أرسلت (...) إلى "افتح قلبك" تقول:
أنا زوجة عمرى (42 سنة)، أم لثلاث بنات فى التعليم الابتدائى والإعدادى، تزوجت منذ 16 سنة تقريبا زواجًا تقليديًا ولم يكن هناك سابق حب أو حتى معرفة بينى وبين زوجى، ومع ذلك قبلت وقبل أهلى بأن أعيش مع حماتى فى نفس الشقة، كيف ولماذا؟.. كم أود لو أذكر.. المهم حياتى مع حماتى كانت صعبة جدا، ومع كثرة الاحتكاك والمناوشات أصبحت أنا وحماتى كالزيت والماء لا نتفق أبدا، إلا أن وجود زوجى بيننا كان يهدئ من الأمور كثيرا عند تطور الأزمات.
منذ 8 سنوات سافر زوجى للعمل بالخارج، وبعد أن سافر بعدة أشهر قامت إحدى تلك الزوابع بينى وبين حماتى أدت إلى أنى قررت أن أترك لها الشقة، التى هى باسم زوجى، وأرحل إلى أى مكان آخر، وبالفعل رتبت أمورى واستأجرت شقة قانون جديد، ادفع إيجارها من مالى الخاص وعشت فيها أنا وبناتى وحدنا، ولأول مرة نعرف جميعا معنى البيت الهادئ، لا خلافات ولا ضجيج ولا صوت عالى، شعرنا جميعا بأننا قد بدأنا الحياة كما يجب أن تكون.
طبعا زوجى اعترض بشدة على موقفى هذا، وغضب منى لفترة، لكنه لم يستطع أن يغير من الأمر شيئا، ومرت الأيام وتقبل الفكرة شيئا فشيئا، خاصة بعد أن لمس من البنات أنهن مرتاحات وسعيدات كهذا أكثر بكثير من ذى قبل، إلا أنه لم يتزحزح عن شىء واحد فقط، وهو أنه لن يعيش معنا فى هذا البيت، كان ينزل أجازاته الصيفية، والتى هى شهر فى السنة ليقضيه عند أمه، ولم يكن يجلس معنا إلا فى زيارات قصيرة وكأنه غريب يحرم عليه المبيت معنا.
لم يكن زوجى مقصرا فى حقى أو حق أولادى ماديا، بالعكس كان دائما يرسل لنا ما يكفينا، كذلك أنا كنت أوفيه حقه كاملا من جميع النواحى، لهذا ظلت علاقتنا جيدة، أو هكذا بدت لى ولم يفكر أحدنا فى تغيير هذا الوضع، حتى أنهى زوجى عمله بالخارج هذا العام، وعاد ليستقر مع والدته فى شقته حتى يتسلم عمله الجديد هنا فى مصر.
كان من المنطقى أن يكون متلهفا لجو البيت والأسرة ويأتى للعيش معنا، لكنه لم يفعل، وظل الشهر بعد الشهر يزورنا ويعود لينام فى شقته بعيدا عنا، الكثيرون حولى لفتوا انتباهى إلى أن هذا الوضع ليس بالطبيعى أبدا، ولكنى كنت أتجاهل كلامهم طالما أنى مرتاحة أنا وبناتى إلى أن وصلنى بطريق ما أن زوجى العزيز يخطط للزواج ثانية، وأنه ينوى أن يحضرها لتعيش معه فى شقته ومع أمه أيضا!!
لم أصدق أذنى، ولكنى تأكدت من صحة الكلام للأسف.. أبعد كل هذا العمر؟ وكل هذه البهدلة مع أمه؟ وكل هذا التعب مع بناته؟.. يتزوج على! هذا آخر شىء يمكننى أن أقبله أو أتصوره من الأساس، لهذا لم أسكت جمعت له عائلته وعائلتى وفتحت معهم الموضوع، فما كان منهم إلا أنهم تحدثوا معه وأقنعوه بالعدول عن الفكرة فى مقابل أن أعود لأعيش معه ثانية أنا والبنات.. ونعيد الكرة من جديد!! لم يكن لدى حل غير أن أقبل وافقت وبالفعل ذهبت ليلتها للمبيت فى شقة زوجى أنا والبنات وكنت أنوى أن أنفذ الاتفاق لكنى لا أستطيع أن أصف لك حجم الهم الذى جثم على صدرى فور دخولى هذا المكان، خاصة وبعد استقبال حماتى الحافل ونمت ليلتها، وأنا أتقلب من كابوس إلى آخر حتى طلع الفجر، وأنا أكاد أختنق وإذا بى أرتدى ملابسى، وأطلب من زوجى أن يعيدنى إلى بيتى حالا لأننى لا أستطيع التنفس بصدق.
