مع كامل احترامى وتقديرى لصاحب كل رأى سياسى أو ديني.. أنا لا أوافق أبدًا على دعوة الإخوان لأعضاء الجماعة ومؤيديهم والمتعاطفين معهم من مختلف التيارات والأفراد فى المجتمع المصرى لمقاطعة الاستفتاء على الدستور.
فى رأيى الشخصى أن كل مواطن فى أى دولة له حقوق لا يصح أن يتنازل عنها، وعليه واجبات لا يجوز أن يهملها، خاصة فى وقت المحن، حين تصبح بعض الحقوق مهمة وضرورية، لدرجة أن يكون الاستغناء عنها مضرًا بمصلحة الوطن والمواطنين، وهنا تصبح الحقوق واجبات وعلى صاحبها القيام بها.
وعليه أرى أن حق المواطن فى الإسهام فى إقرار الدستور، الذى تقوم عليه أركان دولة سيادة القانون فى الوطن الذى ينتسب إليه ويعيش على أرضه، وكذلك حقه فى المشاركة فى اختيار ممثليه فى المجالس النيابية سواء المحلية منها أو القومية، هو حق شرعى قبل أن يكون قانوني، وهو فى ذات الوقت يكاد يكون فرض عين، وواجب وطني، لأنه ببساطة وسيلة مشروعة وحضارية لأداء شهادة طلبت منه، ومن يتنازل عن هذا الحق قد يسأل أمام رب العالمين، لأن الله تعالى سن مبدأ الشورى فى الإسلام، بين ولى الأمر والمحكومين حين أمر رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم "وَشَاوِرْهُمْ فِى الأَمْر"، كما وصف به المجتمع المسلم فى مجمله بوصفه "وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ".
كما أن كل مواطن يجب عليه قراءة الدستور أو الاستماع لنصوصه جيدًا والحكم عليه بنفسه فلو رأى أنه يغلب عليه ما يرضى الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويحقق مصالح البلاد والعباد فليوافق عليه، وإذا وجد فيه -لا قدر الله- ما يغضب الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويضيع مصالح البلاد والعباد فليصوت بالرفض.
المهم ألا يهمل واجبًا قد يحمل وزره، لأن كتمان الشهادة من أكبر الكبائر عند الله عز وجل الذى يأمرنا فى كتابه الحكيم: "وَلا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُه"، ويحذرنا سبحانه: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ".
أدعو الله عز وجل أن يلهم المصريين جميعًا حسن الأدب عند الاختلاف، فالاختلاف سنة من سنن الله فى الكون، لقوله سبحانه: "وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ".. فإن كان هناك خلاف فى الرأى حول الطريق الأصلح للوصول لأمن وأمان كنانة الله فى الأرض – التى وعد الله بذاته سبحانه وتعالى بهما فى قوله: "اُدْخُلُوا مِصْر إِنْ شَاءَ اللَّه آمِنِينَ" فليعبر كل منا عن رأيه هذا برقى وتحضر فى بطاقة التصويت يوم الاستفتاء إن شاء الله.
اللهم أهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدى لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرفُ عنا سيئها إلا أنت.
منال مصطفى محمد تكتب: اللهم اهدنا لحسن الأدب عند الاختلاف
الأربعاء، 08 يناير 2014 12:05 ص
الاستفتاء على الدستور
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة