عبده جاد الله يكتب: مصر.. بين العبث والخيال

الأربعاء، 08 يناير 2014 10:05 ص
عبده جاد الله يكتب: مصر.. بين العبث والخيال صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى إحدى ليالى الشتاء الباردة ليست ككل الليالى، بينما يجلس العبث أمام شاشات التلفاز ليتابع نشرات الأخبار، تلقى رسالة نصية من صديق قديم تدعوه لاجتماع عاجل فى مغارة فى جبل المقطم بالقاهرة.

أطفأ العبث مدفأته وتوجه إلى المكان المعلوم وفى الوقت المحدد، ووجد صديقيه "الخيال" و"الاستهبال" فى انتظاره، ودار بينهم الحوار التالى:

العبث: شوفتوا اللى بيحصل فى مصر، شىء فى منتهى العبثية!

الخيال: بصراحة مش قادر أتخيل اللى بيحصل، أنا كأنى باشوف فيلما خياليا الاستهبال: أنا يا جماعة اتهبلت، ومبقتش فاهم فيه إيه

نظر العبث بحسرة لصديقيه وقال: "أنا بقيت أخاف أنام ألاقى عبثية المشهد السياسى فى مصر دخلت عليّا من الشباك، أنا خلاص اتجننت وقربت أبقى "عباسية" شد الخيال نفسا عميقا من غليونه وأطلق زفرة تأوه، أعقبها دائرة كبيرة من دخان أزرق وقال "والله يا جماعة أنا تهت ومبقتش فاهم اللى بيحصل، المصريون دول بقوا حاجة غريبة، كل ما آجى أفهم، أتلخبط، ومبقتش أعرف أتخيل أى سيناريو فى مصر، يبدو أن خيالى ضعف ومحتاج نضارة.”

قاطعه الاستهبال وهو يرتعد من شدة البرد، وبصوت مبحوح، بينما أسنانه تضرب بعضها البعض، يقول: أنا يا جماعة بعتلكو عشان نشوف حل للوضع ده، بصراحة اللى بيحصل ده ما وردش فى أى قاموس، الدنيا بقت "خلبيط بلبيط"، البلد دى عمالة تدور فى حلقة مفرغة بقالها 3 سنين واللى كان فى السجن حكم مصر، واللى كان فى القصر بقى فى السجن، وسكان القصور راحوا الليمان، وبعدين اللى سكنوا القصر رجعوا الليمان، واللى فى السجن بقوا برة، وبقى سيرك وصاحبه غايب، هنعمل إيه والبلد دى واخدانا على فين؟

لم يجد الأصدقاء الثلاثة أى رد، وفجأة ساد المغارة هدوء، أعقبه حالة من الهرج، بعد أن أرعدت السماء، وشوهدت أصوات البرق، فى سماء القاهرة “المحروسة”.فى هذه اللحظة، أحس العبث بدوار وضيق فى صدره، حيث كانت حلقات الدخان التى تخرج من غليون الخيال قد أصابته بالإعياء.
وفجأة، صرخ العبث بأعلى صوت :

"أنا عتريس، أنا عتريس، والملاحة والملاحة، وحبيبتى ملو الطراحة، ياختى عليها وياختى عليها"

نظر الخيال والاستهبال باستغراب من الحالة التى انتابت العبث، وفجأة، قال الخيال:
“إوعى يا جدع، بعد ما لفيت أوروبا وأمريكا، رجعت مصر عشان تحضر مولد أم العواجز، تحطها على جسمها تنور، وعلى بطنها تنور، تحطها على صدرها تنور.

وقف الاستهبال مشدوها أمام هذا المشهد، ثم تذكر أنه كان قد أعطى صديقه الخيال، قطعة حشيش جديدة فى السوق، أهداها له جاره "عبده الكرف " اسمها " نور عينى".

بعد أن اختنق الجميع من الدخان، خرجوا من المغارة لاستنشاق بعض الهواء، ونظر الثلاثة، فإذا أنوار القاهرة الساهرة، تنطفئ شيئا فشيئا، وأيقن الجميع أنه لا حل، ولا تفسير لما يحدث فقرروا الانتحار من أعلى الجبل، بعد أن أدركوا جميعا أن ما يحدث فى مصر فاق تصوراتهم وخيالهم.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة