تمر اليوم الذكرى الثانية لوفاة الكاتب الروائى الكبير إبراهيم أصلان، الذى رحل عن عالمنا فى 7 يناير 2012، وما زال حيا بيننا.
رحل البوسطجى الذى هوى الكتابة لم يحول دون أن تبقى الرسائل والجوابات التى سلمها لقراءة سخية بالمعنى، فضلاً عن مواقفه التى سجلها بشجاعة شاهدة على وجوده المؤثر ليس فقط على مستوى الكتابة بل على مستوى المعارك الثقافية التى خاضها ببسالة.
لا تمر ذكرى رحيل دون تذكر الكيت كات وأهلها الكادحين والمديونين والموهوبين الطربين، ولا يمكن أن تمر ذكرى إبراهيم أصلان دون تذكر معركة وليمة لأعشاب البحر الذى عمل رئيسا للسلسة التى أصدرتها وبقى يدافع عنها أصلان رافضا اتهام الرواية بتشجيع الخروج على الدين ومنافاة الأخلاق والقيم المجتمعية حتى استقال من السلسلة نهائيا رافضا ماقتا على اعتبار مجمع البحوث الرواية تحث على المروق على الدين.
على بحيرة المساء حلم أصلان بقصة قصيرة تستلهم من الواقع المعاش عالمها تضفيرا مع الخيال، حتى اعتبر القصة القائمة على خيال تام محض جثة، حلم أصلان على المستوى الشخصى ببلد تنظر للغلابة وتجمل الأرصفة وتهتم بالعلم والثقافة، رحم الله إبراهيم أصلان الذى لم يهتم بألقاب ولا تصنيفات فأطلق عليه النقاد بعد رحيله "عازف القصة القصيرة".
ولد إبراهيم أصلان بمحافظة الغربية فى 3 مارس 1935 ونشأ وتربى فى القاهرة وتحديدا فى حى إمبابة والكيت كات، وقد ظل لهذين المكانين الحضور الأكبر والطاغى فى كل أعمال الكاتب بداية من مجموعته القصصية الأولى "بحيرة المساء" مرورا بعمله وروايته الأشهر "مالك الحزين"، وحتى كتابه "حكايات فضل الله عثمان" وروايته "عصافير النيل" وكان يقطن فى الكيت كات حتى وقت قريب ثم انتقل للوراق أما الآن فهو يقيم فى المقطم.
لم يحقق أصلان تعليما منتظما منذ الصغر، فقد ألتحق بالكتاب، ثم تنقل بين عدة مدارس حتى أستقر فى مدرسة لتعليم فنون السجاد لكنه تركها إلى الدراسة بمدرسة صناعية. ألتحق إبراهيم أصلان فى بداية حياته بهيئة البريد وعمل لفترة كبوسطجى ثم فى إحدى المكاتب المخصصة للبريد وهى التجربه التى ألهمته مجموعته القصصية "وردية ليل"، ربطته علاقة جيدة بالأديب الراحل يحيى حقى ولازمه حتى فترات حياته الأخيرة ونشر الكثير من الأعمال فى مجله "المجلة" التى كان حقى رئيس تحريرها فى ذلك الوقت.
لاقت أعماله القصصية ترحيبا كبيرا عندما نشرت فى أواخر السيتينات وكان أولها مجموعة "بحيرة المساء" وتوالت الأعمال بعد ذلك إلا أنها كانت شديدة الندرة، حتى كانت روايته "مالك الحزين" وهى أولى رواياته التى أدرجت ضمن أفضل مائة رواية فى الأدب العربى وحققت له شهره أكبر بين الجمهور العادى وليس النخبة فقط.
التحق فى أوائل التسيعنيات كرئيس للقسم الأدبى بجريدة الحياة اللندنية إلى جانب رئاسته لتحرير إحدى السلاسل الأدبية بالهيئة العامة لقصور الثقافة إلا أنه استقال منها إثر ضجة رواية وليمة لأعشاب البحر للروائى السورى حيدر حيدر، وتوفى فى السابع من يناير عام 2012 عن عمر يناهز 77 عاماً.
لمزيد من أخبار الثقافة
ندوة مفتوحة لمناقشة كتاب "نقد الفكر الدينى" بالجيزويت الثقافى
ندوة لمناقشة كتاب "تناقضات المؤرخين" بالمركز القومى للترجمة غداً
رواية "فى قلبى أنثى عبرية" لخولة حمدى تتناول المجتمع اليهودى والمقاومة اللبنانية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة