استمعت اليوم كغيرى لعدد من المكالمات المنسوبة لى على إحدى القنوات الفضائية تدعى على كلاما بعيدا كل البعد عن الحقيقة، وتهدف إلى محاولة تشويه سمعتى الشخصية. ولهذا فإننى أتوجه إلى كل مصرى ومصرية عرفونى عن قرب أو عبر وسائل الإعلام بالرسالة التالية، فيما يخص هذه التسجيلات وما قد يتم نشره لاحقا:
أولا: لم أكتب هذه الرسالة إلا تلبية لرغبة أسرتى وبعض أصدقائى المقربين والذين ألحوا على بالرد، على ما يثار من شائعات، وقد كنت منذ الثالث من يوليو ٢٠١٣ اتخذت قرارا بالابتعاد عن المشهد السياسى، بعد أكثر من عامين ونصف العام من المحاولات الحثيثة والمستمرة لدفع مصر إلى المستقبل، الذى أتمناه لها كأحد شباب هذا الوطن والذى لم يحركه سوى البحث عن مصلحة مصر، وأهلها وحقهم فى وطن يحترم حقوقهم وينهض ليكون فى مصاف الدول المتقدمة، ولكننى وللأسف وبعد أن باءت كل محاولاتى بالفشل وذهبت تحذيراتى ونصائحى أدراج الرياح لحقن دماء المصريين، اتخذت قرارا بالابتعاد حتى لا أكون طرفا فى فتنة يراق فيها الدم المصرى وتضيع فيها الحقوق.
ثانيا: إن الجهات التى تقف وراء نشر هذه المكالمات المفبركة والمقطوعة من سياقها لديها أرشيف متكامل من المكالمات الحقيقية التى تم تسجيلها للعديد من الشخصيات العامة على مدار سنوات، وهى قادرة عبر تقنيات بسيطة ومتوفرة على شبكة الإنترنت تعديل الأحاديث بالقص واللزق أو فبركة لم تحدث من الأساس. وتعد هذه التسجيلات المنشورة مخالفة صحيحة للقوانين والدساتير فى أى دولة بالعالم، خاصة مع كل ما يحدث بها من فبركة واقتطاع من سياق الأحاديث والمراسلات الشخصية بغرض التشويه والتشهير والتحريض. ولذا فإننى سأتخذ الإجراءات القانونية ضد كل من تورط فى هذه الأساليب الرخيصة المخالفة لأبسط قواعد القانون والدستور.
ثالثا: أرجو من كل من يشكك فى نزاهتى ووطنيتى أن يتوجه بأسئلته إلى الكثير من الشخصيات العامة من التيار الذى يتبعه، خاصة تلك التى التقيت بها وتحدثت معها محاولا لتقريب وجهات النظر، والبحث عن حلول للأزمات ولم شمل المصريين، ورفضا للفتنة والتقسيم والاقتتال والعنف والاستئثار بالسلطة.
اسألوا الفريق السيسى، واللواء العصار، واللواء محمود حجازى، واللواء مراد موافى، واسألوا شيخ الأزهر، وبابا الكنيسة، والكثير من رموز المؤسستين الدينيتين المصريتين، واسألوا قيادات الإخوان وشبابهم، وقيادات السلفيين وسياسييهم، واسألوا د. البرادعى وعمرو موسى ود. أحمد البرعى ود. أحمد سعيد، ود. مصطفى حجازى، واسألوا الكثير من الكتاب والمفكرين والمثقفين والشباب الذين عرفتهم عن قرب بعيدا عن التشويه المتعمد الذى قامت به بعض وسائل الإعلام،. كل هؤلاء جمعنى بهم لقاءات واتصالات لم يكن لى أى مصلحة فيها سوى أن أرى وطنى يتسع للجميع فى دولة ديمقراطية عصرية تضاهى دول العالم المتقدم. كل هؤلاء التقيت بهم على أجندة الحفاظ على الدم المصرى وألا نخرق جميعا سفينة الوطن، وكلهم هؤلاء يعلمون أننى لم أكن أسعى يوما للهدم بل للبناء، ولم أنو أبدا الإفساد بل الإصلاح. وهم يعلمون أننى لم أخرج يوما متاجرا بهذه اللقاءات أو معلنا ما يدور فيها بغرض تحقيق شهرة أو إساءة لأحد.
رابعا: كانت جل مواقفى طوال الفترة من 25 يناير، حتى اليوم هى مثار جدل لدى الكثيرين بحكم المرحلة التاريخية، كنت أبحث قدر استطاعتى عن الموضوعية والإنصاف. وأرفض الاحتقار والتشويه والتعميم والتخوين لخصومى.
كتبت الكثير من قناعاتى وأخفيت بعضها، ولكننى لم أكتب يوما ما يخالف قناعاتى وضميرى. وكنت لا أتردد عن الاعتذار عن أى خطأ أقع فيه، وبالمقابل وجدت من الكثيرين تزويرا للحقائق واتهامات لا طائل لها وفبركة لأحاديث وتصريحات لم أدل بها وترجمات خاطئة لكلام قلته.
وضعنى كل هذا تحت الكثير من الضغط النفسى والعصبى، وعرض أسرتى للكثير من الأذى، ولم أكتب يوما عن ذلك لقناعة أن هذا قدرى الذى لم أختره.
