استدعاء وزارة الخارجية أمس الأول لرئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة مجتبى أمانى، للإعراب عن إدانة مصر الكاملة للتصريحات التى أدلى بها مؤخراً، وكذلك لتصريحات المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الإيرانية الأخيرة حول الشأن المصرى، هى ليست رسالة فقط للإيرانيين بأن تدخلهم فى الشأن الداخلى المصرى مرفوض، ولكن أيضاً رسالة لمن يحاولون تحسين صورة إيران فى الداخل المصرى من شخصيات سياسية، اعتادت السفر إلى إيران على نفقة الجانب الإيرانى تحت مسمى «الدبلوماسية الشعبية». لقد سبق وحذرت فى مقال من مخاطر هذه الوفود التى تسىء لمصر، لكن لم يستمع أحد رغم أننى أشرت إلى موقف رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة من ثورة 30 يونيو، وقلت إنه لا يعترف بها، لكن يبدو أن لوبى المصالح الإيرانية فى القاهرة كان أقوى من مصالح الدولة المصرية ذاتها، إلى أن جاءت وزارة الخارجية ووضعت النقاط فوق الحروف، وكشفت للمصريين محاولات الجانب الإيرانى التدخل المرفوض فى الشأن المصرى، وأن السياسة الإيرانية الحالية تجاه مصر تعبر عن عدم إلمام أو تغافل متعمد عن حقيقة الأوضاع فى مصر، وأنها فضلاً عن ذلك لا تحترم سيادة الدول وقرارات شعوبها، خاصة أن مصر لا تتدخل فى الشأن الداخلى الإيرانى.
شخصياً لا أعترض على زيارة إيران، لكن اعتراضى على محاولات التجميل غير الواقعية للسياسة الإيرانية، فكلنا نتابع حجم التدخلات الإيرانية فى الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وللأسف ينظر بعضنا لهذه التدخلات على أنها دعم للمقاومة فى وجه الولايات المتحدة وإسرائيل، وكأننا نريد استبدال احتلال بآخر.. يحاول البعض تجميل إيران فى حين أننا نرى ونسمع كل يوم عن معاناة سنة إيران على أيدى الشيعة هناك، دون أن يتحرك لنا ساكن، ونتابع بشكل يومى ما يتعرض له المعارضون الإيرانيون المنتمون لمنظمة مجاهدى خلق فى معسكرات الإيواء العراقية والصمت يطبق علينا جميعاً. فى النهاية شكراً لوزارة الخارجية على موقفها الحاسم، وكلى أمل أن يراجع محبو السياسة الإيرانية فى القاهرة مواقفهم.