تهنئة قلبية لشعب مصر والعالم بالعام الجديد وعيد الميلاد المجيد، وخالص العزاء لأسر وأهل الشهداء ولنا والقوات المسلحة والداخلية ونصلى أن يعطينا الله جميعاً العزاء والسكينة ويعم الأمان ويسود الفرح والسلام وتزداد الخيرات والبركات فى مصرنا الحبيبة، تدق أجراس الكنائس بإعلان إقامة قداس وصلوات وتسبيح وتهليل فرحة عيد الميلاد المجيد.
" والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الأب مملوءاً نعمة وحقاً " (يو1: 14).
فى ذكرى ميلاد السيد المسيح (شمس البر) حقائق ورسالة للبشر نرى فى ميلاده حقيقة أن الله الخالق الحى الذى لا يموت وعلى كل شىء قدير عادل وأمين فى وعوده وكلى المحبة لصنعة يديه خاصة الإنسان فحين خلقه قال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا ونجعله متسلطا على كل شىء, وعندما أسقط الشيطان الإنسان الأول بجعله يخالف وصية الله واستحق العقاب وانفصل عن الله وتخاصم مع السمائيين وأصبح فى حكم الموت إلا أن محبة الله فاقت كل الحدود والعقول فدبر لخلاص البشرية جمعاء لان البشر عجزوا عن خلاص أنفسهم بأنفسهم وأظلم داخله وتخبط فى حياته وعرف الكثير من الخطايا لم يحص عددها حتى إنها وصلت لعبادة الأصنام وقال ليس إلها "فالجميع زاغوا وفسدوا معاً وأعوزهم مجد الله " (مز4: 1ـ3) وكان لابد من ميلاد المسيح ليعطينا حقائق ودروسا ورسائل لتثبتنا فى الإيمان والثقة به فنجد يأتى خلاصنا من السماء من الخالق وبكلمة منه "فى البدء كان الكلمة والكلمة عند الله وكان الكلمة الله هذا كان عند الله كل شىء به كان وبغيره لم يكن شىء مما كان فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس والنور يضىء فى الظلمة والظلمة لم تدركه" (يو 1 – 5:1).
ففى الميلاد كان دعوة فرح عظيم للبشرية معلن من الله فملاك الرب حين بشر الرعاة فقال: فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب أنه ولد لكم اليوم مخلص هو المسيح الرب (لو 2 10: 11) فبهذا الفرح كانت رسالة طمأنينة لنا واستعداد للقاء العرس لم يولد المسيح فى قصر أو كملك أرضى من سلالة ملوك العالم الزائل والفانى إنما ولد من عذراء فقيرة فى الحياة الدنيوية لكنها غنية وأغنى نساء العالم فى حياتها وعشرتها مع الله متواضعة مطيعة لمشيئة الله ولها سلام داخلى وعفة وطهارة ونقاوة القلب والفكر ولد فى مزود للبقر بالرغم من أنه ملك الملوك ورب الأرباب ليعلمنا التواضع وعدم التكبر والتسيد على بعضنا بل يكون الله هو السيد ولد معه كنوز لخلاص البشر وجدناه فى تقدمة المجوس بعد أن سجدوا للطفل يسوع قدموا الهدايا ذهباً ولباناً ومر (مت 2 :11) وفى الميلاد لتتم نبوات العهد القديم فيقول أشعياء النبى 7: 14، 15) "ولكن يعطيكم السيد نفسه آية ها العذراء تحبل وتلد أبنا وتدعى اسمه عمانوئيل "أى الله معنا بميلاده أيضاً أعلن عن مجده وقوته فيقول أشعياء النبى (9: 6 )".
لأنه يولد لنا ولداً ونعطى أبناً وتكون الرئاسة على كتفه ويدعى أسمه عجيباً مشيراً ألهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام "فالآن ونحن فى زخم وهياج الشيطان على البشر ودفعه بقوة المال وممالك العالم ليبعد الإنسان عن معرفة الله الحقيقى من خلال السياسة والسلطة والاقتصاد وثورات وحروب وإرهاب وتدمير وقتل بحاجة أن يولد فينا الرغبة الحقيقية العاملة الفاعلة ونعود لنشر الأمن والأمان بالمحبة والسماحة والتسامح والبعد عن التفرقة والتعصب البغيض وإدراك الفرح والطمأنينة والراحة لا يتحققوا من غير السلام بين الإنسان والله وبين نفسه من الداخل فلا يتحقق ذلك إلا بمعرفة الله معرفة حقيقية عن قرب تظهر فى أعمالك وأفعالك والثقة به مخلص العالم , علينا الآن نبذ كل فكر شرير يهلك ويدمر خليقة الله ويضع أنفس فى مكانته ليحكموا ويدينوا العالم وكأنهم موصون منه, فمع صلواتنا بعيد الميلاد نصلى من أجل أن تستقر مصرنا الحبيبة ويعم الخير بالمزيد ويسود السلام وتسر النفوس ويعطى حكمة ونعمة فى من يقوموا بقيادة دفة سفينة البلاد , ينزع كل طابع وحشى وفكر خبيث ومدمر ويفتح أعين من هم تحت سيطرة الشيطان ليرو النور الحقيقى ومحبة وسلام الله للجميع وهيا الآن نفرح مترنمين مع الملائكة قائلين " المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وفى الناس المسرة" (لو 2: 14).
السيد المسيح
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
hesham
كل سنة و انتم طيبين
عدد الردود 0
بواسطة:
كلنا عشاق احباب الاقباط فى مصر و العالم لانهم مصرين
المسيح يسوع عيسى ابن مريم صانع العجائب المعجزات بيده فى العالمين فى السماءوالارض
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد طه
عيد ميلاد مجيد وكل عام وكل مصر بخير
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed
كل سنة و انتم طيبين
عدد الردود 0
بواسطة:
د/هشام صفوت
سورة مريم