رصدت صحيفة "جلوبال بوست" الأمريكية تأثير العمليات الإرهابية والعنف من قبل المسلحين فى شمال سيناء على المنتجعات السياحية فى الجنوب وإبعاد السائحين عنها. وقالت إنه بعد هجوم على مدينة الطور فى أكتوبر الماضى، أعلنت شركة خطوط جوية هولندية عن إلغاء رحلاتها إلى شرم الشيخ. وكان القرار ناجما عن مخاوف من احتمال استهداف المسلحين الموجودين فى سيناء لإسقاط طائرة ركاب بسلاح مضاد للطائرات.
وتوضح الصحيفة أن سيناء شهدت منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسى ارتفاعا فى الهجمات المسلحة، لاسيما ضد قوات الأمن. وفى حين انتشرت الهجمات فى الأشهر الأخيرة فى القاهرة والدلتا، فإن الأغلبية تظل قاصرة على شمال سيناء، ولم يشهد الجنوب سوى هذا الحادث الذى وقع فى مدينة الطور.
وتمضى الصحيفة قائلة إنه فى شبه جزيرة سيناء لا تؤثر أحداث الشمال دوما على الجنوب، إلا أن صناعة السياحة لا ينطبق عليها الأمر نفسه. فمجرد تصور الخطر، إلى جانب عدم الاستقرار فى مصر على مدار العامين الماضيين، دفع السائحين إلى البحث عن أماكن أكثر أمنا.
ومع توقعات انخفاض عائدات السياحة هذا العام بنسبة 39%، فإن القرارات التى اتخذتها الحكومة المصرية قد فاقمت من المشكلات فى الجنوب. ففى الصيف الماضى، طلبت السلطات إغلاق دير سانت كاترين، وهو أحد أهم الأماكن السياحية فى المنطقة والذى تم بناؤه فى القرن السادس الميلادى، وذلك لأسباب أمنية. وقد فاقم هذا من المشاكل المالية التى تواجه بالفعل المواطنين هناك. ورغم إعادة فتح الدير، إلا أن حركة السائحين هناك ظلت محدودة.
وحسبما قالت صحيفة واشنطن بوست، فإن المكان الذى كان يجذب أحيانا 350 حافلة سياحية يوميا، أصبح يجذب حافلة أو اثنين فقط.
وانتقدت الصحيفة الحكومة المصرية لعدم فعل شىء من أجل تعزيز السياحة، وأشارت إلى احتجاز أوروبيين مؤخرا لأكثر من شهر بتهمة الاتجار بالبشر، حسبما أفادت صحيفة الجارديان، هذا إلى جانب قصة المواطن الأمريكى الذى انتحر بعد احتجازه فى الصيف الماضى.
وبرغم ذلك، فإن عشرين دولة رفعت حظر السفر الذى فرضته على مصر قبل أشهر، وستكون هناك مساحة للتفاؤل وإن كان تأثير هذا الأمر لم يظهر بعد. وربما تأمل السلطات المصرية أن يكرر التاريخ نفسه.. فبعد التراجع الهائل فى السياحة فى أعقاب مذبحة الأقصر عام 1997، عادت الصناعة إلى الانتعاش بعد عامين، وزاد عدد السائحين على 800 ألف.
وتتساءل الصحيفة عما إذا كانت قوات الأمن المصرية ستكرر الحملة لأمنية التى أطلقتها فى الصعيد فى التسعينيات.. لكن هذه المرة ضد المسلحين فى سيناء.. وهل يستطيعون فِعْل ذلك دون انتقادات من منظمات حقوق الإنسان.
وختمت الصحيفة تقريرها قائلة إن هذا أمر سيتضح فيما يعد. لكن مع بطء وتيرة الهجمات فى شمال سيناء، فإن صناعة السياحة فى مصر ولاسيما فى شبه الجزيرة قد تكون سببا لتفاؤل حذر.
للمزيد من التقارير..
طلاب أكاديمية "أخبار اليوم" يصنعون سيارة سباق مصرية
اليوم.. "حماية المستهلك" يدرب الجمعيات الأهلية فى الرقابة على الأسواق
اتحاد عين شمس: نادى العاملين بالجامعات ورئيسه الإخوانى لا يمثلونا
جلوبال بوست: مصر تواجه تحديا للحفاظ على السياحة فى جنوب سيناء
الأربعاء، 08 يناير 2014 11:29 ص