هدأت وأعدت التفكير مرة ثانية بعد عودتى لبيتى وفكرت فى أنه إن لم أنفذ الاتفاق سأكون أنا المقصرة والمخطئة أمام الجميع، لهذا تمالكت نفسى وضغطت على أعصابى ورتبت سيارة لنقل عفشى، وحقائبى إلى بيت زوجى فى اليوم التالى، ولكنى لم أنم ليلتها من القلق والهم والغم وكأنى سأذهب إلى محبسى بقدماى بعد أن ذقت طعم الحرية.. لم أتحمل، فحتى بعد أن حزمت حقائبى وجهزتها للنقل, رفضت إنزالهم ولغيت حجز سيارة النقل فى آخر لحظة.
هناك نقطة فى غاية الأهمية لم أقلها لك, وهى أن زوجى بعد عودته إلى مصر لن يعمل فى القاهرة معنا, ولكنه سيعمل فى إحدى المدن الساحلية البعيدة, بحيث يسافر شهرا ويعود فى إجازة لمدة 10 أيام, فبعد أن عرفت هذا وجدت نفسى وكأن الماضى يعود بكل تفاصيله من جديد, أنا وبناتى مع أمه ليل نهار, وهو بعيد عنا لا يشعر بأى شىء.. صدقينى لم أتحمل, شعرت أنى قد أمرض أو أصاب بأى شىء إذا ضغطت على نفسى وفعلت.
هذا هو وضعى.. لا أتحمل الحياة مع حماتى بأى حال من الأحوال, ولكنى فى نفس الوقت سأنهار لو تزوج زوجى من أخرى, فما أدرانى من ستكون؟ وكيف ستكون؟ وكيف ستتدخل فى حياتى أنا وبناتى؟.. كابوس بكل معنى الكلمة.. فماذا أفعل؟
ولك أقول:
عزيزتى أقدر تماما حالة التوتر والاضطراب التى كنت تعيشيها مع شخصية مخالفة لك ليل نهار, سواء كانت حماتك الصواب وكنت أنت الخطأ أو العكس, فالنتيجة واحدة, ضغط عصبى وتربص وقوة انفعال على كل شىء، سواء كان يستحق أو لا يستحق, لهذا قد يكون معك حق فى أن تقررى أن تنفصلى بحياتك بعيدا عن حماتك بعد سنوات وسنوات من التجارب المريرة, فمن المفترض أن يكون لك بيت زوجية منفصل من الأساس...لكن..
دعينا ننظر للأمر من وجهة نظر زوجك, فمن المؤكد أنه لم يختر هذا الوضع بكامل إرادته, قد لا يكون لوالدته بيت آخر يخصها, أو قد يكون ليس لها غيره ليرعاها, أو قد تكون غير قادرة صحيا على إعالة ورعاية نفسها يوميا.. من المؤكد أنه كان مضطرا للعيش وسط كل هذا الضجيج بينك وبينها, أليس كذلك؟
لهذا عندما عاد من سفره بالخارج أصر على البقاء مع والدته فى بيته, ليشعرها أنه لن يتركها وحدها حتى وإن تركتموها أنتم, وأنه سيكون دائما موجودا إذا احتاجته أثناء غياب الآخرين, حاولى أن تتفهمى معى موقفه, فهو أيضا بين نارين, إما أن يبر أمه ويصلها, وإما أن يعيش معكم كأسرة واحدة.. من المؤكد أنه حاول أكثر من مرة التوفيق بينكما, لكنه ومع استمرار الوضع على ما هو عليه لسنوات طويلة سلم أخيرا بأنه (شيل ده من ده يرتاح ده عن ده) زى ما بيقول المثل.