خامسا: لم أحقق أى مكاسب من ثورة يناير ولم أتاجر أبدا بدورى الذى لم يتعد واجبا شخصيا ومسئولية وطنية ساقنى القدر إليها، دون تخطيط منى، وحرصت بعد الثورة ألا أخرج فى وسائل الإعلام إلا فيما ندر، فعدد مرات ظهورى الإعلامى لى طوال عامين ونصف العام، من الثورة لم تزد عن أصابع اليد.
ولم أسع طوال تلك الفترة للبحث عن منصب أو مصلحة شخصية أحصل عليها بشكل مباشر أو غير مباشر، وعندما عرضت دار نشر أن أكتب كتابا يوثق لتجربتى فى الثورة، أعلنت بوضوح عن قيمة التعاقد عبر الإنترنت، وفى وسائل الإعلام، وأن مليما واحدا، من هذه الأموال لن يدخل فى جوف ابن من أبنائى فى الوقت، الذى دفع فيه الكثير من أبناء الوطن حياتهم ثمنا لما سأكتب عنه، ووضعت العائد المادى من الكتاب كاملا لدعم أعمال الخير وعلاج المصابين ومساعدة أسر الشهداء، دون أن أتاجر بذلك أمام شاشات التلفاز، أو الجرائد لأنه واجب وليس منحة أو منة منى.
بل حتى وظيفتى الأساسية تركتها لمدة عامين ونصف العام للمساهمة فى إنشاء مؤسسة أهلية لتطوير التعليم فى مصر وكذلك لمحاولة الخروج بالبلاد من تلك المرحلة الانتقالية الصعبة فى تاريخنا الحديث.
سادسا: طوال ثلاث سنوات، كتبت كثيرا عن أن الهدف الأسمى الذى أتمناه هو أن تُعلى مصر من شأن القانون، وأن يطبق القانون على الجميع بغض النظر عن مراكزهم ومواقعهم ومواقفهم من السلطة، ولذلك فإننى أطالب من لديه أى أدلة لمخالفات قانونية قمت بها أن يتوجه بها إلى النائب العام، للتحقيق معى فيما ينسب بهذه الاتهامات.
وبالرغم من أننى اليوم خارج مصر -بعد أن اتخذت قرارى بالابتعاد، حيث إن مصر اليوم لا ترحب بمن هم مثلى- وفى نظر البعض أصبحت بعيدا عن يد جهات التحقيق، إلا أننى وفى حالة تحويلى لأى جهة قضائية مصرية بشكل رسمى فلن أتردد يوما واحدا فى العودة إلى مصر بمحض إرادتى، ودون أى ضغوط من أحد لإثبات نزاهتى وبراءتى ضد كل من يحاول تشويه سمعتى أمام أسرتى، وأصدقائى وكل من وثق فى يوما ما فى حالة طلب أى جهة تحقيق مصرية رسمية منى المثول أمامها.
مثلى يُفَضّل أن يكون سجينا مظلوما رافعا رأسه مدافعا عن وطنيته ونزاهته، عن أن يعيش هاربا ذليلا مطأطئ الرأس حتى لو كان بريئا.
إلى كل من وثق فى يوما ما:
طوال هذه الثلاث سنوات، اجتهدت فأخطأت كثيرا وأصبت أحيانا، لكننى لم أكن يوما خائنا لوطنى، ولا مفرطا فى مبادئى، ولا مخالفا للقانون الذى أدعو لاحترامه، وقدرى أن أدفع ثمنا لذلك من أذى وتشويه أتعرض وتعرضت له أنا وأسرتى طوال هذه السنوات وهو ثمن يسير مقارنة بما دفعه الكثير من المصريين الذين فقد بعضهم حياته ثمنا لحرية شعب بأكمله.
ورسالتى إليكم: لا تصدقوهم، لا تؤمنوا بما يحاولون أن يزرعوه فى عقولكم عبر وسائل الإعلام بأنه لا أحد فى هذا الوطن يعمل إلا لحساب مصلحته الشخصية وأنه لا يمكن أن تكون مصريا مهتما بشأن وطنك إلا إذا كنت خائنا أو عميلا أو ناشطا للسبوبة. ففى هذا الوطن كثير ممن هم مستعدون أن يقدموا الغالى والنفيس من أجل أن يروا مصر وطنا يعيش المصريون فيه حياة كريمة يستحقونها.
وأخيرا، أعتذر لكم عن انقطاعى، وأعتذر لكم عن عدم قدرتى على مواصلة الكتابة والرد على رسائلكم. ولكننى أردت أن أنفذ وصية أسرتى -على غير رغبة منى- فى تبرئة ساحتى أمام الرأى العام خاصة كل من وثقوا فى يوما ما.
Post by Wael Ghonim - وائل غنيم.
لمزيد من التحقيقات والملفات..
العشرات يتظاهرون أمام سفارة قطر ويطالبون بطرد سفيرها من القاهرة.. المتظاهرون يرددون أغنية "تسلم الأيادى" تأييدا للجيش.. ويرفعون الأعلام المصرية وأصابع "الموز".. وتواجد مكثف لقوات الأمن
جدل قانونى حول جواز خوض أعضاء "الحرية والعدالة" انتخابات البرلمان بعد إعلان الإخوان "إرهابية"..حامد الجمل: لا يجوز.. رجائى عطية: يحتاج لإدلال قانونى.. الإسلامبولى: يجوز حتى يتم حل الحزب
ننشر تقرير الطب الشرعى النهائى لـ"طالب الهندسة".. ويكشف: وفاة محمد رضا نتيجة إصابته بخرطوش به ٢٧ بلية بالصدر والبطن.. ونوعية الذخيرة المستخدمة ظهرت فى أحداث "محمد محمود"