صرح السفير الفلسطينى فى عمان عطا الله خيرى بأن العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى سيلتقى غدا الأربعاء فى العاصمة الأردنية مع الرئيس محمود عباس لبحث آخر مستجدات زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى.
وقال السفير الفلسطينى- فى تصريح لصحيفة (الغد) الأردنية نشرته اليوم الثلاثاء- إن المباحثات التى سيجريها الرئيس عباس فى الأردن تأتى فى إطار التنسيق والتشاور المستمرين مع الأشقاء فى المملكة.. وستتناول جولة كيرى والجهود التى يبذلها من أجل إحراز تقدم فى العملية السياسية.
ومن جانبهم.. أفاد مسئولون فلسطينيون أن كيرى لم يحقق أى تقدم فى إقناع الجانبين بالتوقيع على خطته، وذلك بعد فشل ضغوط مارسها لانتزاع موافقة فلسطينية على مقايضة الاعتراف بيهودية الدولة بعودة لاجئين فلسطينيين إلى فلسطين المحتلة العام 1948.
وفى الوقت الذى أكد فيه الجانب الفلسطينى رفضه القاطع للاعتراف بيهودية الدولة باعتباره تصفية لحق العودة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أمس رفضه حق العودة.
وأبلغ الفلسطينيون الوزير الأمريكى، خلال جولته، برفض أى وجود إسرائيلى عسكرى أو مدنى فى منطقة الأغوار مقابل موافقتهم على قوات دولية فقط، وفق عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد.
وقال الأحمد للصحيفة إن الأفكار التى يقدمها كيرى غير مقبولة من الطرف الفلسطينى الذى يريد اتفاقا يضمن إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس.. مستبعدا خروج كيرى بنتائج إيجابية من جولته الحالية.
ومن جهته.. اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبويوسف أن كيرى يحاول إشاعة أجواء التقدم فى العملية السياسية، ولكنه لم يحقق أى اختراق فى أى من الملفات التى يتم التعاطى معها.
وقال أبويوسف للصحيفة، إن ما يحمله الوزير الأمريكى من أفكار يمس الثوابت الوطنية الفلسطينية، وأنه حتى الآن لم يقدم شيئا مكتوبا، وإنما يتحدث عن أفكار تتبنى فعليا الرؤية الإسرائيلية.. معتبرا أن طرح كيرى خطير عند إعلانه التبنى الأمريكى ليهودية الدولة ومطالبته باعتراف فلسطينى مماثل بها، بما يؤدى إلى إسقاط حق العودة. ولفت إلى تضمين اتفاق كيرى ترتيبات أمنية متعلقة بالأغوار وإضفاء الشرعية على الكتل الاستيطانية والحديث عن القدس الكبرى عاصمة للدولتين، بحيث تمتد عاصمة الدولة الفلسطينية المقترحة من جنوب بيت لحم حتى البحر الميت، وبالتالى إخراجها من الأراضى المحتلة العام 1967. وقال أبويوسف إن ذلك يجسد الانحياز الأمريكى السافر للاحتلال، مؤكدا الرفض الفلسطينى لهذا الطرح ولتمديد المفاوضات عن سقفها الذى ينتهى فى إبريل المقبل.
ومن جانبه.. قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتيه إن القيادة الفلسطينية ترفض رفضا قاطعا مسألة الاعتراف بيهودية الدولة التى تنفى حق العودة.. لافتا إلى أن كيرى يقوم بجهد كبير ومهم حيث يحاول الوصول إلى صيغة اتفاق معين ولكن الجانب الإسرائيلى يبرهن يوميا على عدم جديته فى التعاطى مع المفاوضات وأنه جاء إلى طاولة التفاوض تكتيكيا وليس استراتيجيا، وذلك من خلال ممارساته العدوانية المتصاعدة ضد الشعب الفلسطينى.
ودعا اشتيه الولايات المتحدة إلى تعزيز دور كيرى وأن لا يكون بمفرده والبدء فعليا بالضغط على نتنياهو لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس.
وتدور أفكار كيرى حول قضية اللاجئين الفلسطينيين فى إطار ما سبق وأن طرحه الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون خلال مفاوضات كامب ديفيد العام 2000، والتى تشكل اجترارا لطرح رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق إيهود باراك التى رفضها الجانب الفلسطينى قطعيا.
وكان باراك قد طرح إعادة عدد محدود من اللاجئين إلى داخل فلسطين المحتلة العام 1948 تحت شعار جمع شمل العائلات وضمن شروط الاحتلال وعودة بضعة آخرين يحدد عددهم إلى الدولة الفلسطينية المستقبلية وتشكيل صندوق دولى للتعويض والتوطين فى الدول المضيفة، وإضافة بند إلى الاتفاق يفيد بوضع حد للصراع من شأنه أن يحرر الاحتلال من كل مطلب مستقبلى بشأن قضايا الوضع النهائى.
وأفادت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية عبر موقعها الإلكترونى أمس أن نتنياهو قدم اقتراحا لكيرى بتبادل الأراضى والمتمثل بضم مساحة 52 كم للدولة الفلسطينية يقطنها حوالى 300 ألف فلسطينى عند التوصل إلى اتفاق سلام بين الطرفين، وفق زعمها.
لمزيد من الأخبار العربية..
كنيسة "المهد" فى بيت لحم تصلى من أجل نجاح مفاوضات السلام
"الجيش الحر" يحرزون تقدمًا ضد "داعش" فى شرق سوريا
مصدر عشائرى بـ "الرمادى" العراقية: نحن من يحارب الجيش وليس "داعش"
سفير فلسطين بعمان: عاهل الأردن والرئيس عباس يبحثان غدا مستجدات زيارة كيرى
الثلاثاء، 07 يناير 2014 01:19 م