لكن وبالرغم من استمرار هذا الوضع لفترة طويلة الآن, إلا أن هذا لا ينفى أنه وضع غير طبيعى, فكيف لنا أن ننتظر من رجل أن يعيش منفصلا عن زوجته وهى على ذمته ويعيش معها فى نفس البلد؟ وضع صعب وغير مقبول, حتى وإن كنت أنت اعتدتى عليه بحكم سفر زوجك سابقا, إلا أنه لا يزال وضع غير مريح لزوجك خاصة وبعد أن عاد من غربته أخيرا, فلا يمكن لأحد أن يعيب عليه فكرة الزواج مرة ثانية, فربما هو يحتاج إلى ونيس, إلى حبيب, إلى امرأة, إلى حتى من تخدم أمه وتراعى شئون بيته وتطهو له.
لكن هناك نقطة فارقة فى الأمر أريد أن أوضحها لك, وهى هل كان زوجك يريد الزواج من سيدة بعينها؟ أم أنه أراد الزواج ثانية كفكرة؟ إذا كان قرر الزواج ثانية لأن (فلانه) بعينها أعجبته وحركت مشاعره تجاهها, فهنا وللصراحة لا أعتقد أنه سيغير رأيه ويعرض عن الزواج منها حتى إذا عدتى للعيش معه, أما إذا كان باحثا عن الزواج عموما لأى سبب من الأسباب التى ذكرتها لك سابقا, فمن الممكن وقتها أن يتخلى عن الفكرة لو عدتى أنت وبناتك إليه.
الكرة الآن فى ملعبك يا سيدتى, وعليكى أن تختارى الوضع الذى تستطيعين تحمله أكثر, هل الضغط النفسى الواقع عليكى من عشرة حماتك سيكون أهون أم ذلك الواقع عليكى بسبب زواج زوجك من أخرى؟, لا تضيعى وقتك وتشتتى تفكيرك فى التفكير فى حل ثالث خالى تماما من الضغوطات, فهو ليس متوفرا حاليا بكل أسف,عليكى التركيز على قدرتك على تحمل أى الخيارين.
قد يرجح البعض _ وأنا منهم_ فكرة العودة للعيش مع حماتك, على أساس أنه وضع مؤقت حتى وإن طال, ولكن من يقترح عليكى هذا لا يعرف بحقيقة ما تشعرين به أنت فعلا, ولا يفهم أكثر منك فيه, فربما يكون الحل مثالى ولكنك لا تملكين القدرة النفسية على تنفيذه.
وهناك الحل الآخر وهو أن تظلى كما أنت, وتقبلى بأن يكون له زوجة ثانية, ولما لا؟, فلن يختلف الوضع كثيرا بالنسبة لك, فأنت معتادة من الأصل على العيش وعلى تدبير أمورك بمفردك, خاصة وإن كان يفكر فى واحده بعينها, الأمر الذى يغلب أنه سيتزوجها إما عاجلا أو آجلا طالما أن المبدأ مطروح فى عقله, وسواء ضغطت أنت على نفسك وعدتى للعيش مع أمه أم لا... اعتبرى أن زواجه من أخرى هو ثمن حريتك واستقلاليتك وراحتك النفسية.
للتواصل مع د. هبة وافتح قلبك:
h.yasien@youm7.com
للمزيد من أخبار منوعات..
ارتداء ملابس الغير وكثرة المرايا والإكسسوارات تسبب الطاقة السلبية
بالصور.. ألوان النيون أحدث التقنيات للقطات أقرب للخيال العلمى
أفضل طريقة لوضع الماسكرا
د. هبة يس
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
هاديه
كان الله في عونك
صعب جدا ...بس لازم ترجعي و امرك لله
عدد الردود 0
بواسطة:
zehoo
اقرب حل
عدد الردود 0
بواسطة:
أمل
ماري منيب ..... كلاكيت مليون مره
عدد الردود 0
بواسطة:
سارة
اين الفطنه يا اختاه