يسفك الدماء كل يوم، فقد قرأت أنهم يوزعون كتبا للتلوين على الأطفال و فيها أبو الهول يحمل إشارة رابعة وجندى جيش فى صورة شيطان، أى أننا نتركه يزرع البذرة ويرعاها فى حديقته المليئة بالسموم ثم نحصد نحن الاشواك فيجب على وزارة التربية والتعليم أن تراقب المناهج والأفكار التى تلقن إلى التلاميذ وأن تخصص رقما لتلقى شكاوى أولياء الأمور إذا رأوا أن المدرسة أو المدرسين يروجون لفكر معين، وأن تدرس مادة الدين بطريقة صحيحة ولا تكون مجرد مادة نجاح وسقوط وأن يهتموا بتنشئة الطلاب على الحوار و النقد والبحث.

هم يستخدمون الدين والتعليم والفكر ليشكلون بها وعى الأطفال والشباب فيجب أن نستخدم نفس السلاح لكى لا نرى أطفال اليوم إرهابيى الغد.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة